الطاقة الشمسية العائمة تتلقى دعمًا من تقنية معاد تدويرها
سلمى محمود
تتوسع تقنيات الطاقة الشمسية العائمة يومًا بعد يوم، خاصة أنها تشتهر بميزات عدّة، أبرزها عدم حاجتها لتوافر أراض شاسعة مثل المحطات البرية، ما يعزز انتشارها في بلدان عدّة.
ووفقًا للتطورات التقنية التي تتابعها دوريًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، توصلت شركة أكسيونا ACCIONA الإسبانية إلى ابتكار حاجز أمواج معاد تدويره وصديق للبيئة يُستعمل لدعم المشروعات الشمسية العائمة الممددة على سطح البحار والمحيطات.
والابتكار -المطور في مركز لتقنيات البناء تابع للشركة الإسبانية- جزء من مشروع (شورويف SUREWAVE) الممول من الاتحاد الأوروبي.
ومن المتوقع أن يسهم الحاجز في تعزيز إنتاج الكهرباء بالمشروع، وإطالة العمر الافتراضي للأنظمة الشمسية.
ابتكار صديق للبيئة
صممت الشركة الإسبانية حاجز الأمواج لحماية مشروعات الطاقة الشمسية العائمة من ظروف البيئة البحرية القاسية، حسبما أفادت منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
ويستهدف المشروع تطوير البنية التحتية البحرية الخاصة بمشروعات الطاقة المتجددة وخاصة الشمسية، مع تعزيز الاستعانة بالمواد المعاد تدويرها.
ويدعم برنامج هوريزون يوروب Horizon Europe، التابع للاتحاد الأوروبي، مشروع شورويف.
ينفّذ المشروع تحالف مكون من 7 شركات من 6 دول عضوة بالاتحاد الأوروبي، لتطوير حلول طويلة الأمد لمشروعات الطاقة الشمسية العائمة.
وتقود شركة أكسيونا سير العمل بالمشروع للتركيز على تطوير منتجات معاد تدويرها، لاستعمالها في بناء حاجز الأمواج.
وتستهدف الشركة الإسبانية -في مشروع حاجز أمواج مشروعات الطاقة الشمسية العائمة- الحدّ من معدلات الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة، ما دفعها إلى ابتكار نوعين من الخرسانة المستدامة لاستعمالها في بناء الحاجز.
يمتاز النوع الأول من الخرسانة بأنه مرتفع الأداء بقوة ضغط تقارب 120 ميغاباسكال، وتتضمن مواد الخبث والرماد المتطاير بهدف تقليل كميات مادة الكلنكر بنسبة 20%.
ومادة الكلنكر هي المادة الرئيسة الملوثة للبيئة في صناعة الأسمنت، لا سيما أنها تسهم بالكثير من الانبعاثات الكربونية، وفقًا لشركة أكسيونا.
وتعوّل الشركة على أن تؤدي المتانة والقوة التي تتمتع بها الخرسانة إلى خفض 40% من المواد المستعملة بالمشروع.
تقليل الانبعاثات
يعدّ النوع الثاني من الخرسانة المستدامة خفيف الوزن، وطُوِّر من خلال جمع مخلفات أعمال الهدم والبناء و الزجاج المعاد تدويره، ما يقلل إجمالي كثافته إلى ما يقارب 1900 كيلوغرام لكل متر مكعب.
ويستعمل هذا النوع أيضًا أسمنتًا يتضمن خبث أفران الصهر، ومن المتوقع أن يخفض ما يقارب 35% من كميات مادة الكلنكر.
وابتكرت شركة أكسيونا خرسانة للاستعانة بها بحاجز الأمواج بكثافة تقارب 365 كيلوغرام/متر مكعب، من خلال استعمال الحدّ الأدنى من منتجات الأسمنت والزجاج المعاد تدويره، ما يسهم في تقليل معدلات الانبعاثات الكربونية.
وتحققت الشركة من صحة هذه المواد المستعملة بالحاجز عبر الاستعانة بأحد النماذج الأولية.
ومن المتوقع تثبيت النموذج الأولي الخاص بحاجز أمواج مشروعات الطاقة الشمسية العائمة بميناء خيخون الإسباني في المستقبل القريب، ما يعدّ خطوة حيوية تجاه تطوير البنية التحتية البحرية بمشروعات الطاقة المتجددة.
وأجرى تحالف مشروع شورويف اختبارات خزان أمواج الطاقة الشمسية العائمة في معهد الأبحاث البحرية الهولندية، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي 2023.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الطاقة الشمسية العائمة تحل مشكلة التنافس على الأراضي (تقرير)
- تحلية المياه بالطاقة الشمسية في إسبانيا تتوسع بمناقصات جديدة (تقرير)
- محطات الطاقة الشمسية العائمة بالمياه الهادئة تبشر بمستقبل واعد (دراسة)
اقرأ أيضًا..
- حقول النفط والغاز في الإمارات.. أرقام الاحتياطيات والإنتاج (ملف خاص)
- بعد مغادرتها مصر.. سفينة حفر عملاقة تصل إلى موقع اكتشاف نفطي ضخم
- صادرات النفط العراقي في سبتمبر 2024 تهبط 114 ألف برميل يوميًا