أخبار الغازرئيسيةعاجلغاز

إنتاج مصر من الغاز يترقب طفرة من حقول ضخمة (تقرير)

دينا قدري

يترقب إنتاج مصر من الغاز طفرة من حقول ضخمة، في محاولة لتعويض انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ نحو 8 سنوات، ما دفع البلاد إلى تعزيز أعمال التنقيب في حقولها البحرية بصفة خاصة.

ووفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يبدو أن الجهود تؤتي ثمارها الآن، إذ تعمل مجموعة من الشركات الدولية على تعزيز الإنتاج من خلال آبار جديدة وأعمال تطوير في البلاد.

وتعكس هذه الجهود مساعي وزير البترول المصري المهندس كريم بدوي، الذي يحرز نشاطًا ملحوظًا في البحث عن تحفيز عمليات التنقيب عن النفط والغاز.

وبينما تسعى الحكومة إلى ضمان أمن إمدادات الغاز من خلال استيراد الغاز المسال، فقد تعهدت -أيضًا- بإعادة مستويات إنتاج الغاز إلى طبيعتها بدءًا من يونيو/حزيران من عام 2025.

إنتاج مصر من الغاز الطبيعي

بلغ إجمالي إنتاج مصر من الغاز الطبيعي 3.85 مليار متر مكعب فقط في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وفقًا لأحدث البيانات التي نشرتها مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي).

وهذا هو أدنى مستوى إنتاج شهري منذ فبراير/شباط 2017، وأقل بكثير من ذروة بلغت 6.1 مليار متر مكعب في مارس/آذار 2021، بحسب أرقام الإنتاج لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا السياق، تحولت مصر من كونها دولة مصدرة للغاز المسال إلى دولة مستوردة في الصيف الماضي؛ لتعويض انخفاض الإنتاج المحلي.

ونشرت مصر سفينة عائمة لاستيراد الغاز المسال الصيفَ الماضي في العين السخنة، إذ بدأت الواردات في يونيو/حزيران 2024.

وتخطط مصر لنشر وحدة عائمة ثانية في العين السخنة بموجب اتفاق بين الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وشركة الغاز المسال الأميركية نيو فورترس إنرجي (New Fortress Energy) في النصف الثاني من عام 2025، في ضوء الطلب المتزايد على الغاز، وخاصةً في أشهر الصيف.

واردات مصر من الغاز المسال

ومع عودة البلاد مرة أخرى إلى الاستيراد بعد توقُّف دام 5 سنوات، ارتفعت واردات مصر من الغاز المسال في 2024 إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2017.

واستوردت مصر نحو 2.50 مليون طن خلال عام 2024، حسب تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024"، الصادر اليوم عن وحدة أبحاث الطاقة.

وجاءت واردات مصر من الغاز المسال في 2024 من 5 دول، ولكن معظم الشحنات وصلت من الولايات المتحدة الأميركية.

التنقيب عن الغاز في مصر

في إطار تعزيز جهود التنقيب عن الغاز في مصر، تستعد شركة إيني الإيطالية -التي تدير حقل ظهر العملاق- لبدء أعمال حفر جديدة قريبًا.

وأكدت شركة إيني الإيطالية، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة مطلع العام الجاري (2025)، أنها تستعد لاستئناف أعمال الحفر في حقل ظهر للغاز شرق البحر المتوسط.

وأوضحت الشركة أن سفينة الحفر سايبم 10000 تستكمل أعمالها، ومن المقرر أن تنتقل إلى مصر خلال الأسابيع المقبلة، حيث ستبدأ حملة حفر باستعمال تقنيات حديثة بهدف زيادة إنتاج الغاز.

وقالت إيني، في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي (2024)، إنها تتطلع إلى تعزيز النشاط في حقل ظهر على خلفية تحسُّن الوضع في مصر، حيث تقدّم البلاد مدفوعات أكثر موثوقية للمنتجين.

سفينة الحفر سايبم 10000
سفينة الحفر سايبم 10000 - الصورة من الموقع الرسمي لشركة سايبم

وتنشط شركات نفط دولية أخرى أيضًا؛ إذ أعلنت وزارة البترول المصرية، في 12 يناير/كانون الثاني أن شركة بي بي البريطانية أكملت أيضًا بئرين جديدتين في حقل ريفين بالبحر الأبيض المتوسط.

وقالت الشركة في بيان لها، إن العمل جارٍ الآن لربط الآبار بشبكات الإنتاج القائمة من أجل بدء عمليات الإنتاج.

وأضافت: "من المتوقع أن يبدأ إنتاج الغاز من البئرين الجديدتين في فبراير/شباط 2025، قبل 3 أشهر من الموعد المحدد، وذلك بفضل خطة تسريع عمليات الحفر".

وبدأت شركة بي بي الإنتاج في ريفين في عام 2021، وقالت في ذلك الوقت، إن ريفين -الذي كان القطعة الثالثة في مشروع غرب دلتا النيل الرئيس- لديه القدرة على إنتاج 900 مليون قدم مكعّبة من الغاز يوميًا.

وقالت وزارة البترول المصرية -أيضًا-، إن شركة بي بي من المقرر أن تنفّذ المزيد من أعمال الحفر في الأسابيع المقبلة بالقرب من البنية التحتية الحالية لغرب دلتا النيل.

وأوضحت الوزارة أن أعمال الاستكشاف الجديدة كانت جزءًا من جهودها لتعزيز أعمال تطوير الغاز البحري، مشيرة إلى آبار جديدة من شركتي شيفرون وإكسون موبيل الأميركيتين في المياه البحرية المصرية.

زيادة واردات الغاز القبرصي

في سياقٍ متصل، ما تزال مصر حريصة على استعمال الغاز القبرصي بوصفه مادة خامًا لمرافق تصدير الغاز المسال، وفق ما أكدته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

ويُمكن نقل الغاز من عدد من الحقول غير المطورة قبالة سواحل قبرص -بما في ذلك أفروديت وكرونوس- إلى مصر، لتوريدها إلى الأسواق الدولية في صورة غاز مسال.

وفي قمة عُقِدت في 8 يناير/كانون الثاني 2025 في القاهرة، بين مسؤولين من مصر واليونان وقبرص، قال وزير البترول المصري كريم بدوي، إن تعزيز التعاون بين الدول الـ3 أمر أساس لتحقيق "أفضل استغلال" لإمكاناتها من الغاز.

وقال، إن الدول الـ3 يمكنها التعاون لإيجاد أفضل الحلول لتطوير مواردها من الغاز، "خاصة في ضوء الطلب العالمي الكبير على الغاز".

وبشكل خاص، شدّد بدوي على أن الوزارة عملت في الأشهر الأخيرة على تسريع وتيرة تفعيل التعاون الإقليمي مع قبرص، حتى يمكن تصدير الغاز القبرصي في صورة غاز مسال من المنشآت القائمة في مصر.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، أشار بدوي إلى إمكان توسيع طاقة مصنع إدكو لتصدير الغاز المسال المكون من خطَّي إنتاج، وذلك بعد محادثات أجراها مع نظيره القبرصي جورج باباناستاسيو.

ويضم مصنع إدكو -الذي بدأ العمل في عام 2005- حاليًا خطَّين لإنتاج الغاز المسال بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 7.2 مليون طن متري سنويًا، أو نحو 120 شحنة.

وقالت الوزارة: إن "هناك مجالًا للتوسع وإمكان إضافة وحدات إنتاج جديدة للغاز المسال".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تطورات إنتاج مصر من الغاز من منصة "إس آند بي غلوبال".
  2. واردات مصر من الغاز المسال من وحدة أبحاث الطاقة.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق