أول سفينة نقل نووي تستعمل تقنية إبحار نظيفة في العالم (صور وفيديو)
محمد عبد السند
- زُوّدت أول سفينة نقل نووي في العالم بتقنية فاست ريغ
- تتمثل التقنية في نظام خفيف الوزن وقابل للسحب
- تقنية فاست ريغ تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 30%
- تقنية فاست ريغ تستغل طاقة الرياح في منح قوة دفع للسفينة
- تدير شركة باسيفيك نيوكلير ترانسبورت 3 سفن متخصصة تعمل بالديزل
أصبحت سفينة باسيفيك غريبي (Pacific Grebe) أول سفينة نقل نووي في العالم تستعين بتقنية إبحار مبتكرة من شأنها أن تخفض استهلاك الوقود وتقليص الانبعاثات الكربونية؛ ما يسهم في دعم الأهداف المناخية.
وجُرِّبت تقنية الشراع الثورية فاست ريغ (FastRig) على سفينة باسيفيك غريبي المملوكة لمشغّل النقل النووي نيوكلير ترانسبورت سوليوشنز (Nuclear Transport Solutions).
وتتمثل تقنية فاست ريغ في جناح شراع خفيف الوزن وقابل للسحب، يستغل طاقة الرياح لتعزيز قوة دفع السفينة، ولديه القدرة على تقليص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمعدل الثلث عند تركيبه بالكامل.
ووفق متابعات تحديث القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تبرز أهمية مشروع أول سفينة نقل نووي تستعمل تقنية إبحار نظيفة في العالم في تحول الصناعة برمّتها نحو تقنيات الشحن النظيفة والمستدامة.
التجربة الأولى عالميًا
زُوِّدت سفينة باسيفيك غريبي -وهي سفينة نقل نووي تعمل بوقود الديزل ومخصصة لنقل الشحنات النووية حول العالم- بتقنية شراع ثورية جديدة، وفق بيان نشره الموقع الرسمي للشركة.
وغادرت أول سفينة نقل نووي تستعمل تقنية إبحار نظيفة في العالم ميناء بارو إن فورنيس في إنجلترا، ومن المقرر أن تُجري تجارب بحرية خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وبالتنسيق مع شركة سمارت غرين شيبينغ (Smart Green Shipping)، المتخصصة في تطوير التقنيات البحرية المتجددة، يستهدف مشروع تزويد سفينة باسيفيك غريبي بتقنية الشراع تطوير طرق جديدة لخفض استهلاك الوقود وانبعاثات غازات الدفيئة المنطلقة من سفن النقل النووي في الأسطول التابع لشركة نيوكلير ترانسبورت سوليوشنز.
وتتلخص التقنية المزودة بها السفينة في جناح شراع متطور "فاست ريغ"، وهو عبارة عن نظام خفيف الوزن قابل للسحب يستعمل أجهزة استشعار متخصصة، وتقنية آلية للتكيف مع ظروف الطقس المتغيرة؛ ما يتيح للسفينة الانتشار والسحب بسلاسة حسب الضرورة، وذلك لضمان كفاءة الوقود وسلامة نقل الشحنات النووية بوساطة السفينة.
وتستغل تلك التقنية المبتكرة طاقة الرياح للمساعدة على دفع السفينة؛ ما يسهم في خفض استهلاك الوقود وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 30% عند التركيب التجاري الكامل.
تعاون مثمر
يمثّل التعاون بين شركتي نيوكلير ترانسبورت سوليوشنز وسمارت غرين شيبينغ المرة الأولى التي يُرَكَّب خلالها نظام كهذا على سفينة نقل نووي متخصصة من هذا النوع.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيوكلير ترانسبورت سوليوشنز سيث كايبرد: "نحن فخورون بالعمل مع شركة سمارت غرين شيبينغ في هذا المشروع الرائد، ونحن مستمرون في التزامنا بخفض بصمتنا الكربونية، مع مواصلة إتاحة أعلى معايير السلامة والأمان في نقل المواد النووي".
وأضاف: "إضافة تقنية الشراع فاست ريغ إلى سفينة نقل نووي باسيفيك غريبي تتّسق مع أهدافنا الخاصة بالعمليات المستدامة، وإظهار التزامنا بتبوُّء موقع الريادة بالتقنيات الخضراء في القطاع البحري"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال العضو المنتدب للشحن في شركة نيوكلير ترانسبورت سوليوشنز بيتي بوتشان: "رغم أن تلك التقنية ما تزال قيد التجربة في تلك المرحلة، فإنها تُعدّ أول تطبيق حقيقي على استعمال هذا الشراع، ومن الممكن أن تغيّر الطريقة التي تبحر من خلالها كل السفن".
وأضاف بوتشان: "وبذلك تخفض تلك التقنية الانبعاثات ومعدل استعمال الوقود عبر الصناعة، ونحن فخورون حقًا بالدور الذي نؤديه في هذا المشروع، ولا يسعنا الانتظار لنرى النتائج النهائية لتلك التجربة".
معايير السلامة
قال الرئيس التنفيذي لشركة سمارت غرين شيبينغ دياني غيلبن: "تُظهر نيوكلير ترانسبورت سوليوشنز ريادةً قويةً في إجراء أول تجارب بحرية عالمية لتقنية فاست ريغ، وكم يسرّنا العمل والشراكة معهم".
وأوضح قائلًا: "تتطلب سفنهم أعلى مستوى من معايير السلامة والأمان، وتعاوننا يُظهر إمكان تركيب تقنية فاست ريغ على أيّة سفينة".
وتابع: "نيوكلير ترانسبورت سوليوشنز تتيح لشركة سمارت غرين شيبينغ تنفيذ تجارب بحرية رسمية؛ ما يمنحنا بيانات دقيقة ومستقلة عن الأداء، ويتيح لنا التحقق من النماذج الرقمية ونتائج اختبار الخزانات التي طورتها جامعة ساوثهامبتون".
رياح التغيير
يبرز مشروع أول سفينة نقل نووي تستعمل تقنية إبحار نظيفة في العالم جزءًا من خطة مدّتها عامين تحمل اسم "رياح التغيير" التي تُنفّذ خلال المدة من أبريل/نيسان (2023) إلى مارس/آذار (2025).
كما أن المشروع هو في حدّ ذاته جزء من الجولة الـ3 من مسابقة العرض البحري النظيف سي إمدي سي3 (CMDC3) التي أُعلِنَت في سبتمبر/أيلول (2022)، والممولة بوساطة وزارة النقل البريطانية.
وفي إطار مسابقة العرض البحري النظيف، خصصت وزارة النقل البريطانية 60 مليون جنيه إسترليني (78 مليون دولار أميركي) لقرابة 19 مشروعًا تدعمها 92 منظمة بريطانية لتقديم مشروعات بحث وتطوير في الحلول البحرية النظيفة.
*(الجنيه الإسترليني = 1.29 دولارًا أميركيًا).
وتشغّل السفن المملوكة لشركة نيوكلير ترانسبورت سوليوشنز بوساطة شركة باسيفيك نيوكلير ترانسبورت (Pacific Nuclear Transport Ltd)، المملوكة أساسًا بوساطة الأولى -وهي جزء من هيئة نزع السلاح النووي في المملكة المتحدة- وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتدير شركة باسيفيك نيوكلير ترانسبورت 3 سفن متخصصة تعمل بالديزل لنقل النفايات عالية المستوى والمواد النووية الأخرى، وهي باسيفيك هيرون (Pacific Heron) وباسيفيك إغريت (Pacific Egret) وباسيفيك غريبي (Pacific Grebe).
وشحنت الشركة، حتى الآن، ما يزيد على ألفي برميل نووي لمسافة قرابة 5 ملايين ميل إلى دول أمثال بلجيكا وفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا واليابان وهولندا والبرتغال والسويد وسويسرا والولايات المتحدة.
ويُظهر الفيديو أدناه جوانب من تجريب تقنية فاست ريغ في أول سفينة نقل نووي تستعمل تقنية إبحار نظيفة في العالم:
موضوعات متعلقة..
- صفقة الغواصات النووية تثير حالة من الجدل داخل أستراليا
- الطاقة النووية في أميركا.. لماذا أصبحت الخيار المفضّل لشركات مراكز البيانات؟
- رسميًا.. اكتمال تشغيل أكبر محطات الطاقة النووية في أميركا
اقرأ أيضًا..
- خسائر السيارات الكهربائية تهوي بتقديرات سهم هيرتز غلوبال
- رفع كفاءة ألواح الطاقة الشمسية بنظام تتبع.. تقنية لباحث مصري
- صناديق التحوط تتجنّب أسهم الطاقة النظيفة.. ضربة جديدة لسياسات المناخ (تقرير)