التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

هيدروجين عمان.. 8 اتفاقيات باستثمارات 49 مليار دولار في عامين

سامر أبو وردة

احتفلت شركة هيدروجين عمان "هايدروم"، أمس الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول، بالذكرى السنوية الثانية لتأسيسها، إذ انطلقت في التاريخ نفسه عام 2022، لتختصّ بتطوير مشروعات الوقود المستقبلي في سلطنة عمان.

وتأسست شركة هايدروم لتكون شركة مستقلة، رغم ملكيتها بالكامل لشركة تنمية طاقة عمان، وخضوعها لإشراف وتنظيم وزارة الطاقة والمعادن العمانية، بهدف قيادة إستراتيجية الهيدروجين الأخضر الطموحة لدى سلطنة عمان.

ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتطورات مشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، وقّعت شركة هيدروجين عمان، خلال العامين الماضيين، 8 اتفاقيات إستراتيجية باستثمارات بلغت 49 مليار دولار.

ومنذ تأسيسها، تسعى هايدروم إلى تعزيز ريادة سلطنة عمان في قطاع الطاقة النظيفة، وتواصل التقدم بثقة نحو الأهداف الإنتاجية الطموحة لعام 2030، وما بعده، من خلال تركيز جهودها على 3 محاور رئيسة.

تتضمن هذه المحاور، تطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، وتطوير البنى الأساسية المشتركة لدعم إنتاج الهيدروجين على نطاق واسع، وضمان تكاملية مختلف القطاعات لتحقيق الأهداف المشتركة.

وتعمل سلطنة عُمان على تطوير بُنيتها الأساسية عبر التخطيط لتركيب 40 مليون لوح شمسي و2000 من توربينات الرياح و650 محللًا كهربائيًا بحلول عام 2030.

اتفاقيات شركة هيدروجين عمان

في ديسمبر/كانون الأول (2023)، وقّعت شركة هيدروجين عُمان "هايدروم" 4 صفقات في قطاع الهيدروجين الأخضر، باستثمارات تزيد عن 38 مليار دولار.

ووقّعت شركة "هايدروم" اتفاقيتين لتطوير مشروع وحق الانتفاع بالأرض مع "تحالف صلالة للهيدروجين الأخضر"، ومذكرة تفاهم مع جهاز الاستثمار العُماني وشركة "سيمنس إنرجي" لبحث تطوير وإنشاء وتشغيل منشأة لتصنيع المحللات الكهربائية، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم مع مجموعة "أسياد" للتعاون في القطاع اللوجستي لدعم تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر.

جانب من توقيع أولى اتفاقيات هيدروجين عمان بقطاع الهيدرجين الأخضر في عمان
جانب من توقيع أولى اتفاقيات هيدروجين عمان بقطاع الهيدرجين الأخضر في عمان - الصورة من حساب الشركة في إكس

وحتى الآن، أرست شركة هيدروجين عمان مشروعات مع تحالفات طاقة لشركات من آسيا وأوروبا وأستراليا ومنطقة الشرق الأوسط، بإجمالي استثمارات بلغ 49 مليار دولار.

وشهدت مزايدة الجولة الثانية التي طرحتها الشركة إقبالًا واسعًا من المستثمرين؛ إذ سُجّلت 200 شركة للتنافس على الـ 8 مشروعات المطروحة، وجرى التوقيع مع تحالفين يمثّلان مجموعة من كبرى الشركات العالمية.

ومن أبرز مشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان حاليًا مشروع "هايبورت الدقم" لإنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يُعدّ من المشروعات الإستراتيجية التي تُطَوّرها مجموعة "أوكيو" بالشراكة مع مجموعة "ديمي" البلجيكية.

وسيُنشأ مشروع "هايبورت الدقم" على مساحة 150 كيلومترًا مربعًا في جزء من المنطقة المخصصة للطاقة البديلة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ويتضمن إنشاء محطة لطاقة الرياح ومحطة طاقة الشمسية بقدرة مشتركة تبلغ 1.3 غيغاواط، حسبما أورد الموقع الرسمي لشركة هيدروجين عمان.

وتتضمن مشروعات الهيدروجين الأخضر في الدقم مشروع آمنة، الذي يتوقع أن يطور قرابة 200 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر من 4.5 غيغاواط من سعة الطاقة المتجددة المركبة لمصانع الصلب الخضراء المخطط لها الواقعة في ميناء الدقم، داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومشروع الطاقة الخضراء في سلطنة عُمان، الذي سينتج 150 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر من 4 غيغاواط من قدرة الطاقة المتجددة المثبتة لأغراض تصدير الأمونيا.

كما تتضمن منطقة الدقم مشروع بي بي عُمان، الذي يُتوقع أن ينتج 150 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر من 3.5 غيغاواط من الطاقة المتجددة المركبة لإنتاج الأمونيا وتصديرها، ومشروع بوسكو-إنجي، الذي يُتوقع أن ينتج أكثر من 200 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، باستعمال أكثر من 5.2 غيغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية مجتمعة لإنتاج الأمونيا وتصديرها.

ووقَّع جهاز الاستثمار العُماني وشركة أكوا باور السعودية وشركة إير برودكتس اتفاقية التطوير المشترك لمشروع هيدروجين عُمان لإنشاء محطة لإنتاج الأمونيا باستعمال الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان.

واتُّفِق على إقامة المشروع في المنطقة الحرة بصلالة، وتزويده بأحدث التقنيات، والتكامل المبتكر للطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية والرياح والتخزين وإنتاج الهيدروجين باستعمال عملية التحليل الكهربي وإنتاج النيتروجين، من خلال فصل الهواء وإنتاج الأمونيا الخضراء.

إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان

يعدّ إنتاج الهيدروجين الأخضر أحد المحاور الرئيسة لإستراتيجية تحول الطاقة في سلطنة عمان، إذ تستهدف البلاد الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وتعمل وزارة الطاقة والمعادن العُمانية على وضع السياسات اللازمة لتحقيق إستراتيجية تحول الطاقة بسلطنة عُمان؛ بهدف توفير الطاقة اللازمة لتحقيق النمو الاقتصادي المُستهدف في رؤية عُمان 2040.

وتُبنى سياسة تحقيق إستراتيجية تحول الطاقة في سلطنة عمان على 4 محاور رئيسة، وهي كفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، واقتصاد الهيدروجين، واحتجاز الكربون ونقله واستعماله وتخزينه.

وتستهدف سلطنة عُمان رفع إسهام الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 30% بحلول عام 2030، ثم إلى 70% في عام 2040، وصولًا إلى 100% بحلول عام 2050.

وتُطرح مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان بناءً على إستراتيجية وزارة الطاقة والمعادن العمانية وخطط شركة هيدروجين عُمان "هايدروم"، إذ تُجرى جولات لمواقع مُحددة بموجب المرسوم السلطاني رقم 10/2023 لأغراض هذه المشروعات.

وحصلت شركة هيدروجين عمان "هايدروم"، بصفتها المنسّق الرئيس لقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، حتى الآن ما يزيد عن 2300 كيلومتر مربع من الأراضي لمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر، من أصل 50 ألف كيلومتر مربع.

وتستهدف خطة تحول الطاقة في سلطنة عمان التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر تدريجيًا، بإنتاج مليون طن في عام 2030، ونحو 3.5 مليون طن في عام 2040، وصولًا إلى 8.5 ملايين طن في عام 2050، بحسب الموقع الرسمي لشركة هيدروجين عمان.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أهداف ومتطلبات إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان:

الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان

تأثير إلغاء مشروعات

تُعوّل شركة هيدروجين عمان بشكل كبير على مشروعات الهيدروجين الأخضر لتحقيق إستراتيجية البلاد في رفع إسهام الطاقة المتجددة بمزيج الكهرباء، وتبذل جهودًا كبيرة في جذب الاستثمارات العالمية إلى القطاع.

ويرى المدير العام لشركة هايدروم المهندس عبدالعزيز الشيذاني أن الحكومة العمانية لا تواجه أيّ مخاطر في قطاع الهيدروجين، مشيرًا إلى أن الاستثمارات كافةً تتبع القطاع الخاص.

وردًا على سؤال طرحه مدير تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) عبدالرحمن صلاح، خلال مشاركته في مساحة بمنصة إكس، نظّمتها الجمعية الاقتصادية العمانية، مؤخرًا، حول إذا ما كان إلغاء بعض مشروعات الهيدروجين العالمية -مثل مشروع شركة وودسايد الأسترالية- يمكن أن يُقلق السلطنة حول مستقبل التحول إلى الهيدروجين، قال الشيذاني: "إننا نتابع التطورات العالمية في قطاع الهيدروجين، ولا تقلقنا هذه المستجدات".

وأوضح الشيذاني أن بعض المشروعات -منها مشروع شركة وودسايد- وُضعت فرضياتها في اتجاه، وبدأ العمل على بلورته بشكل أكبر، لكنها أسفرت عن نتائج غير متوقعة.

وتابع المدير العام لشركة هيدروجين عمان: "هناك 8 مشروعات وُقِّعَت، استهلكت 4% من الأراضي لمشروعات الهيدروجين الأخضر من إجمالي 50% من المساحات المخصصة للمشروعات".

وأشار المهندس عبد العزيز الشيذاني إلى إن الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين تستهدف توفير أكثر من 50 ألف كيلومتر مربع من الأراضي لاستثمارات الهيدروجين الأخضر، لإنتاج ما يزيد عن 10 أضعاف الطلب المحلي بحلول 2050.

المدير العام لشركة هيدروجين عمان المهندس عبدالعزيز الشيذاني
المدير العام لشركة هيدروجين عمان المهندس عبدالعزيز الشيذاني - الصورة من حساب الشركة في منصة إكس

وأضاف الشيذاني: "لا نواجه أيّ مخاطر في هذا المجال، نعم قد تتأثر سمعة الإقبال على القطاع، ولكن نتوقع أن تحتلّ عمان الصدارة في إنتاج الهيدروجين، نظرًا لما تتمتع به من موارد، ولكن القضية تتمثل في مدى بلورة هذا القطاع عالميًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق