مؤسسة البترول الكويتية.. رؤية إستراتيجية لصناعة النفط والغاز عمرها 45 عامًا
سامر أبووردة
تعدّ مؤسسة البترول الكويتية الركيزة الأساسية للاقتصاد الوطني، مستندةً إلى تاريخ يمتد لأربعة عقود ونصف من التفوق في صناعة النفط والغاز.
ومنذ تأسيسها في 27 يناير/كانون الثاني 1980، أسهمت المؤسسة في تعزيز مكانة الكويت عالميًا بصفتها دولة رئيسة في إنتاج وتصدير النفط، مع التزام مستمر بتطوير الكوادر الوطنية، والابتكار، والاستدامة البيئية.
أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية، الشيخ نواف سعود الناصر الصباح، أن نسبة العمالة الوطنية في المؤسسة وشركاتها التابعة بلغت 91%، وهو إنجاز يعكس الالتزام بتطوير الكفاءات المحلية.
وأضاف أن المؤسسة لم تكتفِ بدورها في تعزيز الاقتصاد الكويتي، بل نجحت أيضًا في بناء إرث متين مبني على قيم الابتكار والمرونة، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأشار الشيخ نواف إلى مواصلة المؤسسة العمل نحو تحقيق إستراتيجيتها الطموحة لعام 2040، التي تهدف إلى مواكبة التحولات العالمية في قطاع الطاقة، بما في ذلك تعزيز الإنتاج، والاستثمار في تقنيات خفض الانبعاثات، وتبنّي الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة التشغيلية.
ومع اقتراب يوبيلها الذهبي، تستعد مؤسسة البترول الكويتية للمرحلة التالية من رحلتها، متبنيّةً رؤية إستراتيجية واضحة تسعى إلى تحقيق التوازن بين تلبية الطلب العالمي على الطاقة، والالتزام بالاستدامة البيئية، وخفض الانبعاثات الكربونية.
شركات مؤسسة البترول الكويتية
تؤدي شركات مؤسسة البترول الكويتية دورًا حيويًا في تحقيق أهداف المؤسسة الإستراتيجية وتعزيز مكانة الكويت بصفتها دولة رائدة في مجال الطاقة، إذ تتبعها 8 شركات، هي:
- شركة نفط الكويت: المعنيّة باستكشاف وإنتاج النفط والغاز، وقد نجحت مؤخرًا في تحقيق اكتشافات بحرية كبيرة في حقلي النوخذة والجليعة، ما يُسهم في تعزيز إنتاج النفط والغاز المصاحب بحلول عام 2035.
- شركة البترول الوطنية الكويتية: تعمل منذ عام 1960 على تكرير النفط ومعالجة الموارد المحلية، ما جعلها عنصرًا أساسيًا في دعم الاقتصاد الكويتي.
- شركة ناقلات النفط الكويتية: مسؤولة عن النقل البحري للنفط والغاز، وتتمتع بسمعة عالمية في الكفاءة التشغيلية والاستدامة.
- الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (KUFPEC): تعزز وجود الكويت في الأسواق العالمية من خلال عملياتها في 11 دولة عبر 5 قارات.
- شركة البترول الكويتية العالمية (Q8) : تعمل في مجال تكرير وتسويق النفط عالميًا، مع تركيز على الابتكار والتوسع في الأسواق الأوروبية.
- شركة صناعة الكيماويات البترولية: رائدة في إنتاج البتروكيماويات والأسمدة، تسهم في تعزيز قدرات الكويت على المنافسة عالميًا.
- الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبيك): تدير أكبر مجمع متكامل للتكرير والبتروكيماويات في العالم بمجمع الزور، يعزز موقع الكويت بصفتها وجهة رئيسة للصناعات النفطية المتكاملة.
- شركة نفط الخليج الكويتية (KGOC): تأسست عام 2002، وتدير عمليات النفط والغاز في المنبع، وهي مسؤولة عن تمثيل مصالح دولة الكويت في المنطقة المقسومة (PZ)، الواقعة بالقرب من الحدود بين المملكة العربية السعودية والكويت.
الإستراتيجية المستقبلية
تُعدّ إستراتيجية 2040 لمؤسسة البترول الكويتية خريطة طريق نحو تعزيز إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي، إذ تسعى إلى تحقيق إنتاج مستدام يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام ومليارَي قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يوميًا، بحلول عام 2040.
بالإضافةً إلى ذلك، تهدف المؤسسة إلى تطوير قدراتها في مجال البتروكيماويات (المنتجات البتروكيماوية الوسيطة الرئيسة) -داخل دولة الكويت وخارجها- لتصل إلى إنتاج 14.5 مليون طن سنويًا بحلول العام نفسه.
وتستهدف المؤسسة، أيضًا، التوسع في الصناعات التحويلية اللاحقة المرتبطة بالمنتجات الوسيطة الرئيسة داخل وخارج دولة الكويت، من خلال الوصول إلى 1.2 مليون طن سنويًا في عام 2040، على أن يكون 15% من الكميات المستهدفة من المنتجات التحويلية اللاحقة داخل الكويت.
كما تعمل على تعزيز قدرتها التكريرية لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والدولية، مع التركيز على تصريف النفط الكويتي الثقيل.
وفي إطار التزامها بالاستدامة، تخطط المؤسسة للاستثمار في تقنيات احتجاز الكربون، بهدف تخفيض الانبعاثات الضارة وتخزين ما يقارب 26 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المكافئ بحلول عام 2050.
الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
تمثّل التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، ركيزة أساسية في رؤية المؤسسة المستقبلية، إذ تُستعمل هذه التقنيات في تحسين العمليات التشغيلية، مثل الصيانة التنبؤية وتحليل البيانات الذكي.
كما تعمل مؤسسة البترول الكويتية على توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاستدامة البيئية، من خلال مراقبة الانبعاثات وتطوير حلول مبتكرة لتقليل التأثير البيئي.
التركيز على الكفاءات الوطنية
تعدّ الكفاءات الكويتية محور إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية، إذ تُخصص برامج تدريبية متقدمة ومنصات تعليمية رقمية لصقل مهارات العاملين في القطاع النفطي.
كما تُعزز المؤسسة التعاون مع الجامعات المحلية لتأهيل جيل جديد من المهنيين المجهزين لمواجهة تحديات الصناعة.
الخلاصة
تؤكد مؤسسة البترول الكويتية -وهي تحتفل بذكرى تأسيسها الـ45- التزامها الراسخ بتطوير القطاع النفطي وتحقيق الريادة العالمية، وبفضل إستراتيجيتها الشاملة وشركاتها التابعة، تواصل المؤسسة دورها المحوري بصفتها ركيزة للاقتصاد الكويتي، وسفيرة للكويت في أسواق الطاقة العالمية.
موضوعات متعلقة..
- مؤسسة البترول الكويتية تحدد مسارات الحياد الكربوني.. الغاز المسال أبرزها
- تطورات وظائف مؤسسة البترول الكويتية.. فرصة جديدة للتقديم (تحديث)
اقرأ أيضًا..
- ميناء أدنوك للإمداد والخدمات.. مركز لوجستي يدعم قطاع الطاقة في الإمارات
- الطاقة المتجددة في تركيا تستهدف منافسة الـ10 الكبار
- الهند تشتري 4 ملايين برميل نفط من أفريقيا
- رفض استئناف إنتاج النفط في دلتا النيجر يهدد هدف مليوني برميل لنيجيريا
المصادر..