كيف تستفيد أرامكو السعودية من تقنيات الأقمار الصناعية في عملياتها النفطية؟
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
- أرامكو تتعامل مع كمّ هائل من البيانات داخل السعودية وحدها
- تاريخ أرامكو السعودية في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية بدأ 1988
- تعزيز اتصالات مرافق الشركة باستهداف أجيال جديدة من الأقمار الصناعية
- دمج بيانات الأقمار الصناعية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة لتطوير العمليات
تفتخر أرامكو السعودية بتاريخها الغني في الاستفادة من التقنيات المبتكرة، خاصة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وأنظمة المراقبة الأرضية، لتعزيز عملياتها عبر واحدة من أهم مناطق النفط والغاز في العالم.
وتدير أرامكو بعض أكبر حقول النفط والغاز العالمية، مستفيدة من بُنيتها التحتية الواسعة داخل السعودية وخارجها.
ويؤدي الحجم الضخم لعمليات أرامكو السعودية إلى توليد كم هائل من البيانات يوميًا -يتجاوز 5 ملايين نقطة بيانات في المملكة وحدها-، ما يتطلب نقلًا سريعًا إلى مراكز اتخاذ القرار لتسهيل اعتماد خيارات أكثر استنارة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومع ذلك، فإن العديد من مرافق أرامكو يقع في مناطق نائية، حيث غالبًا ما توجد الآبار في مناطق صحراوية معزولة تبعد عدّة كيلومترات عن أقرب محطات مراقبة، ما يجعل من الصعب نشر كابلات الألياف البصرية أو أبراج الجيل الخامس الخلوية، ويعقّد عملية نقل البيانات.
وللتغلب على هذه التحديات، لجأت أرامكو السعودية إلى تقنيات الأقمار الصناعية لإنشاء اتصال في هذه المواقع النائية، ما يتيح نقل البيانات وتسهيل الاتصالات الصوتية ومراقبة أصول الشركة وعملياتها.
وبمرور الوقت تطورت شبكة مرافق أرامكو المعتمدة فقط على تقنيات الأقمار الصناعية لتلبية احتياجاتها من الاتصالات، لتصل في 2024 إلى 400 منشأة متنقلة برية وبحرية، بحسب بيانات اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
رحلة أرامكو في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية
بدأت رحلة أرامكو في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية في ثمانينيات القرن الـ20، عندما سعت إلى الحفاظ على الاتصال بقوّتها العاملة المنتشرة عبر منصات الحفر البعيدة والمنصات البحرية.
وركّزت التطبيقات الأولية على خدمات الاتصالات الأساسية مثل الفاكس والمكالمات الصوتية، قبل عام 1988 حينما أُدخِلَت تقنية المحطات الطرفية ذات الفتحة الصغيرة جدًا "في إس إيه تي" (VSAT)، التي مكّنت المحطات الأرضية الصغيرة من إرسال -واستقبال- البيانات عبر الأقمار الصناعية.
وفي 2005، بدأت أرامكو السعودية استعمال صور الأقمار الصناعية لتطبيقات نظام المعلومات الجغرافية "جي آي إس" (GIS)، ما عزّز قدرات الشركة في المسح الجغرافي ورسم الخرائط لمواقع النفط والغاز.
وفي العام نفسه، أطلقت أرامكو مركز التوجيه الأرضي المتقدم، مستفيدةً من قدرات الأقمار الصناعية لجمع ونقل بيانات الحفر من المنصات الموجودة على بعد مئات الكيلومترات.
وينقل فريق من الخبراء لدى الشركة هذه البيانات المجمعة إلى صنّاع القرار لاتخاذ القرارات المناسبة بشأن مواقع الآبار، ما يعزز السرعة وإنتاجية الآبار، ويقلّل من تكاليف التطوير.
أرامكو تضيف بوابات أخرى للأقمار الصناعية
في 2006، أنشأت أرامكو السعودية بوابتين للأقمار الصناعية، لتكون حلقات وصل بين شبكة الشركة ومحطات تقنية "في إس إيه تي" ومرافقها الممتدة التابعة لها.
وحاليًا، معظم مواقع أرامكو البعيدة مُدمجة في شبكة اتصالات تقنية "في إس إيه تي" مدعومة بأقمار صناعية ثابتة تقع على ارتفاع 36 ألف كيلومتر تقريبًا، تنقل البيانات من المحطات الأرضية وإليها، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وفي 2019، طورت الشركة تطبيقًا للملاحة باستعمال بيانات كل من الأقمار الصناعية وتحديد المواقع الجغرافية، ودمج موارد الخرائط الخارجية مع موارد الشركة الخاصة لضمان تنقل أكثر أمانًا وفاعلية إلى مواقعها، ما يعزز في نهاية المطاف سلامة الموظفين، ويقلل من التأثير البيئي خلال الأنشطة الميدانية.
أرامكو تدعم مستقبلها بأجيال جديدة من الأقمار الصناعية
للارتقاء بعملياتها، خططت أرامكو لدمج شبكة مرافقها بالأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض التي تقع على مسافة قريبة من الأرض تصل إلى 160 كيلومترًا.
ويمكن لهذه الأقمار الصناعية من الجيل التالي أن تنقل كميات كبيرة من البيانات بسرعة أكبر من الأقمار الصناعية التقليدية الثابتة بالنسبة للأرض.
وهذا القرب المتقدم يتيح لهذه الأجيال الجديدة من الأقمار الصناعية توفير نطاق ترددي أعلى، ما يسهّل تعزيز وتوسيع شبكات الجيل الخامس دون الحاجة إلى أبراج اتصالات خلوية إضافية.
كما أن قدرات نقل البيانات السريعة للأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض ضرورية للتطبيقات الحساسة من حيث الوقت، مثل المراقبة الآنية لاستخراج النفط والغاز، والاستجابة لحالات الطوارئ في المناطق النائية.
تعزيز استعمالات تقنيات الفضاء
تعمل أرامكو السعودية على تطوير قدراتها الفضائية من خلال دمج بيانات الأقمار الصناعية المتطورة مع الذكاء الاصطناعي المبتكر.
على سبيل المثال، تدرس الشركة صور الأقمار الصناعية عالية الدقة للإشراف بصورة أفضل على البنية التحتية وخطوط الأنابيب والمرافق في البيئات الصعبة.
ومن خلال نقل هذه الصور بسرعة، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تحديد التغييرات في البنية التحتية والظروف البيئية، ما يسمح بإجراء الصيانة في الوقت المناسب وتحسين إدارة المخاطر.
علاوة على ذلك، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في كشف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من خلال تحليل بيانات الأقمار الصناعية لتتبُّع مصادرها.
موضوعات متعلقة..
- أداء سهم أرامكو في أسبوع.. عملاقة النفط السعودية تنجو من تقلبات الأسعار
- خطوات أرامكو لدعم تحول السعودية لأكبر منتج للهيدروجين عالميًا (تقرير)
- أرامكو للطاقة تحقق الإغلاق المالي لـ3 مشروعات شمسية عملاقة
اقرأ أيضًا..
- المحيربي: قطاع الطاقة المتجددة في الإمارات تغلّب على كل التحديات (خاص)
- شركات تصنيع توربينات الرياح الصينية ترسّخ مكانتها في السوق العالمية (تقرير)
- إنتاج الغاز الصخري في أميركا قد يشهد أول انخفاض سنوي على الإطلاق
- قدرة الطاقة المتجددة في مجموعة بريكس قد تتجاوز 5 تيراواط