زيادة تعرفة الكهرباء في تايوان تهدد صناعة الرقائق الإلكترونية
للمرة الثانية خلال 2024
حياة حسين
يترقّب قطاع الصناعة زيادة تعرفة الكهرباء في تايوان، منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ضمن إطار محاولات الشركة الحكومية المسؤولة عن المرفق موازنة خسائرها المتراكمة خلال السنوات الأخيرة، وفق بيان لوزارة الاقتصاد، يوم الإثنين 30 سبتمبر/أيلول 2024.
ومن المتوقع أن تنعكس تلك الخطوة على صناعة السفن، التي تحتلّ فيها الجزيرة المركز الأول عالميًا، والأنشطة الأخرى، خاصة الرقائق الإلكترونية، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتواجه صناعة الرقائق الإلكترونية في تايوان تحديات كبيرة، في ظل خطط وأهداف كبرى للشركات العالمية لتحقيق الحياد الكربوني، وتستحوذ تايوان على 90% من قدرة التصنيع العالمية للرقائق الإلكترونية الأكثر تقدمًا.
ومعظم الأدوات -من الهواتف المحمولة إلى الأجهزة المنزلية وصولًا إلى السيارات الكهربائية- تحتوي على رقائق دقيقة ضرورية لعملها، وتستهلك عملية صناعتها قدرًا كبيرًا من الكهرباء.
وتُعَدّ الرقائق الإلكترونية ذات أهمية أساسية لتمكين عملية تحول الطاقة، وتحقيق خفض في انبعاثات غازات الدفيئة، ومع ذلك تتطلب توافر قدر كافٍ من الكهرباء النظيفة في عملية إنتاجها.
رفع التعرفة 12.5%
تقرر رفع تعرفة الكهرباء في تايوان للمرة الثانية في 2024، في منتصف الشهر المقبل، بنسبة 12.5%، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.
وكانت الجزيرة قد رفعت تعرفة الكهرباء في شهر أبريل/نيسان الماضي؛ الأمر الذي تسبّب في زيادة فاتورة كهرباء المصانع بنسبة 15%، ما يعني أن الفاتورة مع الصعود التالي ستقترب من زيادة بنسبة 30% خلال 6 أشهر.
ويأتي رفع تعرفة الكهرباء في تايوان وسط توقعات بنمو الطلب بنسبة 2.8% سنويًا حتى عام 2033.
وتواجه شركة المرافق المملوكة للدولة "تايباور" Taipower خسائر هائلة منذ عامين؛ بسبب الزيادات المتتالية في أسعار الوقود العالمية، ومحاولات الحفاظ على أسعار محلية أقل.
وبلغت تلك الخسائر 198.5 مليار دولار تايواني (6.3 مليار دولارًا أميركيًا) العام الماضي (2023)، وهي تلي عجزًا أكبر من العام السابق له (2022).
*(الدولار الأميركي = 31.7 دولارًا تايوانيًا).
ومع قرار رفع تعرفة الكهرباء في تايوان، لن تكون شركة الدولة الخاسر الوحيد، إذ سترتفع التكلفة على المصانع؛ ما يحدّ من قدرتها التنافسية، خاصة في قطاع الإلكترونيات.
ويقع أكثر من 90% من قدرة صناعة الرقائق في تايوان، في أشباه الموصلات الأصغر حجمًا والأكثر كفاءة في استعمال الطاقة.
وتُعَدّ شركة تي إس إم سي التايوانية من بين أهم الشركات العالمية لإنتاج الرقائق الإلكترونية؛ فهي تنتج الرقائق لأجهزة آيفون وماك وآبل، وفي عام 2021 كانت ثالث أكبر منتج لأشباه الموصلات في العالم.
خسائر تايباور
ترى شركة مرفق الكهرباء في تايوان "تايباور" أن خسائرها الحادة خلال العامين الأخيرين جاءت بسبب الارتفاع العالمي لأسعار الطاقة، خاصة عقب غزو روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وشهدت أسعار الطاقة زيادات قياسية في أنحاء العالم خلال مدة قصيرة بعد الغزو، اقترب فيها سعر خام برنت من 147 دولارًا للبرميل في مارس/آذار 2022، قبل أن يعاود الهبوط إلى أقل من 100 دولارًا في وقت لاحق؛ ما أدى إلى أزمة طاقة حادة، خاصة في أوروبا.
وقالت الشركة التي قررت رفع تعرفة الكهرباء في تايوان للمرة الثانية خلال أقل من 6 أشهر، في بيان، إنه حتى مع انخفاض أسعار النفط، ما تزال أعلى من مستواها قبل الحرب في أوكرانيا.
وأضافت الشركة في بيانها، الصادر الأسبوع الماضي، أن تحريك أسعار الكهرباء في تايوان، رغم هذه الزيادات، يُعدّ الأبطأ وتيرة بين دول العالم كافة.
وتعتمد تايوان على تلبية احتياجاتها من واردات النفط والغاز بكثافة، خاصة لتوفير الكهرباء اللازمة للصناعات الإلكترونية التي تسيطر على الاقتصاد.
ويمثّل الوقود الأحفوري نحو 81.6% من الكهرباء المستهلكة في تايوان، خاصة الغاز الطبيعي المسال المستورد (42.5%) والفحم (35.6%)، في حين شكّلت مصادر الطاقة المتجددة 6.3% فقط.
وتواجه محاولات الدولة الجزرية لبناء مزارع رياح بحرية جديدة تسهم بزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، تأجيلًا متكررًا، كما قررت تايوان إغلاق آخر محطة طاقة نووية بها في شهر مايو/أيار 2025.
موضوعات متعلقة..
- خطط طاقة الرياح في تايوان تحت تهديد سياسات المكوّن المحلي (تقرير)
-
شركات تايوانية تستغل محطات تبديل البطاريات للدراجات في توفير الكهرباء للمنازل
-
تراجع إنتاج الطاقة النووية في تايوان يدفعها باتجاه الغاز المسال
اقرأ أيضًا..
- سهم بتروفاك البريطانية لخدمات النفط ينهار 30%.. ما السبب؟
-
هل تتأثر أسعار النفط باغتيال حسن نصر الله؟.. مسؤول روسي يجيب
-
حوض دلتا النيل البحري.. مصر تستكشف 223.2 تريليون قدم مكعبة من الغاز