الذكاء الاصطناعي قد يخفض استهلاك الطاقة في الفنادق 30%
أمير إبراهيم
يساعد استعمال الذكاء الاصطناعي في الفنادق بخفض استهلاك الطاقة، فضلًا عن إدارة عمليات الصيانة أنظمة التدفئة وغيرها، عبر التنبؤ بأعطالها، وهو ما يدعم عمليات تشغيل قطاع الضيافة على نحو مستدام.
وتستطيع منصات التحكم في نظم الطاقة بالفنادق، المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، تعديل استهلاك الطاقة تلقائيًا؛ ما يمكّنها من خفض الاستهلاك بنسبة تصل إلى 30%، حسب دراسة حديثة، اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وتعدّل تلك المنصات الاستهلاك استنادًا إلى عدّة عوامل، مثل مستويات الإشغال في الفندق، وعدد الضيوف المقيمين به، وطبيعة الظروف الجوية، بما يلبي احتياجات الطاقة على مدار الساعة.
وتمثّل أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء العاملة في الفنادق نحو 60% من انبعاثاتها الكربونية، بحسب دراسة حديثة لجامعة إدارة الضيافة "إيه أتش إل".
الذكاء الاصطناعي يوفر النفقات
يقول الرئيس التنفيذي لشركة إكسيرغيو (Exergio)، دوناتاس كارشياوسكاس -وهي شركة تصنع أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء الطاقة في المباني-، إن منصة تعمل بالذكاء الاصطناعي تابعة للشركة تمكنت من خفض استهلاك الطاقة بنسبة 20% في أحد المباني البولندية على مدار 9 أشهر.
وأوضح أنه يمكن ترجمة هذا الخفض نقديًا إلى نحو 80 ألف يورو (87.4 ألف دولار أميركي) من نفقات التشغيل، بحسب تقرير نشره موقع تي تي جي آسيا.
واستهلاك الطاقة ثاني أكبر بند في نفقات التشغيل بعد العمالة، وهو ما يعكس حجم التوفير الذي يمكن أن تحقّقه الفنادق إذا ما تمكنت من ترشيد الاستهلاك، بحسب دراسة أجرتها جامعة برايتون البريطانية.
وتشير البيانات إلى أن كثافة استعمال الطاقة في نطاق 270-350 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع في الفنادق من فئتي الـ4 والـ5 نجوم، في حين تنخفض تلك الكثافة إلى ما بين 200 و270 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع في الفنادق ذات الفئات الأقل.
وأشار كارشياوسكاس إلى أن الفنادق بحاجة للحفاظ على راحة ضيوفها، مع مراعاة نسب مستويات الإشغال المتغيرة والطلب المستمر على الطاقة، مضيقًا أن هذا الأمر يعدّ من أبرز تحديات صناعة الضيافة.
وأوضح أن تزويد الفنادق بأدوات الذكاء الاصطناعي يتيح لها إدارة الطاقة بكفاءة أكبر من الأنظمة الحالية، عبر تصميم نظم تستجيب لمستويات استهلاك الطاقة المتغيرة على نحو سريع، بدلًا من التشغيل بمستوى ثابت ومهدر للطاقة.
التنبؤ بالصيانة
احتلّت الفنادق المركز السادس في قائمة المباني التي تتمتع بأعلى إمكانات توفير الطاقة متجاوزةًالمكاتب والعقارات التجارية، وفقًا لتقرير صادر مؤخرًا عن شركة "جيه إل إل"، وقد تؤدي منصات التحكم الحديثة إلى إحداث تطور كبير في هذا الصدد.
وبجانب إدارة الطاقة، يمتلك الذكاء الاصطناعي إمكان التنبؤ باحتياجات الصيانة، وتحديد وقت احتياج معدّات مثل أنظمة التدفئة والتهوية أو الإضاءة لعمليات مراجعة قبل أن تتسبب مشكلة ما في تعطيلها.
ومن الممكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة أساسية للفنادق التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين الاستدامة والكفاءة من حيث التكلفة، مع الاحتفاظ بمنح تجربة مميزة لضيوفها في السنوات المقبلة.
موضوعات متعلقة..
- الذكاء الاصطناعي يسهم في تسهيل التحول إلى الطاقة النظيفة (تقرير)
- أداة جديدة لتطوير الطاقة الشمسية بالذكاء الاصطناعي.. دقة متناهية
اقرأ أيضًا..
- ممر الهيدروجين يشهد خطوة رسمية.. يربط الجزائر بـ3 دول أوروبية
- مخزونات النفط تقترب من 3 مليارات برميل في هذه المنطقة
- أوبك تخفض توقعات الطلب على النفط في 2024 و2025
- توقعات بارتفاع أسعار الكربون في أوروبا إلى 160 دولارًا