رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

أول زورق سحب يعمل بالأمونيا في العالم ينفّذ رحلته الأولى بنجاح

سلمى محمود

يشكّل أول زورق سحب يعمل بالأمونيا إضافة قوية في عالم النقل منخفض الكربون، في ظل توسعات ونشر تقنيات تهدف إلى تقليص انبعاثات قطاع الشحن البحري.

وأكمل الزورق رحلته البحرية الأولى بنجاح في خطوة تعزز إمكانات قطاع الشحن البحري للتحول تجاه تحقيق أهداف الحياد الكربوني للمنظمة البحرية الدولية (أي إم أو IMO)، بحلول عام 2050.

وبحسب التفاصيل التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، انتهت شركة (أموغي Amogy) الأميركية من تنظيم الرحلة الأولى لزورق السحب (إن إتش 3 كراكين NH3 Kraken)، دون أن يطلق أي انبعاثات كربونية.

وأبحر الزورق من أحد روافد نهر هدسون الذي يمر عبر الجزء الشرقي من ولاية نيويورك الأميركية، في 23 سبتمبر/أيلول 2024.

وبُني الزورق عام 1957، واستُعمل في مشروعات تكسير الجليد في السنوات الأخيرة، حتى بيع إلى شركة أموغي الأميركية.

إمكانات تقنية

يُظهر أول زورق سحب يعمل بالأمونيا في العالم الإمكانات التقنية التي تمتلكها شركة أموغي لتكسير الأمونيا السائلة (إن إتش ثري NH3) وتحويلها إلى الهيدروجين والنيتروجين، يلي ذلك توجيه الهيدروجين إلى إحدى خلايا الوقود ثم توليد الكهرباء دون أي انبعاثات كربونية.

وتُعد هذه التقنية مصدرًا نظيفًا ومستدامًا للقطاعات التي يصعب خفض الانبعاثات منها مثل الشحن البحري، ومشروعات توليد الكهرباء، وفق تقرير أوردته منصة "أوفشور إنرجي" (offshore-energy).

زورق السحب الذي طورته شركة أموغي الأميركية
زورق السحب الذي طوّرته شركة أموغي الأميركية - الصورة من موقع apnews

جهزت شركة أموغي الزورق، وزوّدته بمنظومة لتحويل الأمونيا إلى كهرباء، وتُنتَج الأمونيا الخضراء المستعملة به من مشروعات طاقة متجددة.

إزاء ذلك، يُعد أول زورق سحب يعمل بالأمونيا في العالم بمثابة أكبر وأهم نموذج تطبيقي للشركة الأميركية استعمل التقنيات لإنتاج مشروعات صديقة للبيئة.

وقال الرئيس التنفيذي، المؤسس المشارك لأموغي -وهي شركة مطورة أميركية متخصصة في حلول تحويل الأمونيا إلى كهرباء- سيونغون وو، إن الحكومات والمنظمات الصناعية مثل المنظمة البحرية الدولية حددت أهدافًا متشددة للحد من الانبعاثات الكربونية.

مستهدفات ضرورية

قال سيونغون وو، إن هذه المستهدفات قد تبدو صعبة لكنها ضرورية، وتثبت نجاح الشركة في تشغيل أول زورق سحب يعمل بالأمونيا في العالم دون انبعاثات كربونية.

وأضاف أنه بعد نجاح تشغيل الزورق، اكتسبت شركته معرفة قيمة تساعدها على المضي قدمًا بسرعة للتسويق التجاري للمشروع، بهدف تعميمه.

ولفت إلى أن تقليل الانبعاثات الكربونية بقطاع النقل البحري هدف سهل التحقيق، لافتًا إلى أن تشغيل أول زورق سحب يعمل بالأمونيا في العالم مجرد بداية لشركة أموغي لإطلاق مشروعات مثيلة.

واتصالًا بهذه الخطوات، تعتزم الشركة الأميركية استعمال الخبرة المكتسبة عقب انطلاق الرحلة البحرية الأولى للزورق لتطبيق تقنية تكسير الأمونيا السائلة في مشروعات التجديد والبناء والتجهيز المشابهة.

وتخطط الشركة الأميركية تنفيذ عقود موقعة في هذا السياق، بالتعاون مع عدد من المؤسسات مثل: شركة بناء السفن الكورية الجنوبية وصيانتها هانوا أوشن، وشركة تيروكس النرويجية المتخصصة في كهربة آلات ومعدات البناء الثقيلة وحفر الأنفاق.

زورق السحب الذي طورته شركة أموغي الأميركية
زورق السحب الذي طوّرته شركة أموغي الأميركية - الصورة من موقع techxplore

انبعاثات الشحن

تُعد صناعة الشحن البحري مسؤولة عما يقارب 3% من الانبعاثات الكربونية عالميًا، وفقًا لبيانات صادرة عن منظمة النقل والبيئة غير الحكومية التي توجد في بلجيكا.

وأكملت الشركة الأميركية رحلة أول زورق سحب يعمل بالأمونيا في العالم ضمن محاولاتها لإثبات الإمكانات الضخمة التي تتمتع بها الأمونيا، لإحداث تغييرات كبيرة في صناعة الشحن، بجانب إمكان استعمالها في المصادر الأخرى لتوليد الكهرباء في المستقبل.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أموغي، إن الأمونيا تُعد ثاني أكبر المواد الكيماوية إنتاجًا، ولفت إلى تداول 20 مليون طن منها في نحو 200 ميناء بالعالم سنويًا.

وأضاف أن تحوّل الاعتماد الأساسي لدى صناعة الشحن البحري نحو استعمال الأمونيا وقودًا أمر قابل للتحقيق، ويمكن تطبيقه بسرعة.

وتستعد شركة أموغي لإطلاق دراسة حالة لتوفير تفاصيل تقنية إضافية عن أول زورق سحب يعمل بالأمونيا في العالم خلال الشهور المقبلة.

واتفقت الشركة مع عدة مؤسسات -من بينها شركة بوسكو الكورية الجنوبية لصناعة الصلب، وجامعة سيول الوطنية، والمكتب الأميركي للشحن- في وقت سابق من شهر سبتمبر/أيلول الجاري لاستكشاف الجدوى التكنولوجية لحلول تكسير الأمونيا بحريًا.

واستهدفت هذه الشراكة -أيضًا- محاولة توفير وقود هيدروجين منخفض التكاليف والصديق للبيئة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق