هل تنجح أنظمة الدفع بطاقة الرياح في إزالة الكربون من النقل البحري؟
دينا قدري
تعالت الأصوات في الآونة الأخيرة لزيادة الاعتماد على أنظمة الدفع بطاقة الرياح في النقل البحري، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
إذ تواجه صناعة النقل البحري مجددًا دعوة واسعة النطاق لإزالة الكربون مع اختتام الدورة الـ82 للجنة حماية البيئة البحرية؛ بما في ذلك النتائج الرئيسة بشأن مؤشر كثافة الكربون (CII).
ومن بين التكنولوجيات التي أصبحت جاهزة للاستعمال، جاءت أنظمة الدفع بطاقة الرياح (WPS)، وهي تقنية إبحار صناعية حديثة تستعمل علم المواد والنمذجة الحاسوبية في القرن الـ21.
وأصبحت تكنولوجيا الدفع بالرياح الحديثة جاهزة للتركيب على السفن التجارية الحالية؛ ما يَعِد بخفض فوري للانبعاثات بأرقام ضخمة.
أنظمة الدفع بطاقة الرياح
وفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، يتوافر العديد من محركات الدفع بطاقة الرياح العاملة تجاريًا بالفعل، والسفن المجهزة بهذه الأشرعة الميكانيكية تعمل حاليًا على طرق البحر القصيرة والعميقة.
وهناك حاجة إلى إشارات سعرية مناسبة لتوجيه الاستثمار إلى الدفع بطاقة الرياح، الذي يكافح اليوم ضد انخفاض تاريخي في أسعار النفط، ونقص الخبرة التشغيلية مع السفن التي تعمل بالرياح.
بالنسبة لمالك السفينة أو المشغل؛ فإن هذا الافتقار إلى الخبرة يقف في طريق التبني المبكر في قطاع يكره المخاطرة إلى حدٍ ما، بحسب ما أكدته منصة "رينيو إيكونومي" (Renew Economy).
وعلاوةً على ذلك، بالنسبة للجهة التنظيمية التي ترغب في تعزيز تبني التقنيات المستدامة؛ فإن الفشل في حل فجوة المعرفة هذه يثير شبح السياسات المضللة التي لا توجه الصناعة نحو انتقال طاقة مثالي من حيث التكلفة.
ومن خلال الاستفادة المباشرة من طاقة الرياح المجانية والوفيرة لجزء من متطلبات الدفع للسفن؛ فإن تقنيات الدفع بطاقة الرياح تتحرر من عبء تعقيدات ناقلات الطاقة الجديدة -على سبيل المثال النقل الفعال للهيدروجين- أو أي استثمارات في البنية التحتية القائمة على الشاطئ.
كما يُمكن دمج أنظمة الدفع بطاقة الرياح مع أنواع الوقود الجديدة عند دخولها حيز التشغيل؛ حيث إن التكلفة والتعقيد المرتبطين بهذه الأنواع من الوقود في المستقبل يوفران دافعًا طويل الأجل.
ويُمكن أن يستوعب نظام الدفع بطاقة الرياح -بصفته جزءًا من اتفاقات تزويد السفن بالكهرباء في المستقبل- جزءًا كبيرًا من متطلبات الدفع؛ ما يعني أنه يمكن تصميم السفينة بنظام دفع رئيس أصغر حجمًا كافٍ لتحقيق أوقات العبور المطلوبة.
وعلى الرغم من قوة الرياح ووفرتها؛ فإنها مصدر طاقة متقطع وستحتاج إلى تكامل دقيق على متن السفينة مع التشغيل التجاري للسفينة؛ وهو ما يستلزم إعادة تنظيم الأولويات للنقل البحري والأسواق التي تُقدَّم الخدمات إليها.
أشرعة رياح على ناقلة غاز
في سياقٍ متصل، أطلقت شركة شحن الغاز الهولندية أنتوني فيدر (Anthony Veder)، شراعين من نوع فنتو فويلز (VentoFoils)، على متن ناقلة الإيثيلين كورال باتولا (Coral Patula)، التي سلمتها شركة إيكونويند (Econowind).
وبفضل هذا التثبيت، يُقال إن أنتوني فيدر هي "الأولى على مستوى العالم" التي تُثَبِّت الأشرعة على متن ناقلة غاز، وفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وفي وقت لاحق من عام 2024، ستُجهز سفينة كورال بيرل (Coral Pearl) بشراعين مماثلين.
ومن خلال إعادة تجهيز ناقلتي الإيثيلين في أسطولها بشراعين من نوع "فنتو فويلز"، ستسعمل "أنتوني فيدر" طاقة الرياح "بشكل كبير" لتقليل استهلاك الوقود للسفن، بحسب ما نقلته منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
ووفقًا للشركة، صُمِّمَ النظام للعمل جنبًا إلى جنب مع المحركات الحالية؛ ما يوفر دفعة في الدفع من خلال قوة الرياح.
وأشارت أنتوني فيدر إلى أنه "بناءً على ظروف الرياح في المنظمة البحرية الدولية، نتوقع توفير الوقود بنحو 5%، مع إمكان توفير أكثر من 10% في ظروف الرياح المثلى. من خلال استعمال وقود أقل، لا تقلل الشركة من فاتورة الطاقة فحسب، بل الأهم من ذلك من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي".
ومن الجدير بالذكر أنه في سبتمبر/أيلول 2024، حُثت المنظمة البحرية الدولية (IMO) على الموافقة على مراجعة قوية لمؤشر مؤشر الكربون (CII)، وهو معيار وقود عالمي يسمح باستيعاب الدفع بالرياح، وفرض ضريبة طموحة لضمان وصول صناعة الشحن إلى أهداف إزالة الكربون.
موضوعات متعلقة..
- بدء بناء أول يخت شحن يعمل بطاقة الرياح
- طاقة الرياح تنجح في تشغيل أول رحلة لناقلة بضائع (فيديو)
- تسارع نمو قدرة طاقة الرياح في العالم.. وهذه أكبر 6 دول (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- احتياطيات مصر من النفط تنتعش بـ35 مليون برميل على يد شركة واحدة
- واردات إسبانيا من الغاز تنخفض 15%.. والجزائر تواصل السيطرة
- سعر الهيدروجين الأخضر تحدده شركة ألمانية برقم صادم
- السعودية تعزز أسطولها الجوي بـ100 طائرة كهربائية.. أكبر صفقة من نوعها