أخبار الهيدروجينسلايدر الرئيسيةعاجلهيدروجين

صفقة هيدروجين تفشل بعد أسبوع من إعلانها.. وعميل ينسحب فجأة

أسماء السعداوي

خسر قطاع الهيدروجين الأخضر في أوروبا مشروعًا لإنتاج أجهزة التحليل الكهربائي على يد شركة ماكفي الفرنسية (McPhy)، وفق آخر تحديثات قطاع الهيدروجين لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وبعد أسبوع من إعلان المشروع يوم 25 سبتمبر/أيلول (2024)، كشفت شركة تصنيع المحللات الكهربائية النقاب عن فشل الصفقة لتوريد جهازين بقدرة 24 ميغاواط للإثنين، لأحد المشروعات في وسط أوروبا.

وجاء فشل الصفقة مع "لاعب رئيس بقطاع الطاقة" بسبب انسحاب أحد المتعهدين بشراء الإنتاج، في ضربة لمساعي الشركة لتوسيع رقعة أعمالها بعد انهيار طلباتها في العام الماضي (2023) بنحو 56% على أساس سنوي.

يأتي ذلك في وقت تعاني فيه شركات القطاع محليًا وخارجيًا بسبب المنافسة غير العادلة مع نظيرتها الصينية، وانتقادات حديثة وجّهتها محكمة المدققين الأوروبية لأهداف إنتاج الهيدروجين الأخضر واستيراده بحلول عام 2030، بوصفها غير واقعية وبعيدة عن طريق النجاح، رغم الإعانات السخية التي تقدّمها المفوضية الأوروبية.

شركة ماكفي الفرنسية

كان من المتوقع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بشأن مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا بالتعاون مع ماكفي الفرنسية في نهاية العام الجاري (2024)، على أن يدخل حيز التشغيل التجاري في عام 2026.

ويشمل نطاق أعمال الشركة مهام الإمداد والتجميع والتشغيل لجهازَي تحليل كهربائي من طراز "ماكلايز 30-3200" (McLyzer 3200-30) القلوي.

وفي خطوة صادمة، أعلنت الشركة يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري (2024) فشل الصفقة بسبب انسحاب المتعهد بشراء الهيدروجين الأخضر بصورة غير متوقعة، وفي اللحظة الأخيرة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن موقع "هيدروجين إنسايت" (hydrogen insight).

جهاز تحليل كهربائي من إنتاج شركة ماكفي الفرنسية
جهاز تحليل كهربائي من إنتاج شركة ماكفي الفرنسية- الصورة من الموقع الإلكتروني

وإلى الآن لا يُعرف اسم الشركة صاحبة المشروع أو الدولة التي كان سيُقام فيها، لكن "ماكفي" اكتفت بذكر أنه يقع في وسط أوروبا.

ولو نجحت الصفقة، لكانت قدّمت دفعة مالية كبيرة لشركة ماكفي كون قيمتها تقترب من 20 مليون يوور (22 مليون دولار)، وهو ما يزيد عن 13 مليون يورو، هي إجمالي الطلبات من الشركة في العام الماضي (2023)، التي سجلت انخفاضًا بنسبة 56% على أساس سنوي.

اليورو يعادل 1.10 دولارًا أميركيًا.

وفور ورود الأنباء، انهارت أسهم الشركة إلى 1.90 يورو في أدنى مستوى لها على الإطلاق منذ أواخر أبريل/نيسان (2024).

وسجلت آخر التعاملات على السهم، في يوم الجمعة الماضية 4 أكتوبر/تشرين الأول، تراجُع سعر السهم إلى 1.89 يورو بنسبة انخفاض 2.68% في الساعة 5:35 مساء بتوقيت غرينتش (2:35 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، حسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

واستمرارًا لخطة التوسع، افتتحت الشركة أول مصانع إنتاج المحللات الكهربائية بمدينة بلفور في فرنسا بقدرة 1 غيغاواط في يونيو/حزيران (2024).

يمثّل المصنع خطوة بارزة على طريق تحقيق هدف القدرات المركبة للمحللات الكهربائية في فرنسا عند 6.5 غيغاواط بحلول عام 2030، و10 غيغاواط بحلول عام 2035.

كما رفعت قدرات الإنتاج في أحد مصانعها في إيطاليا إلى 300 ميغاواط سنويًا، واختيرت أيضًا لتوريد 4 أجهزة محللات كهربائية لمشروع بقدرة 64 ميغاواط في جنوب غرب ألمانيا.

الهيدروجين الأخضر في أوروبا

رصدت منصة الطاقة المتخصصة إعلان المفوضية الأوروبية في 27 سبتمبر/أيلول البنود والشروط النهائية لثاني عطاءات الهيدروجين الأخضر في أوروبا (IF24 Auction) المدعومة من صندوق دعم الابتكار، بوصفها معنية بإنتاج الوقود المتجدد من أصل غير بيولوجي (RFNBO)، وفق بيان صحفي نشرته المفوضية الأوروبية عبر موقعها الإلكتروني.

وسيبدأ العطاء يوم 3 ديسمبر/كانون الأول المقبل 2024، وسيمنح الصندوق ما يصل إلى 1.2 مليار يورو داخل المنطقة الاقتصادية الأوروبية بهدف سدّ الفجوة بين تكاليف الإنتاج وسعر الشراء بالسوق.

وتفصيليًا، ستحصل شركات الإنتاج الفائزة على علاوة ثابتة قدرها 4 يوروهات مقابل كل كيلوغرام من الهيدروجين الأخضر على مدار 10 سنوات بحدّ أقصى.

مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر تطوره إيبردرولا الإسبانية
مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر تطوره إيبردرولا الإسبانية- الصورة من الموقع الإلكتروني

ويستهدف الاتحاد -الذي يضم تحت رايته 27 دولة- تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وإنهاء الاعتماد على واردات الطاقة الروسية، للحيلولة دون تكرار الأزمة التي ضربت القارة العجوز في أعقاب غزو أوكرانيا في 2022.

ويُنظر إلى الهيدروجين، وخاصة الأخضر المُنتج من مصادر الطاقة المتجددة، بوصفه حلًا مثاليًا لتحوّل قطاعات يصعب كهربتها مثل النقل الثقيل والصلب والأسمدة، لكن تكلفة إنتاجه أعلى من أنواع أخرى مثل الهيدروجين الرمادي والأزرق المنتجَين من مصادر أحفورية.

نسف الجدوى

وجّهت محكمة المدققين الأوروبية (ECA) انتقادات لاذعة لخطة الاتحاد الأوروبي لإنتاج واستيراد 20 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وبناء 40 غيغاواط من القدرات المركبة للمحللات الكهربائية بحلول عام 2030.

واتهمت المحكمة الاتحاد بضخّ عشرات المليارات من اليوروهات لتحقيق أهداف بعيدة عن التحقق على أرض الواقع، ولا يرتكز سوى على "رغبة سياسية" وليس تحليلًا عميقًا، وفق تقرير لوكالة رويترز.

كما قالت محكمة المدققين، إن مشروعات بقدرة إنتاج 5 غيغاواط بحلول 2030 بلغت مرحلة متقدمة من أعمال التطوير، ولم تتجاوز مشروعات بقدرة تقلّ عن 50 غيغاواط مرحلة التقييم المبكرة، رغم إنفاق 18.8 مليار يورو لصالح الهيدروجين الأخضر في أوروبا.

وفي ضوء ذلك، دعا المؤلف الرئيس للتقرير ستيف بلوك صنّاع السياسات إلى مراجعة الحقائق واتّباع طريق أكثر تحديدًا عند منح أموال الدعم الأوروبية الشحيحة، وتحديث السياسات المحفّزة لمشروعات الهيدروجين.

وبدوره، اعترف متحدث باسم المفوضية الأوروبية بأن سوق الهيدروجين الأوروبية ما زالت في طور التشكل التدريجي، وأن عملهم لم ينتهِ بعد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق