رئيسيةأخبار الهيدروجينعاجلهيدروجين

الهيدروجين الأخضر في أوروبا يتلقى ضربة جديدة من شركة كبرى

دينا قدري

تعرّضت مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا إلى صدمة جديدة، بعد إعلان واحدة من أكبر شركات إنتاج الألومنيوم في العالم تخلّيها عن مشروعاتها، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأرجعت شركة نورسك هيدرو النرويجية (Norsk Hydro) توقُّف مشروعات الهيدروجين الأخضر والبطاريات، إلى ظروف السوق الصعبة في قطاع الهيدروجين النظيف، الذي وصفته سابقًا بأنه "مفتاح" لأهدافها في إزالة الكربون.

وتعمل شركة "هيدرو" على بناء أعمال البطاريات منذ عام 2017، وتستثمر في شركات تعمل بإعادة التدوير وإنتاج الليثيوم وغيرها من المواد الخام.

ويعكس قرار "هيدرو" الضغوط التجارية على الشركات التي تسعى جاهدة لتحقيق أهداف الطاقة الخضراء في أوروبا.

وقف مشروعات الهيدروجين الأخضر في أوروبا

ستتوقف شركة "هيدرو" عن تخصيص رأس المال لأيّ مشروعات تعتمد على الهيدروجين الأخضر، وتخطط للتخلص التدريجي من شركة الهيدروجين الأخضر التابعة لها "هيدرو هافراند" (Hydro Havrand)، بالإضافة إلى أعمال البطاريات "هيدرو باتري" (Hydro Battery).

وقالت الشركة، في بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة: "لن تكون مواد البطاريات والهيدروجين الأخضر مجالات نمو إستراتيجية لشركة هيدرو، ولن يُخصَّص لها المزيد من رأس المال".

وقال الرئيس التنفيذي إيفيند كالفيك: "إن إستراتيجيتنا لعام 2030 واضحة، ونحن نحقق بثبات طموحنا لريادة التحول إلى الألومنيوم الأخضر.. إننا نجعل هيدرو في وضع جيد لتوفير القيمة والاستفادة من فرص السوق الجديدة مع تقدّم التحول الأخضر".

ووضعت المفوضية الأوروبية الألومنيوم على قائمة المواد الخام الحيوية للاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقع أن يزداد الطلب على الألومنيوم بشكل كبير بحلول عام 2050، مدفوعًا بالمركبات الكهربائية والطاقة المتجددة والبنية الأساسية، ما يوفّر فرصًا لمنتجات "هيدرو" منخفضة الكربون والمعاد تدويرها، بحسب ما أكدته الشركة في بيانها.

وبينما تستمر الضغوط قصيرة الأجل مثل ضعف الطلب الأوروبي، فإن سلسلة القيمة المتكاملة لشركة "هيدرو"، والمواقع السوقية القوية، والتركيز على الاستدامة، تضع "هيدرو" في وضع فريد للازدهار في عالم خالٍ من الكربون مع حلول معتمدة ومنخفضة الكربون.

مشروع بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا

في المقابل، ستواصل شركة "هيدرو" دعم شركة إعادة تدوير البطاريات "هيدروفولت" (Hydrovolt)، إذ قالت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إنها أصبحت الآن الممول الوحيد للمشروع المشترك الذي تأسَّس مع شركة نورثفولت السويدية (Northvolt) في عام 2020.

وتقدمت شركة نورثفولت، التي كانت تُعدّ ذات يوم أفضل فرصة في أوروبا في مجال تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية محليًا، بطلب الأسبوع الماضي للحماية من الإفلاس بموجب الفصل 11 من قانون الإفلاس الأميركي، بعد فشل المحادثات مع المستثمرين والدائنين للحصول على التمويل.

وبعد يوم واحد من تقديم الطلب، تنحّى الرئيس التنفيذي، المؤسس المشارك لشركة نورثفولت بيتر كارلسون، عن منصبه يوم الجمعة (22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024).

ومن ثم، تحوّلت الشركة السويدية لخلايا البطاريات في غضون أشهر من كونها أفضل فرصة لأوروبا في صناعة حيوية للتحول في مجال الطاقة، إلى السباق للبقاء، متعثرةً بسبب مشكلات الإنتاج ونقص الأموال.

السيارات الكهربائية

ويوجّه انهيار الشركة ضربة كبيرة لآمال أوروبا في تقليل اعتماد صناعة السيارات على مورّدي البطاريات الصينيين مثل كاتل (CATL)، وبي واي دي (BYD)، بحسب ما أكدته وكالة رويترز.

وتلقّت الشركة أكثر من 10 مليارات دولار في الأسهم والديون والتمويل العام منذ بدء تشغيلها في عام 2016؛ وتُعدّ فولكسفاغن (Volkswagen) وغولدمان ساكس (Goldman Sachs) من كبار مالكيها، بحصّة تبلغ نحو خُمس الأسهم لكل منهما.

وقال الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته للصحفيين، إن الشركة تحتاج الآن إلى جمع ما بين مليار دولار و1.2 مليار دولار لاستعادة أعمالها.

خطة الألومنيوم الأخضر في أوروبا

وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، انخفضت أحجام الألومنيوم لشركة "هيدرو" في أوروبا خلال العام الجاري (2024)، متأثرة بانخفاض إنتاج السيارات الكهربائية الناجم عن إنهاء ألمانيا غير المتوقع لدعم السيارات الكهربائية، والتعرفات الجمركية الوشيكة من الاتحاد الأوروبي على الواردات المصنوعة في الصين.

وضمن حملتها للتركيز على الألومنيوم الأخضر، تطلق "هيدرو" برنامجًا جديدًا لخفض التكاليف يستهدف توفير 6.5 مليار كرونة نرويجية (582 مليون دولار) بحلول عام 2030، بهدف تعزيز عمليات إعادة تدوير الألومنيوم والبثق (عملية تشكيل للمعدن تستعمل لإنتاج أعمدة بمقاطع ثابتة الشكل) بحلول عام 2030.

*(الكرونة النرويجية = 0.091 دولارًا أميركيًا).

وأكدت المجموعة هدفها للربح الأساس المعدل لعام 2030 عند الحدّ الأدنى من نطاق 5-8 مليار كرونة نرويجية (475-731 مليون دولار)، على الرغم من التحديات المستمرة في السوق.

وأشارت "هيدرو" إلى أنها تحقق تقدمًا قويًا في خريطة الطريق الخاصة بها نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مستفيدة من قدرتها على إزالة الكربون عبر سلسلة القيمة من تعدين البوكسيت إلى المنتجات النهائية.

وفي جميع عملياتها، تعمل "هيدرو" على تعزيز اتفاقيات الطاقة المتجددة وتقنيات خفض الانبعاثات والحلول المبتكرة مثل الميثان الحيوي والبلازما والهيدروجين الأخضر.

وعلى المدى الطويل، تركّز أنشطة البحث والتطوير في الشركة على إنتاج الألومنيوم الخالي من ثاني أكسيد الكربون واحتجاز الكربون.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. وقف مشروعات الهيدروجين الأخضر والبطاريات من الموقع الرسمي لشركة "هيدرو".
  2. معلومات عن خطط شركة "هيدرو" من وكالة بلومبرغ.
  3. معلومات إضافية عن وقف المشروعات من وكالة رويترز.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق