التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

أنس الحجي: بعض قادة تغير المناخ يرون "جنكيز خان" بطلًا.. وأفكارهم تتضمن "الإبادة" (فيديو)

أحمد بدر

ما زالت سياسات تغير المناخ التي يتّبعها بعض الدول، مثارًا للتعجب، إذ إنها رغم التشدد في اتّباعها، أدت إلى خسائر ضخمة وبمليارات الدولارات، التي لا يعلم أحد أين ذهبت أو فيم أنفقت، وكيف حصلت خسارتها.

وفي هذا الجانب، يقول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما سبقَ لها دعم شركات بمليارات الدولارات، قبل أن تفلس هذه الشركات، ولا أحد يعلم أين ذهب المال.

جاء ذلك خلال استضافة الدكتور أنس الحجي في حلقة سابقة من بودكاست "فنجان"، الذي يقدّمه الإعلامي عبدالرحمن أبو مالح في راديو "ثمانية"، تحت عنوان: "كيف سيتخلى العالم عن النفط؟".

وأوضح الحجي أن الغريب في الأمر، أنه بالنظر إلى من يمكن تسميتهم بـ"آباء تغير المناخ"، الذين أسّسوا لهذا العلم، مطلوبون حول العالم -وهم كبار بالسن- لإلقاء محاضرات، ويحصلون في المحاضرة على 100 ألف دولار.

جنكيز خان وآباء تغير المناخ

يقول الدكتور أنس الحجي، إن الملاحظة الأولى فيما يتعلق بآباء تغير المناخ، هي أنهم قبل أن يتحدثوا في الموضوع، كانوا هم زعماء العالم في موضوع تحديد النسل.

واستطرد: "أي إن هذا التغير من الناس والخبراء أنفسهم الذين كانوا يتكلمون عن تحديد عدد البشر، لأن هناك قنبلة سكانية ستؤدي إلى كوارث عالمية، وهم أنفسهم من كانت لهم كتب ومقالات وبحوث حول موضوع تحديد النسل، فصاروا قادة التغيرات المناخية".

وأوضح الحجي أن الملحوظة الثانية -وهذه يمكن ملاحظتها في مقالات بصحيفة الإندبندنت- أن أشهر الناس أو أكبر "الأبطال القوميين" بالنسبة لتغير المناخ ومحاربته هو جنكيز خان، الذي يعدّونه أحد قادة العالم لديهم في هذا المجال.

رسم تخيلي لجنكيز خان خلال أحد معاركه
رسم تخيّلي لجنكيز خان خلال أحد معاركه - الصورة من منصة "هيستوري History"

وفسّر الدكتور أنس الحجي السبب في ذلك، بأن جنكيز خان قتل عددًا ضخمًا من الناس، وخفض عدد سكان كوكب الأرض، وأوقف حركة التجارة العالمية حينها، وقوّض الأنشطة بشكل كبير، ما أدى إلى انخفاض الكربون، ولديهم أدلة كبيرة على أن الكربون كان يتصاعد ثم هبط في عهد جنكيز خان.

وتابع: "الآن في كتاباتهم -حتى الحالية منها- يتكلمون عن ضرورة تخفيض عدد سكان الأرض إلى الثلث، لذلك فإننا عندما ننظر إلى ما كانوا عليه وما صاروا عليه، والربط بين عدد السكان وتغير المناخ، ودعوتهم إلى تقليل عدد سكان العالم، نرى أن هناك شيئًا غير طبيعي".

تغير المناخ

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن قادة تغير المناخ في العالم يرفضون فكرة النمو الاقتصادي، إذ إن كل كتاباتهم تشير إلى أنهم لا يريدون الرفاهية الزائدة التي يعيش فيها الناس، ويشيرون إلى أن هناك أمورًا يمكن الحياة دونها.

وضرب الحجي مثالًا بشخص هولندي، شنَّ عليه هجومًا شديدًا في منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، وعَدَّه مدفوعًا له من شركات ودول النفط وغيرهم، والغريب أن هذا الشخص يعيش في غابة، إذ ذهب إلى غابة في هولندا، وبنى لنفسه كوخًا صغيرًا، يعيش فيه مع زوجته وكلبه، ويريد من الجميع أن يعيشوا مثله.

هل تحول تغير المناخ إلى معتقد؟

فسّر خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي اتجاه بعضهم إلى أفكار رفض النمو الاقتصادي والرغبة في خفض عدد سكان العالم، بأن بعض الناس صار الأمر لديهم كأنه "معتقد" يؤمنون به تمامًا كأنه "دين".

وأضاف: "لاحقًا جاء أصحاب الأموال واستفادوا من هذا المعتقد بشكل كبير، وأصبحوا يروّجون لهذا المعتقد، لأنهم يستفيدون منه ماديًا بشكل كبير، كما نرى الآن".

ولفت إلى الإعانات الحكومية التي تعدّ إحدى أكبر أوجه الاستفادة، إذ إن إحدى الشركات تطور صناعة ما مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، يمكنها التقدم إلى وزارة الطاقة الأميركية، لتحصل على دعم بقيمة 500 ألف دولار.

الطاقة المتجددة

وضرب الدكتور أنس الحجي مثالًا أخر بموضوع السيارات الكهربائية، التي تُعدّ المنتج الوحيد في تاريخ العالم الذي يحصل على دعم حكومي، بالإضافة إلى ذلك يحصل المشتري بدوره على دعم، إذ لا توجد سلعة في العالم يحدث معها ذلك.

وبسؤاله من جانب الإعلامي عبدالرحمن أبو مالح عن الدافع أو مصلحة الحكومات في تقديم هذا الدعم، قال الحجي، إن الموضوع يرتبط بالمال، إذ هناك جماعات ضغط تدخل في الموضوع، والسياسيون أنفسهم حوّلوا شركات ضخمة مثل فورد (Ford) وجنرال موتورز (GM) إلى صناعة السيارات الكهربائية، وأصبح هذا الاتجاه السائد.

أحد مقار شركة جنرال موتورز الأميركية
أحد مقارّ شركة جنرال موتورز الأميركية - الصورة من موقعها الإلكتروني

وتابع: "علينا أن نتذكر أن موضوع تغير المناخ بالنسبة لفئة معينة من الناس يعدّ دينًا، بينما هو لفئة أخرى يعني الحصول على المال".

وعلّق الإعلامي أبو مالح بالقول: "يمكن أن نضيف أن هناك آخرين يرون أن هناك مشكلة، وأنهم قادرون على علاجها، وأن السياسات الحالية هدفها علاج الكوكب والحفاظ عليه"، ليردّ الحجي بأن المشكلة الأساسية في هذه السياسات.

وأردف: "دعنا نتفق معهم ونقول، إنّ تغير المناخ بالفعل من صنع الإنسان، ويجب إيجاد حل، فإذا كانت الأزمة حصلت على مدى آلاف أو مئات السنين، كيف يمكن حلّها في 10 سنوات؟ هذا أمر غير منطقي، فهم يريدون حل الأزمة بعد 25 عامًا، وهذا غير منطقي أيضًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق