وزيرة سويدية: قطع 2 من خطوط الربط الكهربائي سيسبّب كارثة لأوروبا
محمد عبد السند
حذّرت وزيرة الطاقة السويدية إيبا بوش من كارثة قد تطال أوروبا إذا قطعت النرويج اثنين من خطوط الربط الكهربائي الواصلة إلى الدنمارك، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأعلن سياسيون نرويجيون الأسبوع الماضي رغبتهم القوية بمراجعة خطوط الربط الواصلة بين النرويج والدنمارك وألمانيا والمملكة المتحدة، في ظل بلوغ أسعار الكهرباء بتلك الدول أعلى مستوياتها منذ عام 2009.
واكتسبت المناقشات بشأن أسعار الكهرباء في أوروبا سخونة متزايدة هذا العام، مع اندفاع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إضافة الطاقة المتجددة المعتمدة على ظروف الطقس للشبكة من أجل تجنّب الغاز والوقود الأحفوري الروسي.
ونتج عن هذا الاعتماد المفرط على الطاقة المتجددة زيادة كبيرة في الإنتاج عند توافر السطوع الشمسي وهبوب الرياح، ولكنه أدى كذلك إلى فترات من انخفاض الإنتاج بشكل كبير عند غياب السطوع والرياح؛ ما نجم عنه تقلبات بأسعار الكهرباء في العديد من بلدان القارة.
فقد ارتفعت أسعار الطاقة -على سبيل المثال- في جنوب السويد من "أسعار سالبة" إلى نحو يورو واحد لكل كيلوواط/ساعة يومَي 11 و12 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
خطوط الربط الكهربائي
حذّرت إيبا بوش من تداعيات كارثة على أوروبا إذا ألغت النرويج اثنين من خطوط الربط الكهربائي مع الدنمارك، مطالبةً بتأسيس اتحاد طاقة جديد مع النرويج، وفق تصريحات أدلت بها إلى موقع إن تي بي (NTB) الإخباري النرويجي.
وقالت بوش: "ستكون هناك كارثة كاملة، وستؤثّر في السويد والدنمارك والنرويج وبولندا، كما سيكون لها تداعيات شديدة على نظام الطاقة في أوروبا بأكمله".
ويؤيد حزبا العمال والوسط في النرويج -حاليًا- مقترح إلغاء اثنين من خطوط الربط الكهربائي مع الدنمارك عند انتهاء صلاحيتهما في عام 2026.
وأوضحت بوش: "أُجرِيَت مباحثات مع وزير الطاقة النرويجي تيرجي آسلاند، وكم هي أزمة أن تناقش دولة مثل النرويج -المنفتحة على العالم الخارجي- الانفصال عن أجزاء من سوق الطاقة في الاتحاد الأوروبي".
وأضافت: "لكنني متفهمة لهذا الأمر تمامًا، وأنا أعلم أن تلك المناقشات جارية الآن، وسأفعل كل شيء بوسعي لتوضيح مدى خطورتها في هذا التوقيت".
وخلال الصيف الحالي عارضت السويد مقترح مدّ خط كهرباء جديد إلى ألمانيا، مبررةً موقفها على لسان وزيرة الطاقة لديها بقولها آنذاك: "لا يمكننا ربط جنوب السويد بألمانيا؛ إذ إن سوق الكهرباء الآن لا تعمل بكفاءة"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
اتحاد طاقة جديد
أوضحت إيبا بوش أن أنظمة الطاقة بين النرويج والسويد حاليًا متشابكة إلى حدّ أنّ ما تفعله إحدى الدولتين اليوم سيؤثّر في الأخرى غدًا.
وقالت بوش: "يعني هذا أنه إذا تأثرت السويد بالدنمارك أو ألمانيا، فسيكون لهذا تداعيات كذلك على النرويج".
وأشارت إلى أن سوق الكهرباء النرويجية السويدية هي الأقدم في العالم، مؤكدةً أن باقي البلدان الأوروبية لديها ما تتعلمه من كلا البلدين.
وتُعدّ المناقشات النرويجية علامة واضحة على أن سوق الكهرباء في الاتحاد الأوروبي تمرّ بأزمة في الوقت الراهن.
وواصلت بوش: "يروق لي أن أرى اتحاد طاقة جديدًا بين السويد والنرويج حينما يتعلق الأمر بقضايا الطاقة في أوروبا، ونحن بلدان معنيان بقضايا المناح، ولدينا أهداف مناخية طموحة، غير أننا نقدّر المنافسة، ولدينا فرصة لأن نكون نموذجًا يُحتذى به، ونضغط على باقي أوروبا".
غضب من ألمانيا
تخطط وزيرة الطاقة السويدية إيبا بوش للضغط على ألمانيا من أجل تأسيس منطقتين سعريّتين في الشمال والجنوب؛ ما سيقلل أسعار الكهرباء في شمال ألمانيا، وهي المنطقة التي لديها موارد رياح وفيرة، ما سيقلّص بدوره انتقال عدوى الأسعار إلى النرويج والسويد.
وقالت بوش التي سبق أن انتقدت سياسة الكهرباء في ألمانيا، إن بلادها تبطئ الآن وتيرة بناء مشروع خط ربط كهربائي إلى ألمانيا، وهو هانزا باور (Hansa Power)؛ لأن الألمان يرفضون التخلي عن نظام منطقة السعر الواحدة.
في الوقت نفسه، أبدت الوزيرة السويدية غضبها من برلين التي ألغت محطات الطاقة النووية لديها، كما تقف في طريق البلدان الأخرى وتمنعها من تطوير ذلك المصدر النظيف من الطاقة لديها.
وقالت: "ألمانيا، في اجتماعات المجلس المتتالية، عرقلت فرص البلدان الأخرى في تمويل بناء محطات الطاقة النووية".
إلى جانب ذلك، تعاني ألمانيا نقصًا حادًا في الطاقة التي يمكن التحكم فيها بعد إغلاق محطات الطاقة النووية.
ونتيجة لهذا، أصبح نظام الكهرباء في البلد الواقع وسط أوروبا أكثر عرضة لتغيرات الطقس.
وتقرّ إيبا بوش بأن ألمانيا تعتمد على طاقة الرياح والشمس، وهو ما ينطبق كذلك على السويد.
واستدركت: "لكن الفرق بين السويد وألمانيا هو أننا لا ندّعي أنه لا توجد مشكلة، بل نحن على علم بها، ونفعل شيئًا لمواجهتها، بعكس ألمانيا التي تواصل مزاعمها بأن تلك هي مشكلة تخصّ أوروبا".
موضوعات متعلقة..
- أعطال الربط الكهربائي البحري تدق جرس إنذار لصناعة الرياح العالمية
- جدول زمني لتشغيل خطوط الربط الكهربائي بين الأردن ولبنان وسوريا
- مشروعات الرياح البحرية في اليابان فرصة لتقليل استيراد الوقود الأحفوري (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- حوادث توربينات الرياح تتزايد.. هل تعرقل مسيرة الصناعة النظيفة؟
- سعة سوق توربينات الرياح العالمية تتجاوز 120 غيغاواط في 2023 (تقرير)
- صدارة سوق توربينات الرياح العالمية في قبضة شركة صينية
المصادر:
1.تحذيرات للنرويج من كارثة أوروبية حال قطعها خطي ربط كهربائي واصلين إلى الدنمارك من موقع إنرجي ووتش.