إكوينور النرويجية تنسف جدوى مشروع نقل الهيدروجين إلى ألمانيا
أسماء السعداوي
قرّرت شركة الطاقة الحكومية إكوينور النرويجية إلغاء مشروع مقترح لإنشاء خط أنابيب لنقل الهيدروجين إلى ألمانيا، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقُدّرت استثمارات المشروع -مبدئيًا- عند أكثر من 3.3 مليار دولار، لكنها ارتفعت إلى ما يصل إلى 6.70 مليار دولار.
وكان خط الأنابيب سينقل الهيدروجين الأزرق المنتج بوساطة الغاز الطبيعي مع استعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه لتشغيل محطات الكهرباء العاملة بالغاز والجاهزة للعمل بالهيدروجين مستقبلًا.
يأتي إعلان إكوينور ليضيف إلى نكسات تعرّضت لها شبكة الهيدروجين في ألمانيا مؤخرًا، ومنها توقف قطارات الهيدروجين خلال سبتمبر/أيلول الجاري (2024) بسبب نقص الإمدادات، كما انفجرت محطة للتزود بوقود الهيدروجين بعد أسبوع واحد من افتتاحها في نهاية يونيو/حزيران.
وتعوّل ألمانيا على الهيدروجين لتحقيق أهدافها المناخية والحياد الكربوني بحلول عام 2045، وأطلقت في العام الماضي (2023) إستراتيجية طموحة لبناء شبكة بطول 10 آلاف كيلومتر تقريبًا، لكن طالتها اتهامات بكونها أعلى تكلفة من شبكة الغاز الحالية بنسبة 87%، وتحمّل المواطنين تكاليف مرهقة.
قرار شركة إكوينور
أرجع المتحدث باسم شركة إكوينور ماغنوس فرانتزن إيدسفولد قرار إلغاء خطط الاستمرار في مشروع خط أنابيب نقل الهيدروجين الأزرق من النرويج إلى ألمانيا إلى كونه "باهظًا للغاية" فضلًا عن "عدم كفاية الطلب" وعدم وجود إطار تنظيمي مناسب.
وقال عن تكلفة المشروع المقدرة لاحقًا بين 4 و6 مليارات يورو (4.46 - 6.70 مليار دولار): "لم يكن هناك وضوح من الناحية التنظيمية ولا المستهلكين".
(اليورو= 1.12 دولارًا أميركياً)
وفيما يعكس مخاوفها تجاه السوق الألمانية، قالت إكوينور إن غياب إطار العمل وحالة السوق عرقلا كلًا من العرض والطلب.
وبحسب المتحدث، فالمشروع غير صالح للتنفيذ، وبناء على ذلك قررت إكوينور -وهي أكبر شركة نفط وغاز في النرويج- وقف تطوير خطط إنتاج الهيدروجين ذات الصلة التي كانت "في مرحلة مبكرة للغاية"، وفق وكالة رويترز.
ويتسق قرار وقف خطط إنتاج الهيدروجين مع تصريح سابق للرئيس التنفيذي لإكوينور أندرس أوبيدال الذي قال، إن شركته لن تواصل تطوير المشروعات دون تعهدات ثابتة وطويلة الأمد مع المشترين الأوروبيين لاستيراد الهيدروجين.
وبدأ المشروع بإبرام مذكرة تفاهم بين إكوينور وشركة "آر دبليو إي" الألمانية (RWE) في يناير/كانون الثاني (2022) بهدف بناء سلسلة لتوريد الهيدروجين، ومنها خط أنابيب بتكلفة 3 مليارات من اليوروات (3.35 مليار دولار)، لتشغيل محطات الكهرباء الألمانية بهدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة عبر إنهاء حرق الفحم.
ووفق ما جاء في الخطط الأولية التي اطلعت على تفاصيلها منصة الطاقة المتخصصة، سينقل الخط 4 ملايين طن الهيدروجين سنويًا أو ما يعادل 135 تيراواط/ساعة، وهو ما كان يعادل إجمالي إنتاج الطاقة الكهرومائية في النرويج.
وعادةً ما تستعمل بعض دول أوروبا وحدات القياس "غيغاواط" و"تيراواط" في تعاملاتها الخاصة بالغاز ويعادل (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز).
وبناء على ذلك التصور، كان بناء أنبوب نقل الهيدروجين إلى ألمانيا مُجديًا من حيث التكاليف، كما كان سينقل الهيدروجين الأخضر المنتج بوساطة أجهزة التحليل الكهربائي التي تستعمل مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح.
الهيدروجين في ألمانيا
في حال استمراره، كان المشروع سيصبح أول خط بحري من نوعه لنقل الهيدروجين في العالم.
ووفق تقديرات أولية، كان سينقل الهيدروجين الأزرق سنويًا من النرويج إلى ألمانيا ومن ثم إلى أوروبا ككل بحلول نهاية العقد الجاري في عام 2030.
وفي مرحلة لاحقة، كانت إكوينور سترفع الطاقة التصديرية للخط إلى 2.5 مليون طن، وهو ما يعادل 100 تيراواط/ساعة.
وبناء على اتفاق العام الماضي مع إكوينور، كان الإنتاج سيُوجه إلى محطات الكهرباء، لكن ألمانيا قررت دعم بناء 4 محطات كهرباء عاملة بالغاز وقابلة للتحويل إلى العمل بالهيدروجين بقدرة 10 غيغاواط، بما يصل إلى 17 مليار دولار في صورة إعانات.
ورغم أن ألمانيا تعوّل على الهيدروجين للتحول عن الغاز والفحم، قالت إن دعم تلك المحطات جزء من جهود تكملة الإمدادات المتقطعة لمصادر الطاقة المتجددة، ولتسريع التحول إلى مصادر أقل من حيث انبعاثات الكربون.
ووفق الخطط، سيجري تحويل المحطات الجديدة بتكلفة 16 مليار يورو للعمل بالهيدروجين بحلول عام 2035- 2040.
بالإضافة إلى توليد الكهرباء، تسعى ألمانيا أيضًا لاستعمال الهيدروجين في كهربة صناعات مثل الصلب، لكن شركات القطاع ذاته لم تتخذ قرارات استثمارية في هذا الشأن بعد، وهو ما يؤكد شكوك إكوينور بشأن حجم الطلب على الهيدروجين في ألمانيا.
وتوصلت دراسة مشتركة موّلتها حكومتا ألمانيا والنرويج في 2023 إلى أن مشروع خط أنابيب الهيدروجين "قابل للتنفيذ من الناحية الفنية"، مع إمكان إكماله بحلول عام 2030.
لكن الشركة المشغلة لخطوط الأنابيب البحرية الحكومية النرويجية "غاسكو" (Gassco) علّقت على قرار إكوينور بالقول إنه "من المبكر للغاية التوصل لأي استنتاجات".
وعلاوة على ألمانيا، سيؤثر إلغاء المشروع في توقعات أوروبا بتلبية الطلب على الوقود عبر 6 ممرات هيدروجين مقترحة.
وتستهدف القارة العجوز إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر، وتصدير 10 ملايين طن أخرى بحلول عام 2030.
موضوعات متعلقة..
- إكوينور تتخارج من قطاع الرياح البحرية في فيتنام
- نتائج أعمال إكوينور في الربع الثاني 2024 تهبط بالأرباح 4%
- إكوينور تحرز تقدمًا مهمًا في مشروع نفط وغاز كبير
اقرأ أيضًا..
- سلسلة إمدادات المعادن الحيوية.. ما هي البلدان الرائدة عالميًا؟
- استقرار عدد حفارات النفط الأميركية عند أعلى مستوى منذ يونيو 2024
- إنتاج الجزائر من الغاز ينخفض 4.7 مليار متر مكعب في 7 أشهر
- 5 ملفات دعّمت تجديد الثقة في صالح الخرابشة وزيرًا للطاقة الأردني