الطاقة الشمسية الحرارية تدفئ ثاني أكبر مدن صربيا
أسماء السعداوي
حصل مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية الحرارية وتخزينها على تمويل جديد يمهّد لإزالة الكربون من التدفئة في ثاني أكبر مدن صربيا "نوفي ساد" شمال البلاد.
وجاء في بيان، حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه، أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) منح وزارة المالية الصربية قرضًا بقيمة 105 ملايين يورو (108.3 مليون دولار أميركي)، علاوة على 24 مليون يورو إضافية قريبًا.
يطور المشروع كلًا من شركة "نوفو سادسكا توبلانا" (Novosadska Toplana) ووزارة التعدين والطاقة في صربيا، ومدينة نوفي ساد وشركة الكهرباء الوطنية (EPS).
وفي الطاقة الشمسية الحرارية أو المركّزة تُلتقط حرارة الشمس لتوليد كهرباء قابلة للتوزيع على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع حسب الطلب، مع زيادة أو خفض إمداداتها وفقًا لحاجة السوق.
وعلى عكس ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تحوّل ضوء الشمس إلى كهرباء مباشرة، تركّز المحطات الحرارية أشعة الشمس بوساطة مرايا أو عدسات لتسخين مستقبلات تمتص الحرارة التي تُستعمل لتشغيل توربينات بخارجية تولّد الكهرباء.
مشروع الطاقة الشمسية الحرارية
يقول رئيس قطاع إنتاج وتوزيع التدفئة بشركة نوفو سادسكا توبلانا في مدينة نوفي ساد، إن القرض بقيمة 105 ملايين يورو جاء بعد 5 سنوات كاملة من التحضيرات المكثفة.
وستقام محطة ضخمة على مساحة 20 هكتارًا بالقرب من محطة تي-تو (TE-TO) لإنتاج الكهرباء بحرق الغاز، حيث من المتوقع أن تقلل استهلاك الغاز الطبيعي في التدفئة بالمدينة بنحو 29%.
وستضم المحطة حقول التقاط أشعة الشمس على مساحة 38 ألفًا و600 متر مربع ونظام تخزين موسمي للحرارة بقدرة 850 ألف متر مكعب ومضخة حرارية بقدرة 17 ميغاواط وغلاية كهربائية بقدرة 60 ميغاواط.
وسيُنتِج المشروع أكثر من 118 ألف ميغاواط/ساعة من الحرارة النظيفة سنويًا، بما يغطي أكثر من 20% من احتياجات المدينة، ويَحُول دون استهلاك ما يزيد على 16 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.
يشتمل المشروع على تقنية تحويل الكهرباء إلى حرارة لإنتاج الحرارة من الكهرباء النظيفة خلال أوقات وفرة الإنتاج بالشبكة باستعمال خزّان الحرارة.
ومشروع محطة الطاقة الشمسية الحرارية جزء من خطة عمل المدن الخضراء التي وضعتها مدينة نوفي ساد للتغلب على التحديات البيئية.
وعلاوة على الـ105 ملايين يورو، من المتوقع أن يفوز المشروع بمنحة استثمارية إضافية بقيمة 21 مليون يورو، بالإضافة إلى 3 ما بين أخرى من الاتحاد الأوروبي ومانحين آخرين من خلال إطار الاستثمار في غرب البلقان (WBIF).
الطاقة الشمسية الحرارية في صربيا
تتجاوز المكاسب المتوقعة من مشروع الطاقة الشمسية الحرارية في نوفي ساد حدود صربيا وأوروبا، ليس على صعيد إنتاج الحرارة النظيفة فقط، بل ولتحقيق المستهدفات البيئية أيضًا، وعلى رأسها خفض انبعاثات الكربون.
ووصف مدير البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتعمير ماتيو كولانغيلي المشروع بـ"المبتكر والرائد عالميًا من حيث الحجم"، وقال، إن مصادر الطاقة المتجددة ستزوّد مدينة نوفي ساد بالحرارة النظيفة، وستمنح التوازن لنظام الكهرباء في صربيا.
كما توقّع أن يُسهم المشروع القادر على تغير ملامح التدفئة بالمدينة في تحسين جودة الهواء، وإنتاج المزيد من الطاقة النظيفة معقولة التكلفة.
وبمنحها 105 ملايين يورو، ترتفع إجمالي التمويلات التي حصلت عليها صربيا من البنك الأوروبي إلى أكثر من 800 مليون يورو خلال عام 2024، وإلى أكثر من 9 مليارات يورو عمومًا في 367 مشروعًا؛ بهدف دعم التنافسية والتحول الأخضر، وإقامة مرافق البنى الأساسية المستدامة.
بدوره، قال وزير التعدين والطاقة الصربي دوبرافكا ديدوفيتش هاندانوفيتش، إن محطة الطاقة الشمسية الحرارية نقطة تحول ونموذج يحتذي به باقي المدن الصربية، كما تكمل جهود إزالة الكربون من قطاع الكهرباء بعد بناء 4 محطات حرارية تستعمل الكتلة الحيوية.
وقال النائب الأول لرئيس الوزراء وزير المالية سينيسا مالي، إن محطة الطاقة الشمسية الحرارية تساعد صربيا في مساعي إصلاح منظومة الطاقة بهدف رفع كفاءة الطاقة وزيادة حصة الطاقة المتجددة وتحسين جودة الهواء.
ورأى أن المحطة ستقلل انبعاثات الكربون بمقدار 17 ألف و350 طن سنويًا، وستربط شبكة الكهرباء الوطنية بمنظومة التدفئة بالمدينة.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية الحرارية تُحدث ثورة متجددة في أستراليا
- تسخين المياه بالطاقة الشمسية.. تقنية ثورية تستعمل الألواح الديناميكية الحرارية
- تطوير المصائد الحرارية لإنتاج الأسمنت والفولاذ بالطاقة الشمسية
اقرأ أيضًا..
- حقول النفط والغاز في قطر.. رصد موثّق للاحتياطيات والإنتاج والثروات (ملف خاص)
- أوبك+ يتصدر أبرز الرابحين في عام 2024.. والجزائر ومصر بالقائمة
- أسعار الغاز في أوروبا تصعد لأعلى مستوى خلال 14 شهرًا بعد توقف إمدادات روسيا
- رفع أسعار الوقود في السعودية يهبط بأسهم 7 شركات بتروكيماويات
المصدر:
