تشهد الطاقة الشمسية في الجزائر، مؤخرًا، زخمًا متزايدًا، ويتنامى معدل تطوير المشروعات في القطاع الذي جذب استثمارات ضخمة لاستغلال الإمكانات والموارد الطبيعية الهائلة.
ووفقًا لبيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وفي خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بتعزيز الشراكات الدولية، استقبل كاتب الدولة لدى وزير الطاقة المكلف بالطاقات المتجددة، نور الدين ياسع، اليوم الإثنين 6 يناير/كانون الثاني 2025، وفدًا من شركة لونغي الصينية (LONGI)، برئاسة نائبة رئيس الشركة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى، آمي ليو.
وركزت المباحثات على استعراض فرص التعاون في مجالات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، والهيدروجين الأخضر، وتخزين الكهرباء، وهي مجالات تُعد جزءًا رئيسًا من إستراتيجية الجزائر للتحول الطاقوي.
واتفق الجانبان على دراسة جدوى توطين صناعة الخلايا والألواح الشمسية، بهدف تعزيز القدرات المحلية وجعل الجزائر مركزًا إقليميًا لصناعة وتصدير معدات الطاقات المتجددة.
شركة لونغي الصينية
أكد نور الدين ياسع، أهمية الشراكة مع شركة لونغي الصينية، لدعم إستراتيجية البلاد الطموحة للتحول نحو الطاقات النظيفة، مضيفًا، أن الجزائر تسعى لتعزيز استثماراتها في البنية التحتية للطاقة الشمسية وتطوير التكنولوجيا اللازمة، بما يُسهم في التنمية المستدامة.
من جهتها، أشارت آمي ليو، إلى اهتمام شركة لونغي بتوسيع استثماراتها في الجزائر، مؤكدة المكانة المحورية التي تحتلها الدولة العربية الأفريقية في سوق الطاقة المتجددة.
كما أكدت ليو أهمية التعاون لدعم مشروعات الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، وهو ما يعكس التزام الشركة بإحداث تحول نوعي في القطاع.
وتُعد لونغي، التي يقع مقرّها الرئيس بمدينة شيان الصينية، والتي تأسست عام 2000، إحدى أبرز الشركات العالمية في تصنيع منتجات الطاقة الشمسية، إذ تُنتج خلايا وألواحًا شمسية عالية الكفاءة، وتشتهر بابتكاراتها التكنولوجية في هذا المجال، ولا سيما في استعمال السيليكون أحادي البلورية.
الطاقة الشمسية في الجزائر
تمثّل الطاقة الشمسية في الجزائر إحدى الركائز الأساسية لجهود البلاد في تحقيق التحول الطاقوي وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وبفضل مواردها الطبيعية الغنية وإمكاناتها الشمسية الهائلة، وضعت الجزائر خطة طموحة لرفع حصة الطاقة المتجددة إلى 22% في مزيج الكهرباء، بحلول عام 2030.
وعلى مدى الأعوام الماضية، شهد البلد العربي الواقع في شمال أفريقيا إطلاق مشروعات كبيرة، مثل برنامج "2000 ميغاواط" للطاقة الشمسية الذي يضم 5 محطات كبرى التي كانت قد انطلقت في سبتمبر/أيلول العام الماضي 2024، وفق بيانات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
ومن بين أبرز هذه المحطات، محطة باتنة بقدرة 220 ميغاواط، ومحطة قلتة سيدي سعد بقدرة 200 ميغاواط، وتعتمد هذه المحطات على تقنيات متطورة تشمل وحدات شمسية بنظم توبكون (TOPCon) من النوع "إن".
ويبرز مشروع آخر وهو محطة حاسي دلاعة، التي تطورها شركة أوزغون التركية بقدرة 362 ميغاواط، ويُتوقع أن تبدأ عملياتها بحلول العام المقبل 2026.
كما تشمل الجهود الجزائرية في قطاع الطاقة الشمسية مشروعات، مثل محطة ورقلة بقدرة 300 ميغاواط، ومحطة ولاية الوادي بقدرة 300 ميغاواط التي تنفذها شركة CSCEC الصينية.
وبحلول نهاية عام 2023، وصلت قدرة الطاقة الشمسية في البلاد إلى 437 ميغاواط، وتسعى لزيادتها إلى 4 غيغاواط بحلول نهاية العام الجاري 2025، مع خطط للتوسع في برامج طموحة تتضمّن مشروعات بقدرات 3000 و2000 و1000 ميغاواط، بقيادة شركة سونلغاز.
كما تعمل الحكومة على تنويع مزيج الكهرباء، الذي يهيمن عليه الغاز الطبيعي حاليًا، ولتحقيق ذلك، أُطلقت مبادرات متعددة تشمل تطوير محطات طاقة شمسية جديدة في مناطق إستراتيجية مثل بسكرة وورقلة وتغرت.
استثمارات الشركات الصينية
تؤدي استثمارات الشركات الصينية دورًا محوريًا في دعم مشروعات الطاقة الشمسية في الجزائر، فعلى سبيل المثال تعمل شركة "باور تشاينا" الصينية على تطوير محطة بسكرة بقدرة 220 ميغاواط، التي يُتوقع أن تُسهم في توليد 400 مليون كيلوواط/ساعة سنويًا.
كذلك أطلقت شركة لونغي مبادرات تهدف إلى تعزيز التكنولوجيا المحلية، وتوسيع التعاون في صناعة الخلايا الشمسية، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويتولى تحالف صيني -يضم الشركة الصينية للمياه والكهرباء (CWE)، وشركة هواكسينغ للبناء والصناعات النووية (HXCC)- تطوير المحطات الـ5، بقدرة إجمالية تصل إلى 780 ميغاواط، ضمن برنامج "2000 ميغاواط".
ورغم التقدم الملحوظ، تواجه الجزائر تحديات مرتبطة بتمويل المشروعات وتطوير البنية التحتية، ومع ذلك فإن الإمكانات الهائلة للطاقة الشمسية وإستراتيجية الحكومة الطموحة تشكّل دافعًا قويًا نحو تحقيق الأهداف المنشودة.
وبفضل شراكاتها مع شركات عالمية، مثل لونغي الصينية، تبدو البلاد في موقع قوي لتعزيز مكانتها بصفتها قوة إقليمية في قطاع الطاقة المتجددة، إذ تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل طاقوي نظيف ومستدام، مستفيدة من موقعها الجغرافي وإمكاناتها الطبيعية الهائلة.
موضوعات متعلقة..
- 5 مشروعات تنعش الطاقة الشمسية في الجزائر وتمهد لهدف ضخم
- الطاقة الشمسية في الجزائر.. دراسة تقدم توصيات للتوسع بالمشروعات
اقرأ أيضًا..
- حقل نفط في ليبيا يبدأ الإنتاج لأول مرة.. ما قصته؟
- سعر سهم لوسيد المدعومة من السعودية يقفز 6%.. ما السبب؟
- شركات السيارات في أوروبا تغلق أبوابها.. 3 أسباب تفسر الأزمة (تقرير)
- قطاع التعدين في الأردن يستعد لتنفيذ مشروع ضخم
المصادر:
