التغير المناخيأخبار التغير المناخيرئيسية

أغنى رجال أستراليا يدعو إلى إنهاء حرق الوقود الأحفوري بحلول 2040

أسماء السعداوي

دعا الملياردير الأسترالي أندرو فورست دول العالم إلى وقف حرق الوقود الأحفوري بحلول عام 2040، من أجل حماية الأرض من تبعات تغير المناخ.

وانتقد فورست شركات القطاع التي "تدفن رأسها في الرمال" بعد حرائق الغابات المدمرة التي التهمت كل شيء في ولاية كاليفورنيا الأميركية مؤخرًا.

وقبل أيام، انضمت شركته "فورتسيكو" (Fortescue) رسميًا إلى معاهدة منع انتشار الوقود الأحفوري، وذلك على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في سويسرا، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وما زال أغني رجال أستراليا الرامي إلى تحويل شركته الرائدة في صناعة الحديد إلى مركز عالمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، متمسكًا بهدف إنتاج 15 مليون طن سنويًا، لكنه تخلّى عن الموعد الزمني لتحقيق ذلك في 2030.

حرق الوقود الأحفوري

يؤمن أندرو فورست بفكرة "الخلو الحقيقي والتام من الانبعاثات" الذي لا يعتمد على حرق الوقود الأحفوري على الإطلاق؛ ولذلك وضع هدف إزالة تلك المصادر الملوثة من عمليات تعدين خام الحديد ومعالجته ونقله برًا في شركته "فورتسيكو" بحلول عام 2030.

ويتسق ذلك مع موقف فورست الرافض لإستراتيجيات الحياد الكربوني التي تسمح بتعويضات الكربون أو تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، التي تُستعمل بوصفها مبررًا لمواصلة حرق الوقود الأحفوري لعقد جديد.

الملياردير أندرو فورست في أثناء إعلان الانضمام لمعاهدة منع انتشار الوقود الأحفوري
الملياردير أندرو فورست في أثناء إعلان الانضمام إلى معاهدة منع انتشار الوقود الأحفوري - الصورة من موقع شركة فورتسيكو

وانطلاقًا من ذلك، يرغب فورست أن يحذو العالم كله حذوه، وأن يحقق مستهدفات إزالة الانبعاثات الأحفورية بحلول عام 2040، أي قبل عقد كامل من مستهدفات الحياد الكربوني الحالية.

وحسب فورست لا يوجد سبب يمنع العالم من وقف حرق الوقود الأحفوري بحلول عام 2040 حتى لو عارض المنتقدون الفكرة.

وفي بيان صحفي احتفالًا بتوقيع شركة فورتسيكو على معاهدة منع انتشار الوقود الأحفوري يوم 24 يناير/كانون الثاني (2025)، قال فورست: "إذا كان بإمكان فورتسيكو تحقيق الخلو الحقيقي من الانبعاثات بحلول عام 2030، فلا يوجد سبب يمنع بقية العالم من أن تحذو حذوها بحلول عام 2040".

وأصبحت "فورتسيكو" أولى شركات العالم التي توقع على المعاهدة التي تستهدف تحديد مواعيد زمنية واضحة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري عالميًا، بحسب بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

وأشاد بدور شركته ومجموعة متزايدة من البلدان التي تتفهم الحاجة إلى التحرك لمكافحة تغير المناخ، في الوقت الذي "تدفن فيه شركات الوقود الأحفوري رؤوسها في الرمال"، وسط الدمار الهائل الناجم عن حرائق غابات لوس أنجلوس في الولايات المتحدة.

دونالد ترمب

تتناقض تصريحات الملياردير الأسترالي أندرو فورست مع موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب المناصر لـ"ثروات" النفط والغاز الطبيعي، بغض النظر عن أثر ذلك في تغير المناخ الذي يعده خدعة صينية.

ولذلك، قرر فور عودته إلى السلطة في يناير/كانون الثاني الجاري (2025) إلغاء الحظر على تصاريح محطات تصدير الغاز المسال، وأمر بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ للمرة الثانية.

وكانت الولايات المتحدة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم خلال العام الماضي (2024)، وهو ما يوضحه الرسم البياني التالي الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة:

أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في 2024

ويبدو أن نهج ترمب الجديد بالتراجع عن دعم الطاقة المتجددة وتخزين الكهرباء والاعتماد على الوقود الأحفوري قد نال استحسان الحكومة الأسترالية أيضًا.

وهنا، قال أندرو فورست إن أفكاره لا تتماشى مع سياسة الإدارة الأميركية، لكنه "لا يكترث"، على حد قوله.

وأضاف، في حديث صحفي قبل أيام: "سمها صحوة أو معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG). لا أكترث لما يُطلق عليها.. من غير الواقعي أن نواصل حرق الوقود الأحفوري.. نحن نتظاهر بأن (أزمة) المناخ ليس لها وجود".

وبحسب قطب الأعمال والمدافع الشرس عن الطاقة النظيفة، فذلك النهج "منطقي" من المنظور الاقتصادي، كما أن الحلول التقنية متوافرة للتخلص التام من الوقود الأحفوري.

ولفت إلى تحقيق وفورات في التكاليف من خلال النهج الجديد، قائلًا إنه سيحول دون استعمال مليارات اللترات من الديزل سنويًا في سلاسل التوريد خلال العقد الجاري، ولذلك "فلا يمكن القول بأنه غير واقعي".

وأكد ذلك مستشهدًا بدراسة أجرتها جامعة أوكسفورد التي وجدت أن التخلص التام من الانبعاثات في قطاعي الكهرباء والنقل يمكن أن يحقّق وفورات سنوية في التكاليف بقيمة تزيد على 500 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2050.

مشروع هيدروجين أخضر تابع لشركة فورتسيكو الأسترالية
مشروع هيدروجين أخضر تابع لشركة فورتسيكو الأسترالية - الصورة من الموقع الرسمي

إنتاج الهيدروجين الأخضر

دافع الملياردير أندرو فورست عن هدف شركته فورتسيكو إنتاج 15 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، بما يكفي للتحول بعيدًا عن 3 أرباع الوقود الأحفوري المستعمل في إنتاج الأمونيا اللازمة لتصنيع الأسمدة.

لكن منصة الطاقة المتخصصة رصدت في يوليو/تموز (2024) تصريحًا لمسؤول مطلع يقول إن الشركة الأسترالية توصلت إلى أن الموعد الزمني لتحقيق الهدف "غير واقعي"، ومن غير الممكن تحقيقه في نهاية العقد الجاري.

وفي هذا الوقت، قيل إن الشركة قد انضمت إلى نظرائها العالميين الذي تراجعوا عن مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر بسبب ارتفاع التكاليف وانخفاض الطلب على الوقود النظيف.

إلا أن فورست توقع حل تلك المعضلة من خلال استحداث نوع جديد من الهيدروجين لم تعهده السوق بعد، وسيكون "أرخص كثيرًا" دون تقديم مزيد من التفاصيل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تصريحات الملياردير أندرو فورست عن الوقود الأحفوري من منصة "رينيو إيكونومي"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق