مؤتمر التعدين الدولي.. منصة عالمية تجمع 20 ألف مشارك من 170 دولة في السعودية
سامر أبووردة
افتتح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، مؤتمر التعدين الدولي نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، انطلقت، اليوم الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني 2025، النسخة الرابعة من المؤتمر بالعاصمة السعودية الرياض، بحضور أكثر من 20 ألف مشارك من 170 دولة، و250 متحدثًا في أكثر من 70 جلسة.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون الدولي واستكشاف فرص جديدة في قطاع التعدين، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، إذ يُعد هذا الحدث منصة حيوية لمعالجة القضايا العالمية الملحة، مثل تأمين المعادن الحرجة ودعم التحول الطاقي المستدام.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار الوزير الخريف إلى أهمية مؤتمر التعدين الدولي بصفته جزءًا من رؤية السعودية 2030 لتعزيز التنوع الاقتصادي، واستعرض تطوير استوديو الابتكار في التعدين، الذي يهدف إلى جعل الرياض مركزًا عالميًا للابتكار في قطاع المعادن.
كما أشار إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها المملكة في هذا القطاع، ومنها برنامج تمكين الاستكشاف، الذي أسهم في تنفيذ 440 ألف متر من الحفر، واكتشاف مناطق تعدينية جديدة تغطي 50 ألف كيلومتر مربع.
النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين الدولي
ركّزت النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين الدولي على تعزيز التعاون بين الدول، إذ انعقد الاجتماع الوزاري الدولي الرابع لوزراء التعدين بحضور ممثلين عن 89 دولة، وتناول بناء سلاسل قيمة مرنة، وتعزيز الاستدامة في قطاع المعادن.
وفي هذا الإطار، دعا الخريف المشاركين إلى الاستفادة من منصة المؤتمر لتبادل الأفكار وتطوير حلول مبتكرة تخدم التنمية المستدامة عالميًا.
وتحت شعار "معالجة القضايا الملحة لتعزيز إمدادات المعادن"، تناولت جلسات المؤتمر موضوعات محورية، منها تعزيز البنية التحتية، واستكشاف الموارد غير المستغلة في أفريقيا وآسيا.
وركّز المؤتمر على تعزيز الشراكات الاستثمارية وزيادة التكامل بين الابتكار والتكنولوجيا لتحقيق مستقبل مستدام، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
استغلال الموارد المعدنية
في جلسة بعنوان "ما هي الخطوات العلمية لإدارة المنافسة على المعادن الحرجة؟"، أوضح الخريف أهمية الموارد المعدنية الهائلة في أفريقيا وغرب آسيا.
وأشار إلى الفجوة الكبيرة بين ثروات هذه المناطق وإسهاماتها المحدودة في الأسواق العالمية، مؤكدًا أن سد هذه الفجوة يتطلّب استثمارات استراتيجية وبنية تحتية قوية.
وأوضح أن تجربة المملكة في تطوير منطقة الحدود الشمالية، الغنية بمعدن الفوسفات، تُعد نموذجًا يُحتذى به، لافتًا إلى دور شركة معادن في تنمية المجتمعات المحلية من خلال الاستثمار في البنية التحتية والتعليم، ما يعزّز التكامل بين التنمية المستدامة واستغلال الموارد الطبيعية.
دور التكنولوجيا في مستقبل التعدين
ناقش وزير الاستثمار السعودي، المهندس خالد الفالح، دور التكنولوجيا المتقدمة في تعزيز قطاع التعدين خلال جلسة بعنوان "زيادة الاستثمار في سلاسل الإمداد للمعادن".
وأكد الفالح أن الابتكار، مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات الاستشعار بالأقمار الصناعية، يُسهم في اكتشاف أبعاد جديدة للموارد المعدنية، مبينًا أن هذه التقنيات تُحدث تحولًا كبيرًا في استكشاف المعادن وإدارتها.
وأشار الفالح إلى تجربة صندوق الاستثمارات العامة مع شركة معادن في إطلاق مشروع "منارة"، وهو ذراع استثمارية تسعى لتطوير موارد جديدة.
كما أشار إلى أهمية الشراكات الإستراتيجية لضمان استدامة سلاسل الإمداد وتحقيق كفاءة العمليات التعدينية.
التكامل بين القطاعات
خلال جلسة بعنوان "البناء أو الاستحواذ"، أكد وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان، أهمية التكامل بين القطاعات لتحقيق أهداف برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب)، وناقش أهمية الاستثمارات المبكرة في التعدين، مع توفير بيانات دقيقة وإطار تشريعي مرن يمنح التراخيص اللازمة بسرعة وكفاءة.
وسلط الجدعان الضوء على دور المؤسسات متعددة الأطراف في دعم الدول النامية لتطوير قطاع التعدين، مشيرًا إلى أهمية تقليل تكاليف الخدمات اللوجستية وتقديم إعفاءات إلى الشركات الاستثمارية، ما سيشجع القطاع الخاص على الإسهام بفاعلية.
دور قطاع التعدين عالميًا
استعرض مؤتمر التعدين الدولي رؤى جديدة لتعزيز دور قطاع التعدين عالميًا، إذ تناولت الجلسات كيفية الاستفادة من الابتكار في دمج المجتمعات المحلية في سلاسل القيمة للمعادن، مع التركيز على بناء شراكات عالمية تعزّز التكامل بين الدول المنتجة والمستهلكة للموارد المعدنية.
وشهد المؤتمر إطلاق فعاليات مثل يوم التواصل المعرفي، الذي أتاح فرصة للنقاش حول أبرز التطورات في مجالات الجيولوجيا والتكنولوجيا وتنمية المواهب.
كما تميّز المعرض المصاحب بمشاركة 170 عارضًا يمثلون سلسلة القيمة في قطاع التعدين، مع أجنحة وطنية لدول مثل كندا والبرازيل والمملكة المتحدة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى ذلك، رسّخ مؤتمر التعدين الدولي مكانته بوصفه منصة حيوية لتبادل الخبرات وتطوير حلول مستدامة في قطاع التعدين، وقدّم نموذجًا للتعاون الدولي في مواجهة التحديات، مثل تأمين المعادن الحرجة ودعم التحول الطاقي، ليظل هذا الحدث فرصة لإطلاق شراكات إستراتيجية تعزّز استغلال الموارد الطبيعية بصورة مبتكرة ومستدامة.
موضوعات متعلقة..
- السعودية تحتضن مؤتمر التعدين الدولي لبحث دور المعادن في تحول الطاقة
- مؤتمر التعدين الدولي يجمع 12 ألف مشارك من 130 دولة في السعودية
اقرأ أيضًا..
- مصدر الإماراتية تحقّق طفرة إنتاجية ضخمة.. 150% نموًا خلال عامين
- نظام آلي لفواتير الكهرباء في سلطنة عمان.. الأول من نوعه بالخليج
- قراءة في سوق الغاز المسال العربية والعالمية.. ماذا حدث خلال 2024؟ (مقال)
- اكتشاف غاز في مصر على يد إكسون موبيل
المصادر:
