تقارير الغازرئيسيةغاز

مصر تفتح باب انضمام قبرص إلى نادي مصدري الغاز المسال.. ما موقف إسرائيل؟

أسماء السعداوي

جمعت طموحات إقامة مركزَي طاقة كبيرَيْن كلًا من مصر وقبرص عند نقطة التقاء واحدة؛ هي مرافق الإسالة (تحويل الغاز إلى سائل) المملوكة للقاهرة بقدرة تزيد على 12 مليون طن سنويًا.

ووقّع الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والقبرصي نيكوس كريستودوليديس اتفاقيتَيْن لتطوير اكتشافات الغاز الطبيعي في قبرص، لتحويلها إلى غاز مسال، ثم تصديرها إلى أوروبا بدعم مصري، بحسب بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه.

ووجدت قبرص في مصر الفرصة الكاملة لتطوير اكتشافات الغاز المتعثرة، بما يمهد إلى أن تصبح مركز طاقة رئيسًا في المنطقة والتصدير إلى أوروبا العطشى للإمدادات بعد غزو أوكرانيا في مطلع عام 2022.

على الناحية الأخرى، تكافح مصر لبثّ الحياة من جديد في أكبر حقولها "ظُهر" بعد تراجع إنتاجها من الغاز الطبيعي بنسبة 17% على أساس سنوي في 2024 الماضي، وسط ارتفاع الاستهلاك الذي دفعها إلى استئناف واردات الغاز المسال الباهظة، بعدما أثار انقطاع الكهرباء خلال الصيف غضب المواطنين.

وبعيدًا عن مكاسب تطوير حقول الغاز القبرصية، تتوافق آراء القاهرة ونيقوسيا حول دور الصفقات التي طال انتظارها في الاستقرار الإقليمي وتعزيز الوضع الجيوسياسي لقبرص من ناحية، وتحول مصر إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز وتداوله على الناحية الأخرى.

تفاصيل الاتفاقية

تنصّ اتفاقيتا التعاون بين مصر وقبرص المبرمتان أمس الإثنين (17 فبراير/شباط 2025) على هامش معرض ومؤتمر مصر للطاقة "إيجبس 2025" على إقامة خط أنابيب يمتد من حقل غاز أفروديت حتى محطة الإسالة على ساحل محافظة دمياط.

ويطوّر حقل أفروديت تحالف يضم شركات شيفرون الأميركية، و"نيوميد إنرجي" الإسرائيلية (NewMed Energy)، و"بي جي قبرص" (المملوكة لشركة النفط متعددة الجنسيات شل) (BG Cyprus).

الرئيسان المصري والقبرصي في أثناء توقيع مذكرة التفاهم بشأن حقل أفروديت
الرئيسان المصري والقبرصي في أثناء توقيع مذكرة التفاهم بشأن حقل أفروديت - الصورة من صفحة وزارة البترول على منصة فيسبوك

واكتُشف الحقل في عام 2011، وتُشير تقديرات إلى احتوائه على احتياطيات قابلة للاستخراج تُقدّر بـ4.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.

ويقول وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو إنه لن يبدأ الإنتاج من الحقل الواقع جنوب المنطقة الاقتصادية الخالصة (EEZ) إلا في عام 2031، بحسب تقرير لمنصة "أراب غلف بيزنس إنسايتس" (agbi).

وإلى جانب "أفروديت"، من المقرر -أيضًا- أن تستقبل مصر الغاز القبرصي من حقول "كرونوس" (Cronos) و"زيوس" (Zeus) و"كاليبسو" (Kalypso) التي تطوّرها شركتا إيني الإيطالية وتوتال إنرجي الفرنسية باحتياطيات 2.5 و3.5 و6 تريليونات قدم مكعبة على الترتيب.

كما تضم القائمة المربع رقم 6 الذي يُتوقع أن يدخل حيز الإنتاج في عام 2026 المقبل، حيث سيُعالج الغاز بمرافق حقل ظهر المصري قبل إرساله إلى مصنع الإسالة في دمياط.

وتدير شركة إيني المربع 6 بنسبة 50% من الأسهم، علاوة على 50% -أيضًا- من أسهم الشركة المشغلة لمحطة إسالة الغاز في دمياط، حسبما ورد على موقعها الإلكتروني.

الغاز في قبرص

تفتح صفقات الغاز مع مصر الباب أمام إقامة صناعة الغاز في قبرص، وهو مسعى شهد عثرات عديدة منذ أول اكتشاف للغاز في حقل أفروديت في عام 2011.

وتشير التقديرات إلى أن احتياطيات اكتشافات الغاز القبرصية تصل إلى 15 تريليون قدم مكعبة، لم يبدأ الإنتاج منها سوى من أفروديت، وما زالت أخرى قيد التطوير.

ورصدت منصة الطاقة المتخصصة في فبراير/شباط الجاري (2025) حلّ الخلاف بين قبرص وتحالف الشركات المطورة لحقل أفروديت بقيادة شيفرون الذي انتهى بموافقة نيقوسيا على خطة تطوير الحقل، بعد أن حاولت الشركة الأميركية إدخال تغييرات منذ قبل نحو 6 سنوات.

منصة في حقل غاز-
منصة في حقل غاز - الصورة من صحيفة قبرص ميل

وتشمل خطة التطوير والإنتاج المتفق عليها بين الطرفَيْن بناء منصة إنتاج عائمة ودفع أعمال التطوير الهندسية والفنية المرتبطة بهندسة الواجهة الأمامية وتصميمها وصولًا إلى قرار الاستثمار النهائي، إلى جانب خط أنابيب يربط الحقل بمصر.

ومن أبرز التحديات التي عرقلت تطوير أصول الغاز القبرصية النزاعات حول الحدود البحرية مع إسرائيل وحصص الشركاء وانخفاض حجم الاكتشافات وارتفاع تكاليف تطويرها.

وداخل حوض هيرودوت باحتياطيات 122 تريليون قدم مكعبة في شرق المتوسط (يضم حقول غاز مصرية وإسرائيلية وقبرصية)، يتشارك حقل أفروديت في مساحة تحت الأرض مع حقل إيشاي الإسرائيلي (Ishai)، حيث عرقلت تل أبيب خطة تطوير الحقل مطالبة بحصة 5% أو أكثر من الإنتاج.

كما عرقلت تركيا التي تسيطر على شمال جزيرة قبرص أعمال التنقيب عن الغاز، إذ تزعم امتلاكها حقوقًا سيادية بحرية متداخلة.

فرص مصر وقبرص

يقول كبير باحثي شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة "كابيتال إيكونوميكس" (Capital Economics) جيمس سوانستون، إن ثمة أملًا أن يُثمر الاتفاق تولي مصر إعادة تصدير الغاز المسال المُنتج من الحقول القبرصية.

بدوره، سلّط الرئيس التنفيذي للشركة القبرصية للهيدروكربونات تشارلز إليناس، الضوء على أحدث اكتشاف غاز في قبرص بالبئر "إلكترا 1" داخل المربع رقم 5 في قبرص.

وحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة بدأت أعمال الحفر بالبئر التي تصل احتياطياتها إلى 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي (2025) بوساطة سفينة الحفر "فالاريس دي إس-9" (Valaris DS-9).

وتطور شركة إكسون موبيل الأميركية البئر بنسبة 60% من أسهم رخصة التنقيب، إلى جانب شركة قطر للطاقة بنسبة الـ40% المتبقية.

وبحسب إيلناس، يمكن أن تكون موارد الغاز داخل "إلكترا" كبيرة بحجم نظيرتها في "ظُهر" أكبر حقل غاز في مصر، وهو ما قد "يغيّر قواعد اللعبة" في قبرص.

كما يمكن ربط البئر بخط الأنابيب مع مصر، لكن الإنتاج منها لن يبدأ قبل بداية العقد المقبل، كما أن من بين الفرص المتاحة للتطوير وعد شركة إكسون موبيل بإقامة محطة إسالة في قبرص للتصدير إذا اكتشفت كميات كبيرة من الغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. خط أنابيب الغاز المصري القبرصي يمهد الطريق لصناعة الغاز بالجزيرة من منصة "أراب غلف بيزنس إنسايتس".
  2. بيان وزارة البترول المصرية بشأن حقل أفروديت.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق