الاقتصاد الأخضر في أفريقيا.. كيف يحققه الناتج المحلي الإجمالي لمدن القارة؟ (تقرير)
نوار صبح
يتعزز الاقتصاد الأخضر في أفريقيا بالناتج المحلي الإجمالي لمدن القارة السمراء، التي تمثّل تجمعات سكانية وصناعية كبيرة.
وتسهم المدن في أفريقيا بتوليد ما يصل إلى 70% من الناتج المحلي الإجمالي الأفريقي، وستزداد هذه الحصة مع زيادة التحضر، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وينمو سكان أفريقيا ويتحولون إلى مدن بشكل أسرع بكثير من بقية العالم، وسيتضاعف عدد السكان الأفارقة بين اليوم وعام 2050، وبحلول ذلك الوقت سيكون ثلثا هؤلاء الأشخاص يعيشون في مدينة.
تواجه المدن الأفريقية تحديات هائلة، فضلًا عن الفرص المتاحة لتطوير البنية الأساسية والمباني وأنظمة النقل الجديدة، حتى يتمكن سكانها من الازدهار وخلق المرونة الكافية لمواجهة التهديدات التي يفرضها تغير المناخ.
وتشير مديرة الممارسة، المناطق الحضرية والمرونة والأراضي، بمنطقة شرق أفريقيا لدى البنك الدولي، كاتالينا مارولاندا، إلى أن هذا يعني أن أكثر من 650 مليون شخص سينتقلون إلى المدن الأفريقية خلال السنوات الـ25 المقبلة.
الاقتصاد الأخضر في أفريقيا
تعمل مديرة الممارسة، المناطق الحضرية والمرونة والأراضي بمنطقة شرق أفريقيا لدى البنك الدولي، كاتالينا مارولاندا، مع الحكومات والقطاع الخاص على تمويل البرامج التي تجعل المدن أكثر إنتاجية ومرونة وقابلية للعيش من خلال الاستثمارات والحوار السياسي والمساعدة التقنية.
وأوضحت مارولاندا أنه لكي تتمكن المدن الأفريقية من الاستفادة من إمكانات التحضر، يجب أن تعمل بشكل صحيح.
وقالت: "يجب أن تكون مخططة جيدًا ومُدارة جيدًا لتسخير التركيز العالي للأشخاص والنشاط الاقتصادي وتوفير الوصول إلى الفرص والخدمات والوظائف".
وبيّنت أن "المدن في أفريقيا غالبًا ما تنمو بطريقة غير مخططة، مع مستويات عالية من عدم الاتّساق وفجوات كبيرة في البنية التحتية والخدمات".
في المقابل، فإن الاستثمار في البنية التحتية والخدمات لا يتزايد بسرعة نمو السكان نفسها، وقد عددت مارولاندا بعض الحقائق والأرقام لخلق شعور بفجوة خدمات البنية التحتية.
وأوضحت أن نحو 70% من سكان المناطق الحضرية في القارة يعيشون في الأحياء الفقيرة، وأن نحو 35% فقط من الأسر الحضرية لديها إمكان الوصول إلى المياه عبر الأنابيب، وأكثر من 25% يستعملون المراحيض المزوّدة بنظام الشطف.
وأضافت أنه يُجمَع أقل من نصف النفايات الصلبة المتولدة وأكثر من 70% ما يُنتَج يُتخَلَّص منه أو يُحرَق في العراء، وأن نحو ثلث سكان المناطق الحضرية في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ليس لديهم إمكان الوصول إلى الكهرباء.
"التحضر في أفريقيا لا يتبع مسار بقية العالم"
قالت مديرة الممارسة، المناطق الحضرية والمرونة والأراضي، بمنطقة شرق أفريقيا لدى البنك الدولي، كاتالينا مارولاندا، "ما نراه هو أن التحضر في أفريقيا لم يؤدِّ إلى الزيادة المتوقعة في الدخول ومستويات المعيشة التي لاحظناها في مناطق أخرى".
وأردفت: "تتزايد المخاطر الناجمة عن الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء أفريقيا، وتتفاقم بسبب تغير المناخ، فقد قفزت وتيرة الفيضانات بمقدار 10 أضعاف مقارنة بسبعينيات القرن الماضي".
وتابعت: "نظرًا لأن المدن تركز الناس والأصول، فإنها تعمل على تضخيم التأثيرات الناجمة عن الكوارث".
وقالت: "ما نراه هو أن الخسائر الاقتصادية السنوية الناجمة عن الكوارث، وتكلفة جهود التعافي، قد زادت بشكل كبير في العقود الماضية، لأن الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية تستنزف الموارد المالية، وغالبًا ما تعوق مكاسب التنمية".
ولهذه الأسباب -تقول كاتالينا مارولاندا- فإن دعم المدن في أفريقيا سيكون محوريًا لضمان مسار حضري أكثر استدامة ومرونة ونمو اقتصادي أكثر ثباتًا وخضرة للقارة عمومًا.
التعامل مع فجوات التمويل
قالت مديرة الممارسة، المناطق الحضرية والمرونة والأراضي، بمنطقة شرق أفريقيا لدى البنك الدولي، كاتالينا مارولاندا: "إن فجوة التمويل للبنية الأساسية الحضرية على المستوى العالمي كبيرة، حيث تصل إلى نحو 4.5 تريليون دولار سنويًا، ويوجد جزء كبير من هذه الفجوة في البلدان النامية، حيث تنمو المدن بسرعة".
وأوضحت أن "الوصول إلى كميات كبيرة من التمويل للبنية الأساسية الحضرية في البلدان النامية يشكّل تحديًا"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأضافت: "نحن في البنك نعمل مع الحكومات الوطنية والمحلية لتعبئة التمويل من خلال تعزيز القدرات والأنظمة المؤسسية وتبنّي حلول تمويل مبتكرة".
وتعتقد كاتالينا مارولاندا أن من المهم فهم أن الخيارات السياسية والاستثمارية التي تتخذها المدن الأفريقية اليوم سوف تقيّدها بأنماط التنمية الحضرية لعقود مقبلة، وهو ما سيكون من الصعب والمكلف تغييره.
وقالت مارولاندا: "إن المخاطر عالية، ولكن هناك فرصة سانحة في السنوات الـ25 المقبلة لتغيير مسار التحضر في المدن الأفريقية ووضعها على مسار النمو الأكثر خضرة ومرونة".
موضوعات متعلقة..
- الاقتصاد الأخضر في أفريقيا يواجه تحديات نقص الاستثمارات والفقر
- التحول إلى الاقتصاد الأخضر يواجه مخاطر نقص القوى العاملة الماهرة
- قمة المناخ كوب 28 تتصدر اهتمامات مؤتمر الاقتصاد الأخضر
اقرأ أيضًا..
- المنظمة العربية للطاقة: النفط والغاز مستمران حتى 2050.. وتحديان أمام المنتجين
- صادرات الجزائر من الغاز المسال تسجل انخفاضًا تاريخيًا بسبب دولتين
- أكثر الدول العربية استيرادًا للألواح الشمسية الصينية في 2024
المصادر..
