رئيسيةتقارير الهيدروجينهيدروجين

الهيدروجين الأخضر.. 3 تحديات تجعل مشروعات القطاع حبرًا على ورق (دراسة)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • يعاني قطاع الهيدروجين الأخضر فجوة واسعة بين النظرية والتطبيق
  • يُعوّل على الهيدروجين الأخضر في تسريع جهود المناخ
  • صناعة الهيدروجين الأخضر تعاني كبوة في الوقت الراهن
  • إلغاء 36 مشروع هيدروجين أخضر خلال عام 2024 وحده
  • يحتاج قطاع الهيدروجين الأخضر إلى لوائح تنظيمية مبتكرة

ما يزال قطاع الهيدروجين الأخضر العالمي عاجزًا عن الخروج من عنق الزجاجة، وفك شفرات المستجدات المتلاحقة بسرعة في تلك السوق الناشئة، وتلبية التوقعات الوردية بشأن آفاق الصناعة منخفضة الانبعاثات.

وفي أعقاب موجة من الحماس لتطويرها بهدف تسريع أهداف المناخ، دخلت سوق الهيدروجين النظيف والتوقعات المرتبطة بها مؤخرًا مرحلة خمول، نتيجة التكاليف المرتفعة والطلب المحدود والتأخر في تنفيذ سياسات الدعم.

وهناك 3 معضلات تعكس الفارق الشاسع بين النظرية والتطبيق في قطاع الهيدروجين الأخضر، وهي فجوات التنفيذ في الماضي، والطموح المستقبلي، والتنفيذ في المستقبل.

ووفق تحديثات قطاع الهيدروجين عالميًا لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بلغ عدد المشروعات التي لم يحالفها الحظ وتكتمل في صناعة الهيدروجين النظيف نحو 36 مشروعًا خلال عام 2024، وتنوعت أسباب هذا التعثر بين أوضاع الاقتصاد الكلي واللوائح التنظيمية الصارمة المنظمة للقطاع وظروف السوق المتقلبة، أو حتى تحديات مالية ولوجستية.

إستراتيجيات في 60 دولة

طوّر أكثر من 60 دولة إستراتيجيات لتحفيز نمو سوق الهيدروجين الأخضر خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في القطاع الصناعي.

ومع ذلك لم يتحقّق على أرض الواقع سوى أقل من 10% من مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر المعلَنة خلال عام 2023، وفق ما خلصت إليه نتائج دراسة بحثية حديثة.

ووجدت الدراسة أن السبب الرئيس في تراجع أعداد مشروعات الهيدروجين النظيف المنفذة هو ارتفاع ثمن تلك السلعة التي لا يرغب سوى القليلين في شرائها.

وقال الباحثان من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ (Potsdam Institute for Climate Impact Research)، المعروف اختصارًا بـ"بي آي كيه" (PIK) أدريان أودينويلر، وفالكو أوكيردت، إن تلك الفجوة المتعلقة بالقدرة التنافسية الحاصلة في سوق الهيدروجين النظيف تعاني منها جميع المشروعات المعلنة عالميًا، البالغ عددها 1232.

وأوصى أودينويلر وأوكيردت بوضع إستراتيجية طموحة قائمة على توقعات واقعية للهيدروجين، ولديها القدرة على سد تلك الفجوة التي تحول دون انتشار استعمال هذا الوقود منخفض الانبعاثات على نطاق واسع.

محطة هيدروجين أخضر

المشروعات تتضاعف.. ولكن

قال الباحث في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ وكبير مؤلفي الدراسة، أدريان أودينويلر: "على مدى السنوات الـ3 الماضية، تضاعف عدد مشروعات الهيدروجين الأخضر العالمية بنحو 3 مرات تقريبًا".

وأوضح أودينويلر: "ومع ذلك لم يُنجَز سوى 7% فقط من سعة إنتاج الهيدروجين المعلَنة أصلًا خلال عام 2023، في الوقت المحدد في أثناء تلك المدة".

وقالت الدراسة إن المعضلات الأخيرة التي واجهتها سوق الهيدروجين يمكن أن تُعزى إلى زيادة التكاليف وفقدان الرغبة في الدفع نظير الحصول على هذا الوقود إلى جانب عدم اليقين الذي يغلّف الدعم المستقبلي واللوائح المنظمة للصناعة.

معضلة التريليون دولار

قال الباحث في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ فالكو أوكيردت: "هناك حاجة إلى دعم إضافي هائل قيمته نحو تريليون دولار أميركي، بهدف إنجاز جميع مشروعات الهيدروجين الأخضر المعلنة بحلول عام 2030".

وأوضح أوكيردت: "الهيدروجين النظيف سيظل يواجه صعوبات في تلبية سقف التوقعات المرتفع في المستقبل نتيجة غياب القدرة التنافسية"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومع ذلك لا يُعد الدعم الدائم الحل المثالي لمشروعات الوقود منخفض الانبعاثات؛ ما دفع الباحثين إلى استعمال أدوات الطلب مثل الحصص الإلزامية لتوصيل الهيدروجين الأخضر على وجه التحديد إلى القطاعات التي يصعُب كهربتها، مثل الطيران أو الأسمنت أو الصلب أو المواد الكيميائية.

فوفقًا للائحة المعمول بها في الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، يتعيّن مزج 1.2% من جميع أنواع وقود الطائرات بالهيدروجين القائم على الوقود الاصطناعي بدءًا من عام 2030، ومن المقرر رفع تلك الحصة إلى 35% بحلول عام 2050.

محطة هيدروجين أخضر

3 فجوات

حدّدت الدراسة 3 فجوات رئيسة بين النظرية والتطبيق: التنفيذ في الماضي، والطموح المستقبلي، والتنفيذ في المستقبل.

وتظهر الفجوة الأولى نتيجة الفرق بين مشروعات الهيدروجين المعلَنة أصلًا، والمشروعات المنجَزَة فعليًا على أرض الواقع في عام 2023.

وتشير فجوة الطموح إلى التفاوت بين كمية الهيدروجين اللازمة بحلول عام 2030، وفق سيناريوهات متوسط الـ1.5 درجة مئوية التي يتعيّن المحافظة عليها منعًا لتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وبين المشروعات المعلَنة حاليًا بحلول عام 2030.

وعلى الرغم من أن مشروعات الهيدروجين المعلَنة حاليًا كافية لمواكبة غالبية السيناريوهات التي خضعت للتحليل، تبقت هناك فجوة تنفيذ واسعة، وهي أن الدعم اللازم لإنجاز جميع المشروعات بحلول عام 2030 تتجاوز كثيرًا الدعم المالي العالمي المعلَن حتى الآن.

وتستند الدراسة إلى قاعدة بيانات عالمية للمشروعات التي جرى التحقق منها يدويًا، وتضم 1232 مشروعًا للهيدروجين الأخضر جرى إعلانها حتى عام 2030، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبالنسبة إلى كل الاستعمالات النهائية الـ14 المحددة للمشروعات، يحسب المؤلفان الفجوة التنافسية بين المنتج الأخضر ومنافسه من الوقود الأحفوري.

جرس إنذار

يحذّر الباحثان من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ أدريان أودينويلر، وفالكو أوكيردت، من التزام الشركات بإنتاج الوقود الأحفوري دون غيرها من أشكال الوقود النظيف الأخرى؛ ما يمكن أن يربط الشركات بهذا الوقود التقليدي، وبالتالي تجعل أهداف المناخ عُرضة للخطر.

وعلى المدى القصير تبرز أهمية التحول إلى آليات سوق محايدة تقنيًا مثل تسعيرة الكربون، بهدف الحد من التكاليف العامة وضمان مواكبة الخيارات الأخرى الخاصة بتخفيف آثار المناخ.

وبناءً عليه يُوصي أودينويلر وأوكيردت باستحداث إستراتيجية فاعلة تدعم مشروعات الهيدروجين الأخضر في المدى القصير عبر الدعم المباشر واللوائح المنظمة للطلب، وإن كانت قائمة على توقعات واقعية لهذا الوقود الواعد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.هناك 3 فجوات ما تزال تعرقل نمو قطاع الهيدروجين الأخضر، وتظهر الفارق بين النظرية والتطبيق، من دراسة نشرتها دورية "نيتشر دورية".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق