كهرباءالتقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة متجددة

تحول الطاقة في اليابان.. كيف تسير طوكيو لتحقيق أهداف الحياد الكربوني؟

سلمى محمود

تمثّل مسارات تحول الطاقة في اليابان أهدافًا إستراتيجية، إذ تعوّل عليها الحكومة لخفض معدلات الانبعاثات الكربونية في منطقة شرق آسيا.

ووفقًا لتفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، دفع اعتماد الحكومة اليابانية على الفحم مصدرًا رئيسًا لتوليد الكهرباء باتجاه تسريع تطوير تقنيات تساعد في الحدّ من الانبعاثات الكربونية.

ومن المقرر أن تطبّق طوكيو هذا النهج بالتوازي مع استمرار الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء لتعزيز أمن الطاقة، وتحقيق النمو الاقتصادي.

إزاء ذلك، تستهدف الحكومة اليابانية زيادة نسبة إسهام مشروعات الطاقة المتجددة ضمن مصادر توليد الكهرباء إلى 38% بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 27% استهدفتها العام الماضي (2023).

واستأثرت مشروعات الطاقة الشمسية بنسبة 11% من توليد الكهرباء في العام الماضي (2023)، تلتها الطاقة النووية التي استحوذت على نسبة 8%، ثم الطاقة الكهرومائية بنسبة 7%، في حين لم تتجاوز طاقة الرياح 1% من المعدل الإجمالي.

توليد الكهرباء بالفحم

بدأت أهداف تحول الطاقة في اليابان خطوات ملموسة، مع التزام طوكيو بتعهّد مجموعة الـ7 بالتخلص التدريجي من محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم بحلول عام 2035، أو ضمن جدول زمني يتماشى مع هدفها، لعدم تجاوز ارتفاع درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية.

ويعدّ الاتجاه أمرًا حيويًا للبلد الآسيوي الذي لا يمتلك الكثير من الموارد الطبيعية، وفق ما نشرته منصة أرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.

أكوام الفحم اللازم لتشغيل محطات الكهرباء في اليابان
أكوام الفحم اللازم لتشغيل محطات الكهرباء في اليابان - الصورة من رويترز

ولم تحدد اليابان جدولًا زمنيًا لتطبيق هدف التخلص التدريجي من استعمال الفحم لتوليد الكهرباء، لكنها التزمت بعدم بناء محطات جديدة تعمل بالوقود الملوث، حسبما أعلنت خلال مشاركتها في فعاليات قمة المناخ كوب 28، التي عُقِدت في دبي نهاية العام الماضي (2023).

وتملك أقل من 5% من محطات الفحم في اليابان موعدًا للتوقف عن التشغيل، بما يشمل أقدم المحطات وأقلّها كفاءة، وفقًا لتحليل أجرته شركة غلوبال إنرجي مونيتور.

وأعلنت اليابان التزامها بالتخلص التدريجي من المحطات غير المؤثرة بحلول عام 2030.

ويرى مراقبون أهمية تطبيق سياسة وطنية لإيقاف تشغيل محطات توليد الكهرباء بالفحم في اليابان التي بُنيت منذ العقد الماضي، في أعقاب كارثة مفاعل هيروشيما النووي.

تشجيع تحول الطاقة

تتبنى السلطات التشريعية خططًا لتشجيع تحول الطاقة في اليابان، من خلال تطوير سلاسل القيمة لاحتجاز الكربون وتخزينه (CCS) ومشروعات إنتاج الوقود النظيف مثل: الهيدروجين، والأمونيا.

إزاء ذلك، طلبت وزارة التجارة والصناعة اليابانية نحو 11.2 مليار ين (78 مليون دولار) لدعم مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، بما في ذلك مواقع التخزين، خلال العام المالي المقبل 2025 - 2026.

*العام المالي في اليابان يبدأ في أبريل/نيسان من كل عام، وينتهي في شهر مارس/آذار من العام التالي له.

وتستهدف الخطوة ضمان استمرار استعمال محطات الطاقة الحرارية.

وفي هذه الأثناء، حصلت وزارة التجارة والصناعة في العام المالي الجاري 2024-2025 على نحو 1.2 مليار ين لدعم مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه.

* الين الياباني = 0.0070 دولارًا أميركيًا.

مسارات بديلة

ترى الحكومة اليابانية أن مشروعات الطاقة المتجددة والطاقة النووية غير كافية لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، المدفوع بالأساس من نمو مشروعات الذكاء الاصطناعي.

ومقابل ذلك، تضغط التزامات الاستثمار العالمي على الحكومة اليابانية للدفع باتجاه تخفيض ​​الطلب على استعمال الفحم في البلاد.

إزاء ذلك، تستهدف الحكومة توسعة رؤيتها لتتضمن تقنيات تقلل استعمال الفحم ضمن خطط تحول الطاقة في اليابان، بدعم من مشروعات الطاقة المتجددة، مثل: طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وتؤكد الحكومة أهمية مسارات تحول الطاقة في اليابان، بما في ذلك التوسع بمحطات الطاقة الحرارية.

وتحفّز اليابان الوصول أهداف الحياد الكربوني بمنطقة شرق آسيا، عبر الاستعانة بمنصة مجتمعات آسيا للانبعاثات الصفرية (أزيك Azec) التي أُطلِقت عام 2022.

وتستحوذ دول آسيا والمحيط الهادئ على ما يقارب 50% من الانبعاثات الكربونية العالمية، بما يعادل 17.178 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وفقًا لإحصاءات وكالة الطاقة الدولية.

خزان في محطة للهيدروجين المسال في جزيرة مطار كوبي بمحافظة هيوغو اليابانية
خزان في محطة للهيدروجين المسال بجزيرة مطار كوبي بمحافظة هيوغو اليابانية - الصورة من موقع bloomberg

خفض الانبعاثات

أكدت 11 دولة آسيوية عضوة بمنصة أزيك (Azec) الحاجة إلى التعاون لتقليل الانبعاثات الناجمة عن محطات توليد الكهرباء بالفحم.

وتحدد المنصة خيارات تنفيذ الهدف، مثل: استعمال الغاز الحيوي، وتنفيذ مشروعات الهيدروجين والأمونيا، وغيرها.

والتزمت الصناعات اليابانية بتقليل انبعاثات الكربون في محطات توليد الكهرباء بالفحم، لتحقيق أهداف تحول الطاقة في اليابان.

وفي الوقت نفسه، تعهدت طوكيو أيضًا بتقديم نحو 70 مليار دولار لتحقيق أهداف الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم.

ويعدّ هذا التمويل جزءًا من المبالغ المالية التي تحتاج إليها بلدان قارة آسيا لتقليل انبعاثاتها الكربونية، والبالغة 28 تريليون دولار .

وأصدرت طوكيو جزءًا من سندات مناخية تقارب 139 مليار دولار، بما يتماشى مع مسارات تحول الطاقة في اليابان، وتهدف هذه السندات المناخية إلى زيادة حجم الدعم المالي المخصص من خلال منصة Azec لتقليل الانبعاثات في القارة عمومًا.

وتشير الخطوات السابقة إلى أن اليابان تسير على طريق خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 46% بحلول العام المالي 2030-2031، مقارنة بمستواها في العام المالي 2013- 2014، لتحقيق هدفها النهائي بالوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق