رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم تخفض توقعات أرباحها في 2024
دينا قدري
خفضت رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم توقعات أرباحها لعام 2024، في ظل ضعف الطلب العالمي والمنافسة الشديدة من الصين، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأعلنت شركة ستيلانتس (Stellantis)، اليوم الإثنين (30 سبتمبر/أيلول 2024)، مراجعة إرشاداتها المالية لعام 2024.
ويعكس التدهور في خلفية الصناعة العالمية توقعات سوق أقل لعام 2024 مقارنة ببداية العام، في حين اشتدت الديناميكيات التنافسية بسبب كل من العرض المتزايد في الصناعة، وزيادة المنافسة الصينية.
وانخفضت أسهم ستيلانتس بنسبة 14% بحلول الساعة 10:52 بتوقيت غرينتش (01:52 ظهرًا بتوقيت السعودية)؛ ما أدى إلى محو نحو 6 مليارات يورو (6.7 مليار دولار) من القيمة السوقية للشركة، وبلغت أدنى مستوى لها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وسجلت أسهم الشركة تراجعًا بنحو 40% خلال العام الجاري (2024)، وهي الأسوأ أداءً بين شركات صناعة السيارات الأوروبية.
توقعات ستيلانتس لعام 2024
توقعت شركة ستيلانتس -التي تُعدّ ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا- تدفقًا نقديًا سلبيًا يتراوح بين 5 مليارات و10 مليارات يورو (5.58-11.17 مليار دولار)، بدلًا من التدفق النقدي الإيجابي.
(اليورو = 1.11 دولارًا أميركيًا)
وأوضحت الشركة، في بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن هذا الأمر يعكس -في المقام الأول- التوقعات المنخفضة بشدّة للدخل التشغيلي المعدل، بالإضافة إلى تأثير رأس المال العامل المرتفع مؤقتًا في النصف الثاني من عام 2024.
كما توقعت رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم هامش ربح تشغيلي معدّلًا يتراوح بين 5.5% و 7.0% في عام 2024، بانخفاض عن التوقعات المكونة من رقمين، والتي توقعها المستثمرون من شركة صناعة السيارات بسبب أعمالها المربحة في الولايات المتحدة.
وأرجعت الشركة ما يقرب من ثلثي هامش الدخل التشغيلي المعدل المخفض إلى الإجراءات التصحيحية في أميركا الشمالية، وتشمل العوامل الأخرى أداء المبيعات الأقل من المتوقع خلال النصف الثاني من العام في معظم المناطق.
وسرّعت الشركة ضبط مستويات المخزون المخطط لها في الولايات المتحدة، مستهدفة ما لا يزيد عن 330 ألف وحدة من مخزون الوكلاء بحلول نهاية عام 2024، من هدفها السابق لتحقيق ذلك في الربع الأول من عام 2025.
وتشمل الإجراءات التصحيحية انخفاض الشحنات في أميركا الشمالية بأكثر من 200 ألف مركبة في النصف الثاني من عام 2024 (ارتفاعًا من 100 ألف في التوجيه السابق)، مقارنةً بالمدّة نفسها من عام 2023، وزيادة الحوافز على مركبات طراز عام 2024 وما قبله، ومبادرات تحسين الإنتاج التي تشمل تعديلات التكلفة والقدرة.
أزمة ستيلانتس في أميركا
تُعدّ شركة ستيلانتس المالكة لعلامات كرايسلر (Chrysler)، ودودج (Dodge)، وجيب (Jeep)، وفيات (Fiat)، وسيتروين (Citroen)، وبيجو (Peugeot).
وتتركز مشكلات ستيلانتس الحالية في الولايات المتحدة، حيث كان بيع سيارات "جيب" وشاحنات البيك-أب الباهظة الثمن حتى الآن هو محرك الربح للشركة.
ولكن مع تراجع الطلب، أصبحت رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم عالقة بمخزون مرتفع؛ ما أجبرها على خفض الأسعار، وقد أدى ذلك إلى خفض أرباحها التشغيلية بنسبة 40% في النصف الأول من 2024.
ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، ستزيد الشركة من الحسومات للمستهلكين في الولايات المتحدة لتسريع خفض مخزون الوكلاء، وخفض الإنتاج أكثر مما أُعلِنَ سابقًا.
وزار الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتس كارلوس تافاريس، ديترويت الشهر الماضي، لتطوير إستراتيجية لإصلاح عملياتها المتعثرة في أميركا الشمالية.
ومن المتوقع أن يؤدي التحذير اليوم الإثنين الذي يكشف حجم المشكلات بالأعمال التجارية في الولايات المتحدة، إلى زيادة الضغوط على "تافاريس".
فقد أعلنت الشركة، في أغسطس/آب 2024، أنها ستسرّح ما يصل إلى 2450 عاملًا في مصنع تجميع خارج ديترويت، مع إنهاء إنتاج شاحنتها رام 1500 كلاسيك، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
واتهم اتحاد عمال السيارات شركة ستيلانتس بخرق وعود العقد، وطلب من العمال في الولايات المتحدة الموافقة على الإضراب.
3 شركات تخفض توقعات الأرباح
جاء تحذير شركة ستيلانتس استمرارًا لتعليقات مماثلة من منافسين، بما في ذلك فولكسفاغن (Volkswagen) التي خفضت توقعات أرباحها السنوية يوم الجمعة (27 سبتمبر/أيلول 2024).
وخفضت شركة فولكسفاغن توقعاتها السنوية للمرة الثانية في 3 أشهر، إذ ألقت أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا باللوم على "بيئة السوق الصعبة" المتمثلة في ضعف المبيعات.
وتوقعت المجموعة الألمانية هامش ربح تشغيليًا بنحو 5.6% في عام 2024، بدلًا من نطاق يتراوح بين 6.5% و7.0%، في حين من المتوقع أن تنخفض المبيعات بنسبة 0.7% إلى 320 مليار يورو (356.7 مليار دولار)، بعد أن توقعت الشركة في البداية زيادة تصل إلى 5.0%.
وجاء التخفيض بعد أن خفضت فولكسفاغن هدفها في يوليو/تموز، مشيرة إلى تكاليف إغلاق مصنع "أودي" في بلجيكا.
وقالت فولكسفاغن، إنها تفكر في إغلاق مصانع في ألمانيا لأول مرة في تاريخها الممتد 87 عامًا، إذ تكافح شركة صناعة السيارات مع انخفاض الطلب على المركبات في أوروبا وصعود العلامات التجارية الصينية الأرخص، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة في صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times).
وقالت الشركة الألمانية: إن "التدهور في البيئة الاقتصادية الكلية له تأثير سلبي؛ ما قد يؤدي إلى المزيد من المخاطر".
وفي الأسبوع الماضي، خفضت مرسيدس بنز (Mercedes-Benz) -أيضًا- إرشادات أرباحها للعام بأكمله بسبب انخفاض المبيعات في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، إذ عانت العلامات التجارية الأجنبية من منافسة شرسة في الأسعار مع المنافسين المحليين.
وخفضت الشركة الألمانية المصنّعة للسيارات الفاخرة، بي إم دبليو (BMW)، في وقت سابق من هذا الشهر توقعاتها السنوية، إذ خصصت تكاليف دفع الضمان المتوقعة لأنظمة الفرامل المعيبة، وحذّرت من ضعف الطلب في الصين.
موضوعات متعلقة..
- أكبر شركة لصناعة السيارات عالميًا تستثمر 5.3 مليار دولار في تصنيع البطاريات
- أكبر شركة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية في العالم تخطط لجمع 1.5 مليار دولار
- أكبر شركة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية بالعالم تستثمر في إندونيسيا
اقرأ أيضًا..
- هل تتأثر أسعار النفط باغتيال حسن نصر الله؟.. مسؤول روسي يجيب
- حوض دلتا النيل البحري.. مصر تستكشف 223.2 تريليون قدم مكعبة من الغاز
- خطوات أرامكو لدعم تحول السعودية لأكبر منتج للهيدروجين عالميًا (تقرير)
- أنس الحجي: الطلب العالمي على النفط تحكمه 3 عوامل.. وهذا موقفنا من "كل مصادر الطاقة"