التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الهيدروجينرئيسيةطاقة متجددةهيدروجين

تحول الطاقة في الجزائر يتقدم بالتوازي مع تطوير النفط والغاز

هبة مصطفى

تعتمد إستراتيجية الطاقة في الجزائر على آليات متنوعة، تضمن توافر الموارد اللازمة لتلبية الطلب الحالي، وتؤمّن الطلب المستقبلي أيضًا، مع مراعاة أهداف التحول والانتقال العالمية لمصادر أكثر نظافة وأقل انبعاثات.

ووفق خريطة تطوير الهيدروكربونات والطاقة النظيفة للدول العربية والأفريقية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تضم مشروعات قطاع الطاقة الجزائري مزيجًا لافتًا للانتباه، يدمج بين الموارد الأحفورية والمتجددة والنظيفة.

وحرصت الحكومة الجزائرية على تحويل أهداف تنويع مصادر الطاقة إلى مشروعات فعلية على أرض الواقع، ودعمت هذا الاتجاه بالاستثمارات اللازمة لزيادة الإنتاج المحلي والصادرات.

وتضمنت خطوات الدولة العربية جذب اتفاقيات وشراكات مع شركات طاقة عالمية، بما يعزز مشروعاتها بالمزيد من الاستثمارات، ويؤمّن أسواقًا أوروبية بوصفها وجهات ومنافذ للموارد.

إستراتيجية الطاقة في الجزائر

شملت إستراتيجية الطاقة في الجزائر 3 مسارات رئيسة ومختلفة عن بعضها، هي: (تطوير النفط والغاز، والطاقة المتجددة، والهيدروجين)، ونستعرض في هذا التقرير بعض تطورات هذه المجالات.

1) تطورات النفط والغاز

تسعى الجزائر إلى تطوير موارد النفط والغاز وزيادة الإنتاج لتلبية الطلب المحلي والتوسع في التصدير، عبر خطوات عدّة، من بينها:

  • تخصيص الحكومة وشركة سوناطراك نحو 50 مليار دولار لمشروعات الهيدروكربونات خلال السنوات الـ4 المقبلة، يقتنص الاستكشاف والإنتاج 71% منها.
  • طرح 6 مربعات برية لاستثمارات الشركات المحلية والعالمية، وإطلاق جولة تراخيص -شملت مربعات: (مزايد، وأهرا، ورقان 2، وزرافة 2، وتوال، وقرن القصة)- في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي 2024.

ومن المقرر أن يسري تطوير المربعات السابق ذكرها، بموجب اتفاقيات شراكة وعقود تقاسم الإنتاج.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد منصة الطاقة- تدرُّج إنتاج النفط في الجزائر:

إنتاج الجزائر من النفط في يناير 2025

وتعدّ الجزائر وجهة جاذبة لأنشطة الاستكشاف، مع منح الجولة ترخيصًا لمدة 5 سنوات للتنقيب وتطوير مساحة للمربعات التي تصل إلى 152 ألف كيلومتر مربع.

  • توضيح دور قطاع الطاقة في الجزائر بالنسبة لدفع عجلة النمو الاقتصادي، وإنشاء وزارة لانتقال الطاقة لضمان التنوع وجذب الاستثمارات.
  • الاستفادة من احتياطات الغاز المقدَّرة بنحو 159 تريليون قدم مكعبة لدعم مستهدفات التصدير، عبر خطَّ "ميدغاز" الممتد لإسبانيا، وخط البحر المتوسط الممتد لإيطاليا.

وعززت سوناطراك هذا الاتجاه بتوقيع اتفاقيات مع شركات: "إيني الإيطالية، وإكوينور النرويجية، وتوتال إنرجي الفرنسية"، لاستكشاف واستغلال موارد الغاز في أصول: "عين صالح، وعين أمناس، وتيميمون".

وتشمل الاتفاقيات الأخيرة مع شركات أوروبية شراكات بين سوناطراك وشركة الطاقة العملاقة إيني وشركة الاستكشاف والإنتاج إكوينور وشركة النفط العالمية توتال إنيرجي لاستكشاف وتطوير موارد الغاز في مناطق مثل عين صالح وعين أمناس وتيميمون.

  • استهداف زيادة إنتاج الهيدروكربونات بنسبة 2.5% خلال العام الجاري، ليصل إلى 26 مليون طن مكافئ.

(الطن = 7.1 برميلًا)

ومن خلال الرسم التالي، ترصد منصة الطاقة أبرز الأسواق المستوردة للغاز المسال الجزائري في 2024:

صادرات الغاز المسال الجزائري في 2024 تذهب إلى 14 دولة

2) تطوير الطاقة المتجددة

تتضمن إستراتيجية الطاقة في الجزائر الاستفادة من الموارد الطبيعية -مثل الشمس-، جنبًا إلى جنب مع مواصلة زيادة إنتاج وصادرات الهيدروكربونات، عبر:

  • طرح برنامج وطني لتطوير الطاقات المتجددة.
  • تعزيز مزيج كهرباء البلاد بنحو 22 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول 2030، عبر الاستفادة من الموارد وزيادة إنتاج الطاقة الشمسية.
  • استهداف رفع حصة الطاقة المتجددة في مزيجها إلى 30% بحلول عام 2035، بما يعادل 15 غيغاواط.

3) تطوير الهيدروجين

يأخذ تطوير الهيدروجين طابعًا خاصًا بقطاع الطاقة في الجزائر، إذ تتوافر المقومات الرئيسة لإنعاش الصناعة، سواء فيما يتعلق بالموارد الطبيعية والمتجددة أو مرافق النقل، من خلال:

  • تستهدف الجزائر التحول إلى مركز عالمي لتطوير الهيدروجين، ووقّعت شركتا "سوناطراك وسونلغاز" الحكوميتان مذكرة تفاهم مع شركات أوروبية مؤخرًا.

وتعزز المذكرة من ربط الجزائر بسوق الهيدروجين الأخضر ومصادر الطاقة منخفضة الكربون في أوروبا، بما يتيح لها أن تصبح شريكًا في تلبية الطلب العالمي.

ويمكنك تتبُّع مسار ممر الهيدروجين من شمال أفريقيا إلى أوروبا، عبر الرسم التالي:

ممر الهيدروجين

  • مواصلة مشروع ممر الهيدروجين (SoutH2 Corridor)، إذ التقى ممثّلو 5 دول (دولتان عربيتان هما: الجزائر وتونس، و3 دول أوروبية هي: ألمانيا، والنمسا، وإيطاليا) الشهر الماضي، لمناقشة المشروع.

ومن شأن المشروع أن يلبي هدف تلبية الجزائر 10% من الطلب الأوروبي على الهيدروجين الأخضر في 2040، إذ يركّز مشروع الممر -الذي يصل إلى 3300 كيلومترًا- على استعمال شبكات وخطوط الغاز، لتصدير ونقل الوقود النظيف من الدولة الأفريقية إلى أسواق القارة العجوز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق