إطلاق أول مركز بيانات على القمر.. يعمل بالطاقة الشمسية

دينا قدري

2025-01-23

0 204

أطلقت شركة أميركية ناشئة أول مركز بيانات على القمر يعمل بالطاقة الشمسية، ما يجعله موطن العديد من الأنشطة التجارية في السنوات المقبلة.

وتعتزم شركة لونستار داتا هولدينغز (Lonestar Data Holdings) استعمال صاروخ فالكون 9 التابع لشركة سبيس إكس (SpaceX)، لإطلاق مركز بيانات مجمع بالكامل في أواخر شهر فبراير/شباط المقبل.

وسيعمل مركز البيانات الصغير بكامل طاقته، على متن مركبة الهبوط على القمر القادمة "أثينا" التابعة لشركة إنتويتيف ماشينز (Intuitive Machines).

يأتي ذلك في الوقت الذي يكتسب فيه مفهوم مراكز البيانات الفضائية زخمًا، مع نمو احتياجات الطاقة للحفاظ على مثل هذه العمليات على الأرض بشكل حادّ.

مركز بيانات في الفضاء

أدت عمليات إطلاق الصواريخ الأرخص، والطاقة الشمسية الوفيرة، وأنظمة التبريد الفعالة من حيث التكلفة، إلى تغذية سباق بين الشركات الناشئة لتحويل الفضاء إلى مركز بيانات ضخم، قادر على تلبية الاحتياجات الحسابية المتزايدة للتكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.

وقالت شركة لونستار: "سيكون أول مركز بيانات مادي ينطلق من كوكب الأرض، وهو يخدم مجموعة كبيرة من عملاء تخزين البيانات والمعالجة الطرفية، كل بطريقته الخاصة".

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، لن يعمل مركز البيانات القمري التابع لشركة "لونستار" للتطبيقات التي تتطلب الوصول الفوري إلى البيانات، بل يعطي المركز الأولوية للحفاظ الآمن والطويل الأمد على المعلومات الحاسمة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة لونستار كريس ستوت، إن الشركة تبذل قصارى جهدها لضمان سير المهمة بسلاسة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وأوضح ستوت أن فكرة استعمال أكبر قمر صناعي على وجه الأرض، بوصفه نقطة ارتكاز، كافية لضمان أمن الاتصالات، مضيفًا أن التركيز كان على التعافي من الكوارث والتخزين، وليس على الأنشطة التي تعتمد على زمن الوصول.

مواصفات مركز البيانات القمري

وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، حصلت شركة لونستار على العديد من العملاء البارزين لمركز البيانات القمري الخاص بها، الذي أطلقت عليه اسم فريدوم (أو الحرية).

ويشمل هؤلاء العملاء، ولاية فلوريدا، وحكومة جزيرة مان، وشركة الذكاء الاصطناعي فالكيري (Valkyrie)، وفرقة البوب روك إماجين دراغونز (Imagine Dragons).

وسيُشغَّل مركز بيانات "فريدوم" بالطاقة الشمسية واستعمال محركات الحالة الصلبة المبردة بشكل طبيعي، ما يجعله مستدامًا بيئيًا.

وسيكون لمركز البيانات القمري نسخة احتياطية أرضية في منشأة فليكسنشال (Flexential) في تامبا بولاية فلوريدا.

وتعتقد شركة لونستار أن تخزين البيانات المهمة على القمر يقدّم العديد من المزايا الرئيسة، إذ يوفر أمانًا لا مثيل له ضد الكوارث الطبيعية والهجمات الإلكترونية وحتى إمكان عدم الاستقرار الجيوسياسي على الأرض، كما يقلل من التأثير البيئي لمراكز البيانات واسعة النطاق، التي تستهلك كميات هائلة من الطاقة.

ونجحت الشركة، بالتعاون مع وكالة التنمية الاقتصادية الفضائية في ولاية فلوريدا "سبيس فلوريدا" وإنتويتيف ماشينز، في إجراء أول اختبار كامل لتخزين البيانات من سطح القمر في فبراير/شباط 2024.

وفي عام 2021، اختبروا بنجاح تقنية مركز البيانات الخاصة بهم في الجاذبية الصغرى على متن محطة الفضاء الدولية، وفق ما نقلته منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ" (Interesting Engineering).

برنامج أرتميس للرحلات الفضائية

يفيد إنشاء مركز البيانات القمري -أيضًا- برنامج أرتميس (Artemis) للرحلات الفضائية التابع لوكالة ناسا، الذي يهدف إلى إنشاء وجود بشري طويل الأمد على القمر.

ويُمكن أن يساعد المركز في تخزين ومعالجة كميات هائلة من البيانات العلمية الناتجة عن بعثات "أرتميس".

يُذكر أن بناء مركز بيانات على القمر وصيانته يمثّل تحديات هندسية كبرى، كما أنه ينطوي على التكلفة العالية للسفر إلى الفضاء، والبيئة القمرية القاسية، وصعوبة الإصلاحات وعمليات التطوير.

ومع ذلك، فإن المزايا المحتملة كثيرة، وخاصةً فيما يتعلق بحماية البيانات القيمة للأجيال المقبلة.

وقال مؤسس لونستار كريس ستوت، في بيان صحفي سابق: "البيانات هي أعظم عملة أنشأها الجنس البشري.. نحن نعتمد عليها في كل ما نقوم به تقريبًا، وهي مهمة للغاية بالنسبة لنا لتخزينها في المحيط الحيوي الهش للأرض".

وأضاف: "يمثّل أكبر قمر صناعي للأرض، قمرنا، المكان المثالي لتخزين مستقبلنا بأمان".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: