رغم تداعيات تغير المناخ.. 40% من غابات الأمازون دون حماية (تقرير)
نوار صبح
يُلحق تغير المناخ أضرارًا كبيرة بمساحات شاسعة من غابات الأمازون المطيرة، التي تنطوي على أهمية بالغة في حماية الكوكب من تأثير الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
يأتي ذلك على الرغم من الصمود النسبي لغابات الأمازون في مواجهة التقلبات المناخية على مدى 65 مليون عام، وفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في المقابل، أثار احتمال وصول نظام غابات الأمازون البيئي إلى نقطة تحول قريبًا، ما يؤدي إلى انهيار واسع النطاق، قلقًا عالميًا.
وتتعرّض المنطقة حاليًا لضغوط غير مسبوقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الشديد وإزالة الغابات والحرائق.
ضرورة حماية غابات الأمازون المطيرة
يتفق العلماء على أن حماية غابات الأمازون المطيرة أمر حيوي لمكافحة الاحتباس الحراري العالمي، لكن بيانات جديدة يوم الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول 2024، تشير إلى أن مساحات شاسعة من الغابة هي الأكثر أهمية لمناخ العالم ما تزال غير محمية، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز (Reuters).
من ناحية ثانية، لم يتلقَ ما يقرب من 40% من مناطق غابات الأمازون المطيرة المهمة للحد من تغير المناخ حماية حكومية خاصة، سواء بصفتها محميات طبيعية أو أصلية، وفقًا لتحليل أجرته مؤسسة أمازون كونزرفيشن Amazon Conservation غير الربحية المعنية بحماية الغابات المهمة في العالم.
وتقع هذه المناطق في أقصى الجنوب الغربي من الأمازون في بيرو، وأقصى الشمال الشرقي في البرازيل وغايانا الفرنسية وسورينام، وفقًا للبيانات.
وقال المشرف على مشروع مراقبة مناطق الأمازون الأنديزية إم إيه إيه بي (MAAP) التابع لمؤسسة أمازون كونزرفيشن، مات فينر: إن هذه الأجزاء من الأمازون تضم أكبر الأشجار وأكثرها كثافة وأكثر غطاء مظلة مستمر.
ويشير هذا إلى أن المناطق تحتوي على أكبر قدر من الكربون، الذي سينطلق في الغلاف الجوي على صورة غازات دفيئة يسبب الاحتباس الحراري إذا دمره الحريق أو قطع الأشجار.
تحليل بيانات جديدة
حلّلت مؤسسة أمازون كونزرفيشن بيانات جديدة من شركة التصوير عبر الأقمار الاصطناعية بلانيت Planet التي استعملت الليزر للحصول على صورة ثلاثية الأبعاد لغابات الأمازون ودمجتها مع نماذج التعلم الآلي.
وجرى النظر فقط في الغطاء النباتي فوق الأرض، وليس الكربون الجوفي في الجذور والتربة، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز (Reuters).
ويظهر تحليل مشروع مراقبة مناطق الأمازون الأنديزية أن 61% من مناطق ذروة الكربون في الأمازون تُعد محميات أصلية أو أراضي محمية أخرى، ولكن الباقي ليست له تسمية رسمية بصورة عامة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في البرازيل وسورينام وغايانا الفرنسية، يكون مستوى الحماية أقل، إذ جرى تصنيف 51% فقط من مناطق ذروة الكربون للحماية.
بدورها، تحمي بيرو نسبة أعلى من مناطقها الحيوية، ولكن جرى تخصيص بعض المناطق التي تُركت دون حماية للقطع، ونشر مشروع مراقبة مناطق الأمازون الأنديزية MAAP تحليلًا خلال الشهر الماضي يُظهر أن غابات الأمازون تحتوي على 71.5 مليار طن من الكربون، أي ما يقرب من ضعف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية لعام 2022.
وأظهر هذا التحليل أن غابات الأمازون امتصت بالكاد كمية من الكربون أكثر مما أطلقته في العقد الذي سبق عام 2022، وهي إشارة إيجابية لمناخ العالم.
تجدر الإشارة إلى أن هذه البيانات تظل مجالًا للنقاش المكثف، إذ أظهرت دراسات أخرى أن الأمازون قد تحول ليصبح مصدرًا للانبعاثات.
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: الغاز الروسي إلى أوروبا لن يتوقف.. وحالة واحدة تعرقل صادراته
- الاحتباس الحراري يزيد طاقة الرياح 9% نهاية القرن الحالي (دراسة)
- السيارات الكهربائية في أميركا تواجه عزوفًا متصاعدًا للمستهلكين (مسح)