رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

سلطنة عمان تبحث مع الهند التعاون في مجال الطاقة المتجددة

سامر أبووردة

عقدت سلطنة عمان والهند جولة جديدة من المناقشات لتعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة والقطاعات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.

جاء ذلك خلال الاجتماع الـ11 للّجنة العمانية الهندية المشتركة، الذي استضافته العاصمة مسقط يومي 27 و28 يناير/كانون الثاني 2025، الذي يأتي في توقيت يشهد فيه البلدان توسعًا في العلاقات التجارية والاستثمارية، مع التركيز على مجالات التكنولوجيا، والبنية الأساسية، إضافة إلى الطاقة المستدامة.

ووفقًا لبيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تركزت المباحثات على تطوير التعاون في مجال الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بما يتماشى مع الأهداف الإستراتيجية لكلا البلدين في تحقيق الحياد الكربوني.

كما ناقش الجانبان سبل تعزيز الاستثمارات المتبادلة، إذ بلغت استثمارات الشركات الهندية في سلطنة عمان أكثر من 750 مليون دولار حتى ديسمبر/كانون الأول 2023، في حين وصلت التدفقات الاستثمارية العمانية إلى الهند إلى نحو 600 مليون دولار خلال الأعوام من 2000 إلى 2024.

وتناول الاجتماع الجهود المبذولة لاستكمال اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين سلطنة عمان والهند، التي وصلت إلى مراحلها النهائية، إذ اتُّفق على تسريع المفاوضات بهدف التوقيع عليها قريبًا.

التعاون في مجال الطاقة المتجددة

شهد الاجتماع مناقشات موسعة حول التعاون في قطاعات حيوية، أبرزها الطاقة المتجددة، إذ اتفق الجانبان على دعم مشروعات الهيدروجين الأخضر، واستكشاف فرص جديدة في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بما يُسهم في تحقيق الاستدامة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.

كما ناقش الجانبان التعاون في تطوير المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، التي تشرف عليها الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة في سلطنة عمان.

وأكد وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العماني، قيس بن محمد اليوسف، أهمية تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، مشيرًا إلى أن حجم التجارة الثنائية بلغ في عام 2023 نحو 2.05 مليار ريال عماني (5.33 مليار دولار أميركي)، ما يعكس النمو المستمر في العلاقات الاقتصادية.

(الريال العماني = 2.60 دولارًا أميركيًا)

كما أكد اليوسف أهمية توسيع التعاون في المجالات الصناعية والتكنولوجية، لا سيما في ظل المبادرات الهندية، مثل "صنع في الهند" و"الهند الرقمية"، التي توفّر فرصًا استثمارية جديدة للشركات العمانية.

جانب من أعمال منتدى الأعمال العُماني الهندي
جانب من أعمال منتدى الأعمال العُماني الهندي - الصورة من العمانية

من جانبه، أوضح وزير التجارة والصناعة الهندي، بيوش غويال، أن هناك آفاقًا كبيرة لتوسيع التعاون التجاري والاستثماري، مشيرًا إلى أن الهند تُعد شريكًا تجاريًا رئيسًا لسلطنة عمان في مختلف القطاعات، لا سيما في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.

اتفاقيات جديدة

خلال الاجتماع، اتفق الجانبان على إنشاء صندوق استثماري مشترك لدعم مشروعات البنية الأساسية، مع التركيز على النقل المستدام باستعمال الطاقة المتجددة، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ووقع الجانبان بروتوكولًا لتعديل اتفاقية تجنّب الازدواج الضريبي بهدف مواءمتها مع المعايير الضريبية الدولية وتبسيط الإجراءات الضريبية.

كما تناولت المناقشات قضايا متعلقة بالتعاون في مجالات النقل واللوجستيات، بما يشمل تطوير المواني والبنية التحتية لتعزيز الربط التجاري بين البلدَيْن.

منتدى الأعمال العماني الهندي

على هامش الاجتماع، نظّمت غرفة تجارة وصناعة عمان منتدى الأعمال العماني الهندي، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، بهدف بناء شراكات اقتصادية مستدامة وفتح آفاق جديدة للاستثمار.

وركز المنتدى على عدد من القطاعات الرئيسة، مثل الصناعات الكيماوية، والطاقة الشمسية، والتكنولوجيا، والخدمات اللوجستية، والبنية الأساسية، والسياحة، ما يعكس اهتمام الجانبين بتعزيز التكامل الاقتصادي.

منتدى الأعمال العماني الهندي
منتدى الأعمال العماني الهندي - الصورة من "economictimes"

وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان فيصل بن عبد الله الروّاس، أهمية المنتدى بصفته منصة تجمع قادة الأعمال والمستثمرين من البلدين، مشيرًا إلى أن مجلس الأعمال العماني الهندي المشترك لعب دورًا رئيسًا في تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في الجانبين.

بدوره، أشار رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية هارشا فاردهان أغاروال، إلى وجود فرص استثمارية كبيرة يمكن استغلالها، موضحًا أن المنتدى يمثّل خطوة مهمة لتوسيع التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.

آفاق الشراكة الاقتصادية

تُظهر المؤشرات أن العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عمان والهند تتجه نحو مزيد من التكامل والتوسع، ولا سيما في ظل التركيز المتزايد على الطاقة المتجددة والاستثمارات المستدامة.

ومع استمرار المفاوضات حول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، يُتوقع أن يشهد التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين نموًا كبيرًا خلال السنوات المقبلة.

وتمثّل سلطنة عمان وجهة استثمارية جذابة للشركات الهندية، نظرًا إلى موقعها الإستراتيجي والبنية التحتية المتطورة، في حين توفر الهند فرصًا استثمارية واسعة للشركات العمانية في مختلف القطاعات، بما يعزز التكامل الاقتصادي بين البلدَيْن ويفتح آفاقًا جديدة للشراكة الإستراتيجية طويلة الأمد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. الهند وسلطنة عمان تناقشان التعاون في مجال الطاقة ومحادثات اتفاقية الشراكة من منصة "إيكونوميك تايمز".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق