سياسة الغاز في بريطانيا تعطل استثمارات إنتاج الوقود المحلي (تقرير)
نوار صبح

تتسبب سياسة الغاز في بريطانيا بعرقلة الاستثمارات في إنتاج الوقود المحلي، ويعود ذلك، جزئيًا، إلى الضرائب والقيود البيئية المفروضة على الشركات.
جاء ذلك في تقرير عن التأثيرات السلبية المحتملة التي قد تخلّفها سياسة الغاز في المملكة المتحدة التي تعرقل الاستثمارات بإنتاج الغاز المحلي على البيئة والإمدادات، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسيستمر الغاز في بريطانيا، ليؤدي دورًا مهمًا في مزيج الطاقة حتى ثلاثينيات القرن الـ21، حتى لو اتُّبِعَت "خطة عمل الطاقة النظيفة 2030" لحكومة حزب العمال، بحسب ما ذكرت شركة الخدمات والاستشارات المالية "نايس إنرجي"(Gneiss Energy)، في تقريرها بعنوان "سياسة الغاز في المملكة المتحدة عديمة الجدوى".
ونظرًا لأن خطة حكومة حزب العمال لرفع وتوسيع ضريبة أرباح الطاقة (EPL) على إنتاج النفط والغاز في بريطانيا إلى 78% يُعتقد أنها تثبط الاستثمارات في الطاقة، تعتقد شركة الاستشارات أن البلاد ستحتاج إلى الاعتماد بشكل أكبر على الواردات.
الاعتماد على الواردات
ترى شركة "نايس إنرجي" -مقرّها المملكة المتحدة، وتعمل في قطاعَي الطاقة والموارد الطبيعية- أن المنافسَين الرئيسَين للإنتاج المحلّي هما الغاز النرويجي والغاز المسال المستورد.
ونظرًا لأن تسييل الغاز ونقله ينطويان على مخاطر تسرب الميثان، ولأن إعادة التغويز تتطلب طاقة كثيفة، فإن واردات الغاز المسال تُعدّ أكثر كثافة في الانبعاثات من نظيره المنقول عبر خطوط الأنابيب.
ويشير المحللون إلى أنه بحلول الوقت الذي يصل فيه إلى المستهلك، فإن الغاز المسال المستورد يحتوي على 4 أضعاف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتجسّدة، مثل الغاز المستخرج من الجرف القاري للمملكة المتحدة (UKCS)، وفقًا لتقرير "نايس إنرجي".

إضافة إلى ذلك، فإن زيادة واردات الغاز المسال قد تتطلب تطوير المزيد من المحطات في المملكة المتحدة، ويأتي هذا بتكلفة باهظة، إذ إن بناء محطة واحدة يكلّف من 500 مليون دولار إلى مليارَي دولار، اعتمادًا على الحجم والتقنيات.
وقد تَردد صدى هذا الشعور في تقرير حديث صادر عن شركتي "ريكليم فاينانس" (Reclaim Finance) و"بانك تراك" BankTrack، الذي يحثّ البنوك على التوقف عن تمويل بناء محطات تصدير الغاز المسال، لأن هذا قد يطلق العنان لأكثر من 10 غيغاطن من انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري العالمي.
وعلى الرغم من أن الغاز النرويجي يتميز بملف انبعاثات جذاب، فإن النرويج تُعدّ المورد المفضل للعديد من البلدان، خصوصًا بعد غزو روسيا أوكرانيا، الذي تسبَّب في ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية 3 مرات في عام 2022.
وقد تسبَّب هذا الارتفاع في الطلب بوصول الإنتاج النرويجي إلى الحدّ الأقصى من قدرته، ما يتطلب من المملكة المتحدة استكشاف خيارات أخرى.
الإنتاج المحلي
تزعم شركة "نايس إنرجي" أنه سيتحقَّق خفض بنسبة 36% في الانبعاثات إذا جاء 100% من إمدادات الغاز في بريطانيا من مصادر محلّية.
وعلى الرغم من أن هذا السيناريو غير مرجّح، تعتقد الشركة أن هذه حجّة قوية تركّز على الانبعاثات لزيادة الإنتاج في المملكة المتحدة، خصوصًا عند النظر في العديد من حقول الغاز الكبيرة غير المطورة في المملكة المتحدة ذات ملفات الانبعاثات الجذابة ومتطلبات الاستثمار الرأسمالي الكبيرة.
في المقابل، لوحظ التشكيك مؤخرًا في مستقبل أكبر حقلين للنفط والغاز في بريطانيا، غير المطوَّرَين قبالة سواحل البلاد، وهما حقل "جاكدو" Jackdaw التابع لشركة شل (Shell) في بحر الشمال وحقل "روزبانك" Rosebank التابع لشركة إكوينور النرويجية (Equinor).

يأتي ذلك بعد صدور حكم قضائي يتطلب مراعاة الانبعاثات الناتجة عن حرق النفط والغاز عند الموافقة على مثل هذه المشروعات، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقال المدير الإداري لشركة "نايس إنرجي" Gneiss Energy، جون فيتزباتريك: "بينما تدهورت جودة الأصول في المملكة المتحدة مع نضوج الحقول، فإن هناك الكثير من المخزونات المحتملة المتبقية".
تجدر الإشارة إلى أن أصول الغاز الطبيعي في المملكة المتحدة، على وجه الخصوص، تُعدّ تنافسية للغاية فيما يتعلق بالانبعاثات.
وأضاف جون فيتزباتريك: "من خلال إعاقة الاستثمار في المشروعات الجديدة، يضمن صنّاع السياسات في المملكة المتحدة تقريبًا الاعتماد على زيادة واردات الغاز المسال كثيف الانبعاثات من مصادر غالبًا ما تكون ذات سجلّ بيئي أسوأ من الأصول المحلية".
ونظرًا للارتفاع في الطلب الأوروبي على الغاز النرويجي، فلا يوجد ما يضمن أن تكون النرويج قادرة على تلبية الطلب المتزايد في المملكة المتحدة، نظرًا لأن الدول الأخرى تعتمد على النرويج لتلبية احتياجاتها من الغاز، حسبما ورد في التقرير.
موضوعات متعلقة..
- حقول النفط والغاز في بريطانيا تشعل خلافًا سياسيًا بسبب الحياد الكربوني
- إنتاج النفط والغاز في بريطانيا يتراجع.. وتحذير من فجوة طاقة
- عمال النفط والغاز في بريطانيا مهددون بمستقبل كارثي
اقرأ أيضًا..
- توقعات الطلب على النفط في 2025.. التفاؤل يسود السوق (تقرير)
- مشروع بيشة.. 6 معلومات عن أكبر محطة تخزين كهرباء في الشرق الأوسط وأفريقيا
- صادرات روسيا من الغاز الطبيعي إلى أوروبا تهبط 46%.. وزيادة الضخ عبر تركيا
المصدر: