أصبح من المتوقع أن تشهد واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات القليلة المقبلة، نظرًا لأنها ما تزال السوق الرئيسة.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، كشفت شركة شيفرون الأميركية التي تدير حقلَي الغاز الرئيسين في إسرائيل، أن الإنتاج المشترك سيرتفع بنسبة 25% على مدى العامين المقبلين، وبنحو 50% بحلول عام 2030.
وتجري توسعة حقل تمار الذي تُقدَّر احتياطياته بنحو 13.7 تريليون قدم مكعّبة، من 1.1 مليار قدم مكعّبة يوميًا إلى 1.6 مليار قدم مكعّبة يوميًا.
كما تجري توسعة حقل ليفياثان الذي يحتوي على نحو 22.3 تريليون قدم مكعّبة، من 1.2 مليار قدم مكعّبة يوميًا إلى 1.4 مليار قدم مكعّبة يوميًا.
توسعة حقول الغاز في إسرائيل
أكد الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون الأميركية، مايك ويرث، في مكالمة أرباح شركته للربع الرابع من عام 2024 في 31 يناير/كانون الثاني 2025، أن توسعة حقلَي الغاز في إسرائيل تسير على الطريق الصحيح لبدء التشغيل في نهاية عام 2025.
وقال ويرث، إن عمليات التوسعة في الحقلين "ستبدأ في نهاية العام الجاري (2025)، وستستمر حتى عام 2026 وما بعده".
ورغم أن عدم الاستقرار الإقليمي -الذي أدى إلى تأخير التوسعة- هدّد بإبعادها عن مسارها، فإن شركة شيفرون أصبحت متفائلة بشكل متزايد بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة في يناير/كانون الثاني 2025، بحسب ما أكدته مجلة "ميس" (MEES) في تقريرها.
وقال ويرث: "لا يوجد تغيير حقيقي في خططنا"، مضيفًا أن شركة شيفرون "مسرورة حقًا برؤية التوترات تتضاءل في المنطقة، ونأمل أن يسود السلام الدائم للشعوب".
وأوضح ويرث: "كانت هناك سفينة مد أنابيب جرى تسريحها خلال ذروة الصراع.. ستُعاد تعبئة هذه السفينة هنا خلال النصف الأول من العام الجاري (2025) لإكمال العمل الذي كانت تقوم به".
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فهذه ليست سفينة مد الأنابيب الوحيدة التي من المقرر أن تستأنف عملياتها في الأشهر المقبلة.
وتأمل شركة تشغيل شبكة الغاز الطبيعي المملوكة للدولة في إسرائيل (INGL) في استكمال العمل على امتداد رئيس من خط الأنابيب البحري الذي يربط أشدود وعسقلان في جنوب إسرائيل بحلول نهاية العام أيضًا.
ويهدف خط الأنابيب إلى تجاوز الاختناقات وتعزيز التدفقات عبر خط أنابيب غاز شرق المتوسط (EMG) إلى مصر، من 600 مليون قدم مكعّبة يوميًا حاليًا، إلى 800 مليون قدم مكعّبة يوميًا.
زيادة إنتاج الغاز الإسرائيلي
وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، بلغ إجمالي إنتاج حقلي شيفرون العملاقين في إسرائيل 2.067 مليار قدم مكعّبة يوميًا لعام 2024، من بينها 1.094 مليار قدم مكعّبة يوميًا في ليفياثان، و973 مليون قدم مكعّبة يوميًا في تمار.
وذكر ويرث أن الشركة تتوقع أن يرتفع إجمالي إنتاجها في إسرائيل بنسبة "25% على مدى العامين المقبلين، ونحو 50% بحلول عام 2030".
وهذا يعني أن إجمالي الإنتاج أعلى إلى حدٍّ ما من إجمالي سعة الحقلين بعد التوسعة البالغة 3.0 مليارات قدم مكعّبة؛ ما يعني أنه يأخذ في الحسبان أيضًا الإنتاج الأولي من توسعة المرحلة "1 بي" في ليفياثان.
ومن جانبها، قالت شركة نيوميد إنرجي (NewMed Energy) -التي تمتلك حصة 45.34% في حقل ليفياثان-: "قد يُعتمد قرار الاستثمار النهائي (FID) لتنفيذ المرحلة 1 بي في الأشهر المقبلة".
وبالنظر إلى المستقبل، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، مايك ويرث، أن شركة شيفرون "تعمل بشكل أكبر، وخاصةً في ليفياثان، لعملية توسعة أخرى في شرق البحر المتوسط".
وأكد ويرث أن عمليات التصميم الهندسي جارية حاليًا لتوسعة "المرحلة 1 بي" إلى 2.1 مليار قدم مكعّبة يوميًا.
وقال: "ما يزال هناك عمل يتعين القيام به، ولكن هذا مشروع سيدخل حيز التنفيذ بحلول نهاية هذا العقد، وسيستمر في زيادة الإنتاج على هذا الأصل بشكل كبير".
كما تحدثت شركة نيوميد عن إمكان توسعة حقل ليفياثان إلى 2.35 مليار قدم مكعّبة يوميًا، وهو ما سيشمل مد خط تدفّق رابع، على الرغم من أنه من غير المرجح تنفيذ هذه الخطط قبل ثلاثينيات القرن الـ21.
وقالت نيوميد: إن الشركاء "يعملون على تعزيز المفاوضات في مراحل مختلفة مع العملاء المحتملين، سواء في السوق المحلية أو للتصدير، لتوقيع اتفاقيات بيع الغاز الطبيعي، بحجم إجمالي يزيد على 100 مليار متر مكعب إضافي (3.5 تريليون قدم مكعّبة)".
واردات مصر من الغاز الإسرائيلي
تحدثت كل من نيوميد وشيفرون عن إمكان توسعة حقل ليفياثان، وتوريده للأسواق الإسرائيلية للتصدير والأسواق المحلية، على الرغم من أن الخيارات ما تزال محدودة.
وقد تشبعت الأسواق الإسرائيلية والأردنية إلى حدٍّ كبير؛ إذ اقترب التحول الإسرائيلي من توليد الكهرباء بالفحم إلى الغاز من الاكتمال، مع توسّع سريع في مصادر الطاقة المتجددة يحدّ من الطلب على المزيد من الغاز.
ومن احتياطيات ليفياثان المحتملة المتبقية، التي تبلغ 14.8 تريليون قدم مكعّبة، وترتفع إلى 20.5 تريليون قدم مكعّبة عند تضمين الموارد الطارئة، فإن 5.45 تريليون قدم مكعّبة أو 154 مليار متر مكعب فقط مرتبطة حاليًا بموجب عقد وفقًا لحسابات "ميس".
وأكبر جزء من هذا الرقم هو 60 مليار متر مكعب مع شركة بلو أوشن إنرجي (Blue Ocean Energy) المدعومة من الدولة المصرية، تليها 45 مليار متر مكعب مع شركة الكهرباء الوطنية الأردنية (Nepco)
.
وفي الوقت الحالي، ستظل مصر سوق التصدير التي سيستمر شركاء ليفياثان في استهدافها، بحسب ما أكدته مجلة "ميس".
يُذكر أن واردات مصر من الغاز الإسرائيلي قد سجلت ارتفاعًا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لتتجاوز حاجز المليار قدم مكعبة يوميًا، للمرة الأولى في 8 أشهر.
وقفزت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني إلى 1.020 مليار قدم مكعبة يوميًا، وفق آخر بيانات مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي).
وذلك هو أعلى مستوى للواردات الإسرائيلية منذ شهر أبريل/نيسان (2024)، عندما استوردت مصر 1.0655 مليار قدم مكعبة يوميًا.
موضوعات متعلقة..
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تتجاوز مليار قدم مكعبة يوميًا
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تهبط لأول مرة في 4 أشهر
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تقفز 839 مليون متر مكعب في 9 أشهر
اقرأ أيضًا..
- أسعار نفط أوبك ترتفع إلى أعلى مستوى.. و4 دول تسجل قفزة
- شحنات نادرة من الغاز المسال العماني والأسترالي تتجه لأوروبا
- استكشاف 10 ملايين طن من الهيدروجين الطبيعي بتقنية غير مسبوقة
- أول مدينة تُضاء بالكهرباء في العالم.. قصة قوة خارقة تُنهي الظلام (فيديو)
المصدر:
