التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

شراكات تحول الطاقة توفّر دعمًا ماليًا للمشروعات في السنغال وجنوب أفريقيا (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • جنوب أفريقيا والسنغال وافقتا على شراكات التحول العادل للطاقة.. حصرًا في أفريقيا
  • • الفحم يمثل أكثر من 80% من مزيج توليد الكهرباء في جنوب أفريقيا
  • • السنغال ستتلقى مساعدة تقنية لتعزيز تكامل البنية التحتية وتكنولوجيا الطاقة المتجددة
  • • نمو الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا أمر جدير بالثناء

توفّر شراكات تحول الطاقة العادل دعمًا ماليًا للمشروعات القائمة على المصادر المتجددة في السنغال وجنوب أفريقيا.

وانطلقت شراكات التحول العادل للطاقة (JETP)، في السنوات الأخيرة، بهدف تقديم الدعم المالي إلى الدول النامية، من أجل التخلص من الوقود الأحفوري، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وخلال عام 2021، في أثناء انعقاد قمة المناخ كوب 26 التابعة للأمم المتحدة (COP26)، أصبحت جنوب أفريقيا أول دولة توقّع مثل هذه الصفقة المتصلة بتحول الطاقة.

من جهتها، وقّعت السنغال ومجموعة الشركاء الدوليين (IGP) شراكات تحول الطاقة العادل في يونيو/حزيران 2023.

مساعدة أفريقيا للتخلي عن الوقود الأحفوري

يرى المحللون أن تخلي أفريقيا عن الوقود الأحفوري يعتمد على الاستثمار والتعاون، وليس الرعاية.

وتسعى شراكات التحول العادل للطاقة إلى مساعدة اقتصادات الطاقة الناشئة التي تعتمد على الفحم على التخلي عن الوقود الأحفوري مع ترك المجال لمعالجة العواقب الاجتماعية المرتبطة بذلك.

ويشير المراقبون إلى أن أفريقيا لا تستطيع التحرك إلا وفقًا لجدولها الزمني الخاص في هذا الشأن.

حتى الآن، كانت جنوب أفريقيا والسنغال الدولتين الأفريقيتين الوحيدتين اللتين وافقتا على شراكات التحول العادل للطاقة.

محطة كهرباء تعمل بالفحم في منطقة ميتسيماهولو بجنوب أفريقيا
محطة كهرباء تعمل بالفحم في منطقة ميتسيماهولو بجنوب أفريقيا – الصورة من بلومبرغ

وحصلت جنوب أفريقيا على صفقة بقيمة 8.5 مليار دولار أميركي، في حين حصلت السنغال على صفقة بقيمة 2.7 مليار دولار أميركي.

ورغم ذلك، تختلف الطريقة التي تنوي بها جنوب أفريقيا والسنغال الاستفادة من هذه الصفقات بصفة كبيرة، كما تختلف ظروف توليد الكهرباء في كل منهما.

محفظة الطاقة في جنوب أفريقيا

ما يزال الفحم يهيمن على محفظة الطاقة في جنوب أفريقيا، حيث يمثّل أكثر من 80% من مزيج توليد الكهرباء في البلاد.

وبسبب مشكلات انقطاع التيار الكهربائي المزمن ونقص الطاقة، أصبحت البلاد الآن متأرجحة بين أولويتين، ضمان أمن الطاقة والالتزام بخطط إزالة الكربون.

وعانت البلاد انقطاع التيار الكهربائي بصورة عامة منذ عام 2008، لكنها اشتدت في السنوات الأخيرة وعرقلت اقتصاد جنوب أفريقيا، الذي لم يتجاوز حتى 1% من نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي في العقد الماضي.

في المقابل، يواجه أسطول الفحم المتقادم في البلاد مشكلات صيانة كبيرة أدت إلى توقف العديد من أكبر محطات توليد الكهرباء في البلاد عن العمل في عام 2023، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.

وشهد ذلك العام أسوأ انقطاع للتيار الكهربائي واجهته البلاد حتى الآن، أكثر من ضعف ما شهدته في عام 2022، ما أدى إلى نقص الطاقة لمدة 335 يومًا من العام.

وقد أدى هذا التقنين إلى زيادة حادة في الطلب على الألواح الشمسية والبطاريات، ولكن شركة المرافق العامة للكهرباء في جنوب أفريقيا "إسكوم" (Eskom) اضطرت إلى إعطاء الأولوية لأمن الطاقة بدلًا من ذلك، ما أدى إلى إطالة اعتمادها على محطات الكهرباء العاملة بالفحم وإبطاء إيقاف تشغيلها.

مزرعة للطاقة الشمسية في بلدة فرانكفورت بجنوب أفريقيا
مزرعة للطاقة الشمسية في بلدة فرانكفورت بجنوب أفريقيا – الصورة من بلومبرغ

وأدخلت إسكوم تحسينات كبيرة على صيانة وإصلاح محطاتها العاملة بالفحم، بفضل إستراتيجية التعافي التي أطلقتها في أوائل عام 2023، ولم تعانِ انقطاعًا آخر للأحمال منذ 26 مارس/آذار 2024.

وفي الوقت نفسه، فإن قرار إطالة اعتمادها على الفحم يتعارض مع خطة جنوب أفريقيا للتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة.

ضمان أمن الطاقة في جنوب أفريقيا

تحتاج جنوب أفريقيا إلى حل يضمن أمن الطاقة لديها مع إبقاء البلاد على المسار الصحيح لالتزاماتها بموجب شراكات التحول العادل للطاقة، لأن ذروة الطلب بحلول عام 2030 من المتوقع أن تصل إلى 38 غيغاواط، أي أكثر بنحو 6 غيغاواط من ذروتها الحالية.

وعلى الرغم من التوقعات بأن تدخل محطات الكهرباء الجديدة حيز التشغيل بحلول عام 2027 بقدرة 13.6 غيغاواط، إذ تمثّل الطاقة الشمسية الكهروضوئية أكثر من النصف، وتشكّل طاقة الرياح البرية 25% من السعة الجديدة، فمن المتوقع أن يلبي الفحم ثلثي الطلب اليومي.

ومن المتوقع أن ينمو توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا من نحو 14.1% حاليًا إلى ما يقرب من 29% بحلول عام 2030.

تجدر الإشارة إلى أن نمو الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا أمر جدير بالثناء، وكان قرار إسكوم بإعطاء الأولوية لأمن الطاقة عبر الفحم عندما لم يكن الحل البديل متاحًا على الفور أمرًا مفهومًا وعمليًا.

السنغال تعتمد على مصادر الوقود السائل

يبدو أن السنغال تعاني من مشكلات أقل من جنوب أفريقيا؛ إذ تعتمد على مصادر الوقود السائل بدلًا من الفحم.

شبكة نقل الكهرباء في السنغال
شبكة نقل الكهرباء في السنغال – الصورة من إنرجي كابيتال آند باور

ومن المتوقع أن يجذب مبلغ 2.7 مليار دولار أميركي الذي جُمع من خلال شراكات التحول العادل للطاقة المزيد من الاستثمارات من القطاعين الخاص والعام، كما هو الحال في جنوب أفريقيا.

على صعيد آخر، ستتلقى السنغال مساعدة تقنية من شركائها الدوليين، لتعزيز تكامل البنية التحتية وتكنولوجيا الطاقة المتجددة، مع التركيز على استقرار الشبكة وتخزين البطاريات.

ويتماشى هذا مع خطط الكهرباء لديها، التي تهدف إلى تحقيق 40% من مزيج القدرة المركبة التي توفرها الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، بزيادة كبيرة عن 22% الحالية.

في هذا الإطار، التزمت السنغال بتطوير خطة استثمارية في غضون 12 شهرًا، لتحديد احتياجاتها وفرصها ومخصصاتها لتلبية أهدافها.

ولتحقيق الغاية نفسها، تخطط السنغال لنشر مساهمة وطنية محددة منقحة في قمة المناخ كوب 30، المقرر عقدها في أواخر عام 2025.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق