أثارت خطط الحكومة البريطانية لنشر السيارات الكهربائية في ساحة المعركة انتقادات عنيفة من قبل كبار العسكريين، خوفًا من أنها قد تعرّض القوات المسلّحة للخطر.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستكثّف وزارة الدفاع البريطانية اختبار السيارات الكهربائية في ساحة المعركة العام المقبل (2025)، في معسكر بوفينغتون بمقاطعة دورست، موطن متحف الدبابات.
وكانت وزارة الدفاع قد تعهدت سابقًا بتحويل أسطولها من مركبات الدعم إلى مركبات كهربائية في المملكة المتحدة بحلول عام 2027.
ومع ذلك، دعا كبار العسكريين الحكومة إلى التفكير مرة أخرى قبل المضي قدمًا فيما وصفوه بأنه "مسعى جنوني"، بحسب ما أفاد به مقال حديث اطّلعت عليه منصة الطاقة.
تحول الجيش إلى السيارات الكهربائية
تدعم الحكومة البريطانية جهود تحول الجيش إلى السيارات الكهربائية؛ فمنذ تولّيها المهمة في يوليو/تموز 2024، سلّمت الحكومة أكثر من 400 ألف جنيه إسترليني (511.3 مليون دولار) في عقود لشركة ماغتيك (Magtec)، وهي شركة دفاعية متخصصة في كهربة المركبات.
(الجنيه الإسترليني= 1.28 دولارًا أميركيًا)
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، زار وزير الدفاع جون هيلي منشأة التصميم والتصنيع التابعة للشركة في جنوب يوركشاير، قائلًا، إنه أُعجب بـ"الذوق الإبداعي للشركة لتحسين أداء ساحة المعركة، والأداء البيئي للمركبات العسكرية".
وأشار كاتب المقال، إيثان كروفت، إلى تعهُّد الحكومة بوضع أهدافها الأوسع نطاقًا للحياد الكربوني في قلب إستراتيجيتها الصناعية الدفاعية، والتي أُطلِقت جنبًا إلى جنب مع خطاب رئيس الوزراء كير ستارمر حول إعادة ضبط للسياسة الحكومية.
وقالت الحكومة، إن الإستراتيجية "ستدعم الحياد الكربوني والنمو الإقليمي والأمن الاقتصادي والمرونة".
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: "لقد فتح التقدم السريع لتكنولوجيا السيارات الكهربائية إمكانات جديدة للتطبيقات العسكرية، مع إجراء تجارب شاملة في عام 2025 لاستكشاف ما إذا كانت السيارات الكهربائية قادرة على مطابقة، أو تجاوز، أداء السيارات التقليدية عبر عمليات ساحة المعركة".
وتابع: "تظل وزارة الدفاع ملتزمة بملاحقة الابتكارات التي يمكن أن تعزز الفاعلية التشغيلية لقواتنا المسلحة، مع دعم الاستدامة حيثما أمكن ذلك".
الحياد الكربوني
مع ذلك، دعا كبار العسكريين الحكومة البريطانية إلى التفكير مجددًا قبل المضي قدمًا في "المسعى الجنوني"، محذّرين من أن التسرع في تحقيق الحياد الكربوني في ساحة المعركة قد يضع القوات البريطانية في وضع "مؤذٍ ومُضرّ"، وفق المقال الذي نشرته صحيفة "ذا تيليغراف" (The Telegraph).
وقال القائد السابق للقوات البريطانية في أفغانستان، العقيد ريتشارد كيمب: "إن هذا الأمر لا يعدو أن يكون مجرد إشارة فضيلة من جانب وزارة الدفاع، في محاولة للانخراط في خطة تغير المناخ".
وأضاف: "أظن أن هذا من شأنه أن يُهدر الكثير من وقت الناس ومواردهم في محاولة لإظهار أنهم يقومون بدورهم.. وفي الوقت الحالي، لا توجد التكنولوجيا".
وتابع: "إن تزويد المركبات الحالية بالوقود أمر صعب بما فيه الكفاية، فهذه عملية ضخمة في حدّ ذاتها.. لا أستطيع أن أرى كيف يُمكن أن تعمل مع المركبات الكهربائية".
وشدد كيمب على أن "خوض المعارك نشاط صعب للغاية.. ويبدو أن جعله أكثر صعوبة دون داعٍ أمر جنوني".
وقال قائد القوات الملكية الأيرلندية خلال غزو العراق، الكولونيل تيم كولينز: "أشك في أن البطارية يمكنها حاليًا توفير القدرة الحصانية اللازمة للحرب".
وتساءل: "ما الذي يدفع هذا؟ هل هي ضرورة ساحة المعركة أم الموضة؟ إذا كانت الموضة، فهي فكرة سيئة.. الطاقة المتجددة وحدها ليست كافية لتوفير الكهرباء التي نحتاج إليها للصراعات المحتملة".
ومن جانبه، قال الباحث البارز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إيد أرنولد: "يجب أن يجري التواصل بشكل جيد للغاية بشأن تحويل الجيش إلى الطاقة الخضراء.. يجب عليهم أن يظهروا أنه سيحسّن القدرات الدفاعية البريطانية.. عليك أن تقدّم الحجة لصالح الميزة التكتيكية على مستوى الجنود".
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية في بريطانيا تثير سخرية العالم من الحكومة (تقرير)
- السيارات الكهربائية في بريطانيا.. تحديد حصص البيع فخ يهدّد العمال (تقرير)
- أهداف السيارات الكهربائية في بريطانيا "قاتلة" للصناعة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- 7 مشروعات لتطوير أكبر حقول النفط البحرية في السعودية
- إلغاء واردات مصر من الغاز المسال في الربع الأخير.. ما السبب؟
- بالأرقام.. تكلفة إنتاج الهيدروجين.. وخبير: 3 دول خليجية تنافس
- قطاع الطاقة في سوريا يُظهر معاناة 14 عامًا من الحرب.. ماذا بعد؟
المصادر: