طاقة نوويةأسهمأسهم وشركاتتقارير الطاقة النوويةرئيسية

أسهم شركات الطاقة النووية تقفز بعد صفقات ضخمة

أسماء السعداوي

حلّقت أسهم شركات الطاقة النووية في الولايات المتحدة عاليًا فور إعلان إبرام صفقات مع شركتي جوجل وأمازون، وأنباء إيجابية من إنفيديا ومايكروسوفت، قبل أيام معدودة.

ووفق آخر تحديثات قطاع الأسهم لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تستهدف جوجل وأمازون نشر مفاعلات معيارية صغيرة (SMR) لتوفير إمدادات موثوقة من الكهرباء لتغذية الطلب من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع إجمالي استهلاك مراكز البيانات للكهرباء ليتجاوز ألف تيراواط/ساعة بحلول عام 2026، وهو أكثر من ضعف الاستهلاك في عام 2022، مع العلم أن تيراواط واحد بالساعة يلبي احتياجات 70 ألف منزل سنويًا.

وتتميز المفاعلات المعيارية الصغيرة بكونها أصغر حجمًا وأرخص وأسرع في التنفيذ، مقارنة بنظيرتها التقليدية ذات الحجم الكامل التي يستغرق بناؤها عقودًا كاملة.

لكن خبراء بالقطاع يقولون، إن المفاعلات المتوقع استعمالها لم تخضع للتجربة بعد، كما أنها عُرضة لتجاوز التكاليف ومواعيد التشغيل المقررة، وسط بيئة عاصفة يحدّها ارتفاع أسعار الفائدة والقيود التنظيمية الصارمة.

صفقات أمازون وجوجل

أعلنت شركة أمازون ويب سيرفيزس، في 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، استثمار أكثر من 500 مليون دولار في شركة إكس إنرجي الأميركية لتطوير المفاعلات المعيارية الصغيرة (X-energy).

كما أبرمت أمازون اتفاقية مع شركة دومينيون إنرجي (Dominion Energy) لاستكشاف مشروع مفاعل معياري صغير في ولاية فيرجينيا بقدرة 300 ميغاواط.

وبدورها، وقّعت جوجل المملوكة لشركة ألفابت (Alphabet) اتفاقية لتطوير مفاعل نووي معياري صغير مع شركة "كايروس باور" (Kairos Power)، على أن يدخل حيز التشغيل بحلول عام 2030.

وانضم الرئيس التنفيذي شركة إنفيديا جنسن هوانغ، لداعمي الطاقة النووية، قائلًا، إنها قد تكون خيارًا فعالًا لتلبية احتياجات شركته، وتنويع مصادر الطاقة.

كما أعلنت شركة "كونستيليشن إنرجي" الأميركية (Constellation Energy) في 20 سبتمبر/أيلول (2024) اعتزامها إعادة تشغيل محطتها النووية بجزيرة الثلاثة أميال في ولاية بنسلفانيا، على أن تبدأ الإنتاج بحلول عام 2028.

محطة الطاقة النووية في جزيرة الثلاثة أميال
محطة الطاقة النووية في جزيرة الثلاثة أميال- الصورة من صحيفة نيويورك تايمز

وكانت المحطة قد شهدت أسوأ حادث نووي في تاريخ الولايات المتحدة عندما انصهر جزئيًا المفاعل الثاني في مارس/آذار من عام 1979، لكن العودة ستكون لغرض تزويد شركة التقنية مايكروسوفت بالكهرباء لتلبية الطلب المتزايد من مراكز البيانات.

وتستثمر جوجل وأمازون ومايكروسوفت في قطاعي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ضمن مساعيها لخفض انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، لكنها تقول، إنها بحاجة للذهاب إلى ما هو أبعد في رحلة بحثها عن إمدادات موثوقة من الكهرباء النظيفة.

وهنا، يقول الرئيس التنفيذي لشركة "لايت بريدج" المطورة للوقود النووي (Lightbridge) رئيس المجلس الدولي للجمعية النووية الأميركية سيث غراي، إن استثمارات الشركات الـ3 مع شركات الطاقة النووية تؤكد أنها لا ترى الطاقة المتجددة والبطاريات قادرة على توفير كهرباء مستقرة واقتصادية.

وشهد النصف الأول من العام إعلان مراكز بيانات جديدة بقدرة 24 غيغاواط، وهو ما يزيد عن 3 أضعاف المدة نفسها من العام الماضي (2023).

ومن شأن انتشار تلك المراكز أن يرفع الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة إلى مستوى تاريخي، وهو ما قد يقوّض مساعي التخلّي عن الوقود الأحفوري والتحول الأخضر؛ كون واشنطن تسعى لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

شركات الطاقة النووية

ارتفع سعر سهم شركة أوكلو (Oklo) المطورة للمفاعلات المعيارية الصغيرة بنسبة 99%، وشركة "نوسكيل" (NuScale) 37% بعد أنباء استثمارات جوجل وأمازون ومايكروسوفت.

كما جرى تداول أسهم شركة "كاميكو" المنتجة للوقود النووي (Cameco) وأوكلو ونوسكيل وكونستليشن و"بي دبليو إكس تكنولوجيز (BWX) عند مستويات قياسية مرتفعة، بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وكانت أسهم شركة كونستليشن، التي تدير أكبر أسطول للمفاعلات النووية التقليدية في الولايات المتحدة، قد تضاعفت منذ بداية العام (2024).

وخلال العام أيضًا، صعدت أسهم شركة كاميكو بنسبة 38%، و"بي دبليو إكس" 65%، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

وبالإضافة إلى استثمارات شركات الطاقة النووية، تحظى الصناعة بدعم تمويلي ملياري من الحكومة الأميركية بقيادة الرئيس جو بايدن لتعزيز الريادة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما تخشى واشنطن من أن تصبح روسيا والصين اللتان تمتلكان عددًا كبيرًا من المفاعلات، "لا يقهرون" نوويًا، وهو ما يؤكده الرئيس التنفيذي لشركة إكس إنرجي كلاي سيل بقوله، إن العقبة الوحيدة أمام الريادة الأميركية في الذكاء الاصطناعي ليس الأراضي أو الرقائق، وإنما الكهرباء.

مفاعل معياري صغير من إنتاج شركة ويستنغهاوس الأميركية
مفاعل معياري صغير من إنتاج شركة ويستنغهاوس الأميركية- الصورة من الموقع الإلكتروني

معضلة الطاقة النووية

قبل الفورة الأخيرة بقيادة جوجل وأمازون، كانت المخاوف تنتاب الممولين لمشروعات بناء مفاعلات معيارية صغيرة كونها تقنية جديدة، لكن المروّجين لها يقولون، إنها أصغر وأكثر أمانًا وكفاءة من التقليدية.

وعلاوة على ذلك، أبطأت المخاوف إحراز تقدُّم جديد وخاصة مع حوادث سابقة مرتبطة بتأخُّر مواعيد التسليم والميزانية، وخاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة وشح الراغبين في تمويل المشروعات.

وفي هذا الصدد، حذّر مدير السلامة النووية في اتحاد العلماء المراقبين من أن المفاعلات المعيارية الصغيرة التي تطورها شركتا "إكس إنرجي" وكايروس" لصالح جوجل وأمازون "لم تخضع لاختبارات"، وربما تستغرق وقتًا أطول في التسليم من الموعد المحدد.

كما لفت إلى أن الطريق للتشغيل التجاري الموثوق والآمن لأيّ تقنية نووية موضع تجربة "سيكون وعرًا"، ويستحيل تقدير التكلفة النهائية الإجمالية لها.

ولا تشكّل الطاقة النووية سوى أقل من 1% من إجمالي مشروعات الكهرباء التي تنتظر الربط بالشبكة، في مقابل 95% للطاقة الشمسية والرياح وتخزين البطاريات.

وإلى الآن، لم يبدأ بناء مفاعلات معيارية صغيرة في الولايات المتحدة، ولم تدخل 80% من المشروعات المعلنة حيز التطوير بعد، كما تنتظر شركات الطاقة النووية معايير تنظيمية صارمة.

وبناءً على ذلك، يقول الرئيس التنفيذي لشركة "إيه إي إس" (AES) أندريس غلوسكي، إن السعادة الغامرة باستثمارات الطاقة النووية الأخيرة مبالغ فيها قليلًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق