حقل جبل علي للغاز.. 80 تريليون قدم مكعبة تدعم اكتفاء الإمارات ذاتيًا
أحمد بدر
"ستبقى أرضنا مباركة.. ومعطاءة".. بهذه الكلمات استقبل نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد اكتشاف حقل جبل علي للغاز، الذي توصلت إليه بلاده قبل في مطلع عام 2020.
وبحسب بياناته وتاريخه لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن هذا الاكتشاف عزّز آمال دولة الإمارات -حينها- بالوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من إمدادات الغاز الطبيعي، بجانب دعم التخطيط لمشروعات تنموية مستقبلية.
وكانت شركتا بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وهيئة دبي للتجهيزات "دوساب" قد اتفقتا على تطوير حقل جبل علي، وهو أحد أكبر الحقول الغازية التي اكتُشِفَت بالمنطقة الواقعة بين سيح السديرة في إمارة أبو ظبي وجبل علي في إمارة دبي.
ودعمَ اكتشاف حقل جبل علي للغاز خطط الدولة الخليجية لإقامة مشروعات تنموية كبرى خلال المرحلة التي تلت الاكتشاف، وهو ما يتماشى مع إستراتيجية التطوير التي تنتهجها الإمارات، والتي ترسم ملامح الـ50 عامًا المقبلة.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)؛ إذ يتضمّن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل جبل علي
في شهر فبراير/شباط 2020، أعلنت دولة الإمارات أنها توصلت إلى مكمن جديد للغاز، أطلقت عليه اسم حقل جبل علي، إذ قدّم الاكتشاف حينها رقمًا كبيرًا من الاحتياطيات المؤكدة، يمثّل نسبة تقارب 20% من حجم احتياطيات الدولة بأكملها.
وجاء الاكتشاف الضخم ضمن مشروع جبل علي، الذي أطلقته الإمارات، والذي يستهدف استغلال الغاز الطبيعي في منطقة مشتركة بين إمارتي دبي وأبو ظبي، تغطي مساحة تبلغ نحو 5 آلاف كيلومتر مربع، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعلى الفور، أطلقت شركتا أدنوك ودوساب خططهما لاستغلال مخزون الغاز الطبيعي الحيوي في الحقل، الواقع بين سيح السديرة وجبل علي، لفتح باب جديد لإمدادات إضافية عملاقة من الغاز الطبيعي، تضاف إلى قدرات الدولة الإنتاجية.
وجاءت هذه الخطط بناءً على اتفاقية وقّعتها الشركتان، لتحديد الخطوات المناسبة للتطوير وبدء الإنتاج والتشغيل، إذ عملت أدنوك على تطويره وبدء الإنتاج فيه بالاتفاق مع الهيئة، وفق ما جاء في بيان نشرته الشركة الإماراتية العملاقة حينها.
ويكتسب حقل جبل علي أهمية أخرى، تضاف إلى قدراته الضخمة، وهي أنه فتح باب الأمل أمام دولة الإمارات للاستغناء عن واردات الغاز القطري، التي كانت تشتريها منذ عام 2017، لتلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي، على الرغم من أن العلاقات بين البلدين كانت مقطوعة خلال هذه المدة.
بالإضافة إلى ذلك، عزّز حقل جبل علي موقع دولة الإمارات العربية المتحدة بين كبريات الدول صاحبة أكبر مخزونات من الغاز الطبيعي في العالم، إذ إن مخزوناتها تجاوزت 513 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، بفضل هذا الاكتشاف.
احتياطيات حقل جبل علي
تشير التقديرات الرسمية من جانب شركة أدنوك الإماراتية، إلى أن احتياطيات حقل جبل علي تبلغ نحو 80 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وهو ما يمثّل قيمة مضافة ومهمة لاقتصاد دولة الإمارات.
وكانت دولة الإمارات تمتلك -قبل تحقيق هذا الاكتشاف- نحو 433 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، منها 273 تريليون قدم مكعبة من الغاز التقليدي، و160 تريليون قدم مكعبة من الغاز غير التقليدي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن الدولة الخليجية كانت قد توصلت إلى اكتشاف للنفط والغاز في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بمقدار 7 مليارات برميل نفط، و58 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وهو ما عزّز احتياطياتها، ودفعها إلى المركز السادس ضمن أكبر الدول المنتجة للنفط والغاز عالميًا.
جهود أدنوك في حقل جبل علي
يعدّ اكتشاف حقل جبل علي للغاز إحدى الثمار المهمة التي جنتها شركة أدنوك، التي تواصل جهودها لاستكشاف الموارد الهيدروكربونية، إذ إنها بموجب الاتفاقية ستعمل على الاستثمار وتسخير التقنيات الحديثة والخبرات الكبيرة لديها، لتطوير وإنتاج الغاز في الحقل.
ومن المقرر، بموجب الاتفاقية التي ما زالت قيد التنفيذ حتى الآن، أن تتسلّم هيئة دبي للتجهيزات، الغاز الذي ستنتجه شركة أدنوك من الحقل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يشار إلى أن الغاز الطبيعي الذي اكتُشِف في حقل جبل علي، يقع على عمق قليل نسبيًا تحت سطح الأرض، لذلك اتجهت شركة أدنوك إلى تقنيات الحفر التقليدية وغير التقليدية لتقييم موارده، وحفرت أكثر من 10 آبار استكشافية.
في الوقت نفسه، عملت الشركة العملاقة على استثمار موارد الغاز، عن طريق تطوير الأغطية الغازية، واحتياطيات الغاز الحامض غير التقليدية، ومخزونات الغاز الطبيعي الجديدة، التي تواصل تقييمها مع استمرار عمليات الاستكشاف.
موضوعات متعلقة..
- حقل البوري في البحر المتوسط.. قصة عملاق نفطي أشعل الخلاف بين دولتين
- حقل الحمادة.. قصة مشروع ليبي ضخم مثير للجدل
- حقل الأحدب النفطي.. ذراع العراق للتصدير وحل أزمة الكهرباء (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تركيبات الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا قد تبلغ ذروتها خلال 2026
- أوبك تخفض توقعات الطلب على النفط في 2024 و2025
- الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.. كيف يستفيد من الطاقة الشمسية العائمة؟