التقارير تقارير الغاز تقارير الكهرباء تقارير دورية رئيسية غاز كهرباء وحدة أبحاث الطاقة

انخفاض استهلاك الغاز لتوليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي.. وهذه حصة إمدادات روسيا

حصة الغاز في مزيج الكهرباء تتراجع على مدار 5 سنوات

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

2025-01-24

0 231

استهلاك الغاز في قطاع الكهرباء بالاتحاد الأوروبي حسب المصدر (2021-2024)

في خضم التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة، شهد استهلاك الغاز لتوليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات الـ5 الماضية، لكن هذا التوجه يقابله ارتفاع للواردات من الغاز الروسي عام 2024، ما يضع الكتلة أمام تحديات جديدة.

وأشار تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى انخفاض استهلاك الغاز لتوليد الكهرباء بنسبة 24.4% بين عامي 2019 و2024، أي منذ انطلاق الصفقة الأوروبية الخضراء.

وخلال عام 2024، بلغ استهلاك الغاز لتوليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي نحو 87.73 مليار متر مكعب، انخفاضًا عن 92.93 مليار متر مكعب في العام السابق له، مواصلًا هبوطه للعام الخامس على التوالي.

ورغم التطورات الحاصلة، فإن الواقع يكشف عن استمرار تبعية الكتلة للطاقة الروسية، إذ زادت واردات الكتلة من الغاز الروسي -عبر الأنابيب والغاز المسال- بنسبة 18% في عام 2024، ومن ثم تزايد الاعتماد عليه في قطاع الكهرباء.

وهذا التناقض يفتح الباب أمام أسئلة عديدة بشأن مدى قدرة الاتحاد الأوروبي على تحقيق أهدافه الخضراء وتعزيز أمن الطاقة، إلى جانب الاستغناء عن الطاقة الروسية.

استهلاك الغاز لتوليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي على مدار 5 سنوات

في عام 2019، كان استهلاك الغاز لتوليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي يشكّل 20%، ويعادل ذلك 569 تيراواط/ساعة، ليأتي في المركز الثاني بعد الطاقة النووية، بحسب تقرير مركز أبحاث الطاقة النظيفة "إمبر" .

ومع حلول عام 2024، تراجعت حصة الغاز بمقدار الربع، ليحتل المرتبة الثالثة بحصة 16% (430 تيراواط ساعة).

بالإضافة إلى ذلك، انخفضت حصة الغاز في مزيج الكهرباء داخل 19 من أصل 27 دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي خلال المدة نفسها.

عامل داخل إحدى المحطات التي تستهدف خفض استهلاك الغاز لتوليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي — عامل داخل إحدى محطات الغاز - الصورة من إي ثري جي

ومنذ بداية أزمة الطاقة، شكّل تراجع حصة الغاز لتوليد الكهرباء أحد العوامل الرئيسة في خفض استهلاك الغاز بالاتحاد الأوروبي وتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية.

فخلال السنوات الـ5 الماضية، شهد الاتحاد الأوروبي تراجعًا كبيرًا في إجمالي الطلب على الغاز، حيث انخفض بنسبة 20%، مع تسجيل ثلث هذا الانخفاض في قطاع الكهرباء، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

الاعتماد على الغاز الروسي

رغم التقدم الملحوظ، فإن المفارقة تكمن في ارتفاع واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الروسي بنسبة 18% في عام 2024.

فقد قفزت الواردات من 38 مليار متر مكعب في 2023 إلى 45 مليار متر مكعب، مدفوعة بزيادة الطلب من إيطاليا وجمهورية التشيك وفرنسا.

وأشار التقرير إلى أن الغاز الروسي ما يزال يمثّل 14% من إجمالي استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي، انخفاضًا من 50% في عام 2019.

بالإضافة إلى ذلك، بلغت حصة الغاز القادم من روسيا 12% من إجمالي استهلاك الغاز لتوليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي، أي نحو 10.5 مليار متر مكعب، بعدما تراجعت إلى 8 مليارات متر مكعب في 2023، بحصة 8.7%.

وساعد ذلك في توفير إيرادات لموسكو تُقدر بنحو 4 مليارات يورو (4.16 مليار دولار).

مساعٍ أوروبية لخفض الواردات الروسية

رغم ذلك، تسارع دول الاتحاد الأوروبي خطاها لخفض وارداتها من روسيا من خلال الحد من استهلاك الغاز وتنويع مصادر الطاقة.

إلا أن هذا التحول لم يخلُ من التعقيدات، فقد أدى ذلك إلى تعزيز الاعتماد على الغاز المسال، الذي ارتفعت حصته من إجمالي الواردات إلى 38% في 2024 من 22% في 2019.

وتكمن المفارقة في أن جزءًا من هذه الواردات يأتي من روسيا، فقد ارتفعت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز المسال الروسي بنسبة 11.7% خلال عام 2024، لتصل إلى 17.36 مليون طن (ما يعادل 23.6 مليار متر مكعب)، لترتفع حصة موسكو إلى أكثر من 20%، وفقًا لتقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024" الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.

وهذه الزيادة تثير تساؤلات حول مدى نجاح أوروبا في تحقيق استقلال الطاقة، خاصة مع توقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا بدءًا من يناير/كانون الثاني 2025.

الرسم التالي من إعداد وحدة أبحاث الطاقة يرصد ارتفاع حصة الغاز المسال الروسي في واردات الاتحاد الأوروبي خلال 2024:

حصص أكبر مصدري الغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي في 2024