التقاريرتقارير الغازتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةغازكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

مراكز البيانات في أميركا تعزّز فرصة الغاز بمزيج الكهرباء (تقرير)

17.5 غيغاواط من السعة المرتقبة للتوليد بالغاز

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

زاد الزخم حول مراكز البيانات في أميركا خلال الأعوام الأخيرة بصورة ملحوظة، لكن مصادر إمدادها بالكهرباء ما زالت محل جدل بين الخبراء والمتخصصين.

ورغم أن الاتجاه الغالب الذي تقوده شركات مراكز البيانات الأميركية -حاليًا- يميل إلى إعادة إحياء الطاقة النووية، فإن فرصة الغاز قد تكون أقوى، بحسب دراسة تحليلية حديثة اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشطن).

وتستهلك مراكز البيانات في أميركا كميات هائلة من الكهرباء، ما يدفعها إلى التفكير في تأمين مصادر إمدادات ثابتة وموثوقة لضمان استمرار عملياتها على مدار الساعة، بالتوازي مع زيادة حصة الطاقة المتجددة ذات التوليد المتقلب حسب ظروف الطقس.

وتتوقع الدراسة ارتفاع استهلاك الكهرباء في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي يبلغ 4 آلاف و200 تيراواط/ساعة خلال عام 2025.

ورغم أن هذه الزيادة لا تزيد سوى 2% على مستوى استهلاك عام 2024، فإنها تسلط الضوء على تحولات مشهد الكهرباء الأميركي المدفوع بزيادة الطلب من مراكز البيانات.

تسهيلات مراكز البيانات في أميركا

تستغل الولايات المتحدة الكهرباء منخفضة التكلفة، والحوافز الضريبية والبنية الأساسية القوية للاتصالات والألياف الضوئية، لقيادة سوق تطوير مراكز البيانات العالمية، خاصة في ولايت فرجينيا وتكساس.

الهيكل الداخلي لمراكز البيانات في أميركا
الهيكل الداخلي لمراكز البيانات في أميركا - الصورة من rack solutions

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أصدر أمرًا تنفيذيًا في 14 يناير/كانون الثاني 2025، لتخفيف اختناقات الشبكات، وإصدار تصاريح مراكز البيانات والبنية التحتية للطاقة المتجددة عبر إتاحة الأراضي الفيدرالية للمطورين.

ويتطلّب هذا الأمر من وزيري الدفاع والطاقة تحديد 3 مواقع فيدرالية على الأقل بحلول 28 فبراير/شباط 2025، لبناء مجموعة من مراكز البيانات ومرافق الكهرباء النظيفة المرتبطة بها.

وثمة اتفاق بين الحزبين الكبيرين في البلاد (الجمهوري والديمقراطي) على تسهيل الوصول إلى الأراضي الفيدرالية بالنسبة لقطاع مراكز البيانات في أميركا.

ورغم كثرة الحديث عن إعادة إحياء الطاقة النووية لدعم مراكز البيانات الأميركية، فإن إدارة ترمب قد تدعم التوسع في حصة الغاز بمزيج الكهرباء، في إطار سياسات الطاقة الجديدة التي وعد بها الرئيس، بحسب دراسة أعدتها شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.

لماذا تتزايد الحاجة إلى الغاز؟

تواجه شبكات الكهرباء في أميركا ضغوطًا متزايدة مع تسارع مسار تحول الطاقة، وزيادة مبادرات تحويل قطاعات النقل والمنازل والصناعة للكهرباء بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

ومن المتوقع أن تتزايد الضغوط على الشبكات مع التوسع في قطاع مراكز البيانات في أميركا، نظرًا إلى كثافة استهلاكه للكهرباء، ما يتطلّب ضخ استثمارات كبيرة في قطاع النقل والتوزيع على مستوى البلاد.

وبلغ استهلاك مراكز البيانات الأميركية من الكهرباء قرابة 130 تيراواط/ساعة خلال عام 2023، ومن المتوقع نمو هذا الاستهلاك 3 مرات ونصف المرة بحلول عام 2035، ليصل إلى 450 تيراواط/ساعة، بحسب تقديرات ريستاد إنرجي.

وتستند هذه التقديرات إلى خطط مشروعات مراكز البيانات المعلنة التي تتطلّب إضافة 60 غيغاواط من القدرة الجديدة لتوليد الكهرباء على مستوى الولايات المتحدة بحلول 2035.

وتحتاج الولايات المتحدة إلى موازنة استباقية للاستثمار في الغاز الطبيعي والطاقة المتجدة لتلبية متطلبات مراكز البيانات، لتجنّب مشكلة ارتفاع التكاليف ونقص الكهرباء، بحسب رئيس قسم أبحاث الطاقة الجديدة في ريستاد إنرجي أرتيم أبراموف.

وتتزايد الرهانات على الغاز بوصفه مصدرًا ثابتًا لتوليد الكهرباء يمكنه أن يعالج فجوة التوليد المتقطع من المصادر المتجددة، وهو مسألة حيوية بالنسبة إلى مراكز البيانات التي تعمل على مدار الساعة.

وتخطّط شركات المرافق الأميركية لتوليد 17.5 غيغاواط جديدة من الكهرباء باستعمال الغاز خلال السنوات المقبلة، وهو أعلى نشاط لمشروعات الغاز في قطاع التوليد منذ عام 2017، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

بطاريات تخزين الكهرباء ضرورية

إلى جانب الاستثمار في الغاز، هناك ضرورة للتوسع في استثمارات بطاريات تخزين الكهرباء، لدعم التوسع في قطاع الطاقة المتجددة على الجانب الآخر، حيث تمثّل البطاريات حلًا فعّالًا لمشكلة التوليد المتقطع رغم تكاليفها المرتفعة.

وارتفعت تركيبات الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي في عام 2024، بعد نجاح الطاقة الشمسية وحدها في إضافة 33 غيغاواط/تيار متردد.

بطاريات تخزين الكهرباء
بطاريات تخزين الكهرباء - الصورة من solar storag extra

بينما ارتفعت تركيبات بطاريات تخزين الكهرباء بنسبة 50% خلال عام 2024، لتصل إلى 32.5 غيغاواط/ساعة، ومن المتوقع نموها بنسبة 35% إلى 44 غيغاواط هذا العام (2025).

كما يتوقع استمرار تركيبات بطاريات التخزين في الارتفاع لتصل إلى 97 غيغاواط بحلول عام 2030، قبل أن تقفز إلى 162 غيغاواط عام 2035، بحسب تقديرات ريستاد إنرجي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تحليل فرصة الغاز في تلبية طلب مراكز البيانات في أميركا من ريستاد إنرجي.
  2. تحليل الجدل بين الغاز والطاقة النووية من مجموعة إنرجي إنتليجنس.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق