رئيسيةأخبار النفطنفط

أدنوك الإماراتية تقترب من إنجاز أكبر صفقة استحواذ في أوروبا

بقيمة 15.90 مليار دولار

سامر أبو وردة

اقتربت صفقة استحواذ أدنوك الإماراتية على شركة ألمانية متخصصة في البتروكيماويات من الانتهاء، وسط توقعات بزيادة قيمة العرض المُقدم إلى ما يقرب من 16 مليار دولار.

ووفقًا لتقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اليوم الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول 2024، يُتوقع أن تُقدم الشركة الإماراتية عرضًا رسميًا بقيمة 14.4 مليار يورو (15.90 مليار دولار أميركي)، بما في ذلك الديون، للاستحواذ على شركة كوفيسترو الألمانية للكيماويات (Covestro).

وفي حال إنجاز الصفقة، فسوف تكون أكبر صفقة استحواذ في تاريخ أدنوك الإماراتية وأكبر صفقة استحواذ في أوروبا هذا العام (2024)، بالإضافة إلى أنها واحدة من أكبر الصفقات النقدية على الإطلاق في قطاع الكيماويات، والمرة الأولى التي تشتري فيها دولة خليجية شركة من مؤشر داكس 40.

وقُدّرت تكلفة بناء مرافق كوفيسترو من الصفر بما يزيد على 90 يورو للسهم (99.4 دولارًا)، وهو ما يفوق بكثير السعر الذي من المُتوقع أن تتقدم به أدنوك، البالغ 62 يورو للسهم (68.47 دولارًا).

(اليورو = 1.10 دولارًا أميركيًا)

مساعي أدنوك لإنجاز الصفقة

أجرى وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك الإماراتية الدكتور سلطان الجابر، خلال الأسبوع الأخير من شهر أغسطس/آب الماضي، زيارة إلى ألمانيا من أجل إتمام المفاوضات، بحسب ما أوردت "فايننشال تايمز".

ودخل الجانبان في محادثات لأكثر من عام؛ إذ رفضت شركة كوفيسترو سلسلة من العروض الأقل.

الرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك الإماراتية الدكتور سلطان الجابر - الصورة من موقع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتية
الرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك الإماراتية الدكتور سلطان الجابر - الصورة من موقع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتية

وفي 24 يونيو/حزيران الماضي، رفعت أدنوك الإماراتية عرضها الخاص بالاستحواذ على الأسهم إلى 62 يورو (68.47 دولارًا) من 60 يورو (66.27 دولارًا)، مشيرة إلى أن هذا العرض بقيمة 62 يورو (68.47 دولارًا) للسهم هو النهائي بالنسبة إليها، وأنها لن ترفع عرضها الخاص بسعر السهم مرة أخرى.

وأتت خطوة رفع العرض للاستحواذ من أدنوك لسرعة إنجاز الصفقة، إذ كانت قد قدّمت عروضًا أقل في المراحل الأولى من المفاوضات، بداية من 55 يورو (60.75 دولارًا) للسهم.

وعدَّت شركة كوفيسترو العرض الأخير نقطة بداية مفاوضات اتفاقية الاستحواذ، إذ أبدت موافقتها على فتح دفاترها وتبادل المعلومات مع أدنوك، لمساعدتها في تأكيد العرض وتسريع وتيرة المفاوضات.

وفي السنوات الـ6 الماضية، لم تُتداول أسهم كوفيسترو أعلى من سعر العرض المحتمل من قبل أدنوك الإماراتية.

ويرى المحللون في تي دي كاون، أن العرض الإرشادي الذي قدمته أدنوك يمثّل علاوة بنحو 50% على سعر السهم غير المضطرب.
وخلال عام 2023، كانت أرباح كوفيسترو، قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، أقل من ثلث ما حققته في عام 2021.

شركة كوفيسترو

تعمل شركة كوفيسترو، المنبثقة عن تكتل باير للأدوية والمواد الكيميائية (Bayer) في عام 2015، في إنتاج البلاستيك والمواد الكيماوية للبناء والهندسة.

وتُعد كوفيسترو جوهرة الصناعة الألمانية، ويقع مقرها الرئيس في ليفركوزن في قلب المنطقة الصناعية في شمال الراين وستفاليا.

وتُنتج كوفيسترو الألمانية نوعين من المواد الكيميائية، هما إم دي آي (MDI) وتي دي آي (TDI)، لصنع أشكال مختلفة من رغوة البولي يوريثان، والبولي كربونات.

يُستعمل البولي كربونات في المصابيح الأمامية للسيارات، وفتحات السقف، والديكورات الداخلية للسيارات الكهربائية، في حين يُستعمل البولي يوريثان في صناعة الثلاجات ومقاعد السيارات والوسائد والمراتب.

وتعتمد العديد من المواد الكيميائية التي تنتجها شركة كوفيسترو على النفط، لكن الشركة الألمانية تعمل على إجراء تجارب لاستعمال البدائل النباتية والنفايات، وإعادة التدوير.

ويضع تخصص شركة كوفيسترو في رغوة البولي يوريثان في منتصف اتجاه كبير نحو التحول في مجال الطاقة، إذ تعمل البلدان على جلب مزيد من اللوائح المتعلقة بالعزل وكفاءة الطاقة.

كما ستستفيد أعمال البولي كربونات في كوفيسترو مع سعي مصنعي السيارات الكهربائية إلى استبدال البلاستيك القوي خفيف الوزن بالمعادن.

شعار شركة كوفيسترو الألمانية أمام مقرّها - الصورة من رويترز
شعار شركة كوفيسترو الألمانية أمام مقرّها - الصورة من رويترز

وقال المحلل في شركة كيبلر شوفرو كريستيان فيتز، إن شركة كوفيسترو كانت مناسبة تمامًا لطموحات أدنوك الإماراتية للاستفادة من التكنولوجيا المستدامة، إذ كانت الرغوات والمواد الكيميائية التي تنتجها الشركة عوامل تمكين رئيسة، لجعل المباني أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة والسيارات الأخف وزنًا.

ومن شأن الصفقة أن توفّر لأدنوك القدرة على الوصول إلى مجموعة عالمية من البنى التحتية، إذ ينتشر 17 ألفًا و500 موظف في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، مع وجود أقل من ثلث الإنتاج في ألمانيا، بالإضافة إلى قائمة عملاء مثالية.

مخاوف برلين من صفقات الاستحواذ

أثارت عمليات الاستحواذ الأجنبية على شركات ألمانية مخاوف في برلين بشأن مصير الميزة الصناعية في البلاد.

ففي عام 2016، استحوذت شركة الأجهزة الصينية ميديا ​​على مجموعة الروبوتات الصناعية كوكا، كما استحوذت شركة كارير (مقرها في الولايات المتحدة) على أعمال المضخات الحرارية المملوكة للعائلة فيسمان.

لكن صفقة الاستحواذ على شركة كوفيسترو من قبل شركة أدنوك الإماراتية لم تثر أي نقاش بين السياسيين.

وقالت وزارة الشؤون الاقتصادية الاتحادية إنها لا تستطيع التعليق على قرارات الأعمال أو المفاوضات بين الشركات، أو على اعتبارات افتراضية تتعلق بمراجعة الاستثمار.

من جانبها، قالت وزارة الاقتصاد في ولاية شمال الراين وستفاليا، إنها تتابع المفاوضات من كثب، وعدّت الاهتمام بالاستحواذ على كوفيسترو يظهر النظرة الإيجابية بشأن التوقعات المستقبلية للشركة.

وقال المحلل في سيتي سيباستيان ساتز، إن صناعة البلاستيك ربما لا تُعد ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة إلى ألمانيا.

وأضاف ساتز، أنه لا يتوقع أن تكون هناك أي مشكلات فيما يتعلق بمكافحة الاحتكار، لأنه لا يوجد تداخل حقيقي بينهما.

وأكمل: "كما أنهم قد يستثمرون مزيدًا من الأموال في كوفيسترو، وهذا لا ينبغي أن يكون له تأثير سلبي في العمالة لدى ألمانيا، لذلك لا نتوقع أي مقاومة مادية من جانب النقابات أيضًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق