أنسيات الطاقةأسعار النفطالتقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

هل تأثرت أسعار النفط بأنباء قصف الناقلة "أمجاد".. وما علاقة الإنتاج الليبي؟ (تقرير)

أحمد بدر

مع انخفاض أسعار النفط العالمية، ظهرت أحداث أخرى، كانت سببًا في تساؤلات كثيرة بشأن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وفي مقدّمتها أزمة السفينة السعودية في البحر الأحمر، والمفاوضات الليبية.

وفي هذا الإطار، يوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن موضوع ناقلة النفط السعودية "أمجاد"، التي تردَّد أن الحوثيين استهدفوها، أسهم في هذا الانخفاض.

وأضاف: "الخبر الذي انتشر أن الحوثيين ضربوا ناقلة نفط سعودية -تعدّ من أكبر ناقلات النفط في العالم- محمّلة بنحو مليونَي برميل من النفط، خلال قدومها من رأس تنورة، ولكن من تابعوا تغريدة "الطاقة" سيرون على الخريطة مكان الناقلة، التي كانت في ذلك الوقت أمام ميناء جدة".

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة" الأسبوعي، الذي يقدّمه الدكتور أنس الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إذ جاءت حلقة هذا الأسبوع تحت عنوان "مستجدات أسواق النفط والغاز".

استهداف ناقلة النفط السعودية

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إنّ ما تردد بشأن ضرب الحوثيين لناقلة النفط التي تملكها شركة البحري السعودية، أمر غريب جدًا، لا سيما أن هناك اتفاقًا سعوديًا حوثيًا بعدم إشعال الأمور أو زيادة التوترات في المنطقة، وهو ما يحدث بالفعل.

وأضاف: "ردًا على تساؤلات الناس حول ما يحدث، يجب توضيح أن الخبر لم يأتِ من مسائل الإعلام، وإنما جاء من الأميركيين أنفسهم، وتحديدًا من القيادة العسكرية المركزية الأميركية، بينما أعلنت شركة البحري لاحقًا، وكنت أتمنى أن تكون أسرع في إصدار هذه البيانات".

أسعار النفط

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن شركة "البحري" أصدرت بيانًا قالت فيه، إن السفينة بخير، ولم تتعرض للضرب، ولم تتأثر نهائيًا، إلّا أن هناك إشكالًا يجب شرحه، وهو أن المؤسستين العسكريتين البريطانية والأميركية، تبنّتا الخبر، وموجود في موقعيهما.

وتابع: "المؤسستان تخبران الإعلام وتصدران تقارير بناءً على اتصالات ناقلة النفط، أي -بمعنى آخر- إذا لم تتصل السفينة بهما، فإنهما لن تقولا أيّ شيء".

ومن ثم، وفق الحجي، فإنه من الواضح أنه كانت هناك عملية ضرب للسفن في المنطقة، فتواصَل قبطان ناقلة النفط مع الهيئات المعروفة حسب الإجراء المتّبعة، وأخبرهم أنه يتعرض للاستهداف، فتصوَّر الأميركيون أن الناقلة قد ضُرِبَت، بينما ضربَ الحوثيون ناقلة أخرى، وليس "أمجاد".

ولكن، عندما صدر التقرير الأميركي مرة أخرى من جانب القيادة المركزية، قال، إن الناقلة أمجاد تعرضت للقصف من جانب الحوثيين، لذلك فإن الخبر لم يصدر عن الإعلام، وإنما صدر عن الأميركيين، والخلاصة أن الناقلة لم تتعرض للضرب، وهذه نهاية الموضوع.

ولفت إلى أن هذا الخبر يثير موضوعًا أخر مهم جدًا، وهو أنه في حالة حدوث خطأ بالفعل، وضرب ناقلة محملة بمليوني برميل من النفط، ستحدث أكبر كارثة بيئية في تاريخ المنطقة، ومن ثم يجب أن يدرك الجميع أن هذا الأمر يجب أن يتوقف، بغضّ النظر عن الأهداف.

ناقلة نفط سعودية تابعة لشركة "البحري"
ناقلة نفط سعودية تابعة لشركة "البحري" - الصورة من "واس"

وأردف الدكتور أنس الحجي: "الكارثة البيئية ستؤدي إلى مشكلات كثيرة، بالإضافة إلى أنها ستقتل الثروة السمكية وكل الأحياء في البحر، كما أنها ستؤثّر مباشرة في المواني وحركة البواخر وكل هذه الأمور".

بالإضافة إلى ذلك، ستمتد آثارها لسنوات طويلة من جهة، وتشوّه سمعة الدول النفطية وسمعة النفط من جهة أخرى، كما أنه ليس من مصلحة الحوثيين حدوث كارثة ضخمة على شواطئهم أو على حدود بلادهم.

أسعار النفط وتوقف الإنتاج الليبي

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك موضوعًا آخر، وهو توقّف النفط الليبي والتدخل الأميركي لإنهاء وقف الإنتاج.

ولفت إلى أن الأمور بدأت بإصدار محكمة إسبانية قرارًا بالقبض على صدام خليفة حفتر بتهمة الاتّجار في السلاح، فردَّ الابن بالسيطرة على حقل الشرارة، وهو أكبر حقل نفطي في ليبيا، ووقف الإنتاج فيه، بحجّة أن الشركة التي تديره -وهي "ريبسول"- إسبانية.

شعار شركة ريبسول الإسبانية
شعار شركة ريبسول الإسبانية - الصورة من موقعها الرسمي

وأضاف الدكتور أنس الحجي: "طبعًا هناك تساؤل حول الموضوع، لأنه لا يمكن أن تكون قيادات هذه الميليشيات بهذا الغباء، ويعرفون أن ريبسول شركة صغيرة لن تؤثّر في قرارات رئيسة وزراء إسبانيا ولا الملك، كما أن القضاء الإسباني مستقل عن القيادة التنفيذية".

وفجأة، وفق الحجي، ثار الخلاف على رئاسة مصرف ليبيا المركزي، فأقالت حكومة طرابلس رئيسه، ورفضت حكومة الشرق ذلك، فهرب رئيس المركزي إلى أوروبا، في حين قررت حكومة الشرق إغلاق المواني وكل الحقول التي يمكن السيطرة عليها.

وتابع: "هذا أمر غريب، فالحديث عن شخص واحد فقط، تخسر بسببه ليبيا 125 مليون دولار يوميًا، فزادت التساؤلات بشكل كبير، وبعد ذلك تتدخل الإدارة الأميركية وتطلب إعادة فتح الحقول".

وأشار إلى أن الحكومة الأميركية تخشى ارتفاع أسعار النفط قبل الانتخابات، ولكن أسعار النفط منخفضة بشكل كبير الآن، فلن تؤثّر في الانتخابات، ثم فجأة تتدخل الأمم المتحدة بقوة، وتجمع الأطراف المتصارعة، ويبدؤون التفاوض.

إنتاج النفط الليبي

وعن أسباب هذا التدخل، قال الدكتور أنس الحجي، إن هناك صندوقًا سياديًا للحكومة الليبية من أيام معمر القذافي، توجد فيه 70 مليار دولار مجمّدة، وستصوّت الأمم المتحدة بقيادة أميركا على الإفراج عنها ووقف تجميدها، فما الذي تعنيه خسارة 125 مليون دولار يوميًا مقابل خسارة 70 مليارًا؟.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق