حوض هيرودوت.. مصر تنافس 3 دول لاكتشاف 122 تريليون قدم مكعّبة من الغاز
دينا قدري
يتزايد الاهتمام بحوض هيرودوت لتعزيز احتياطيات النفط والغاز، في ظل السعي المستمر لتأمين الإمدادات بما يضمن تلبية الطلب المحلّي والصادرات على حدٍ سواء.
وفي أحدث تطور، طرحت وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر مزايدة عالمية جديدة لعام 2024، للتنقيب عن النفط والغاز في 12 مربعًا بالبحر المتوسط ودلتا النيل، من بينها 10 قطاعات بحرية وقطاعان برّيان، عبر الشركة القابضة للغازات الطبيعية المصرية (إيجاس).
ووفق تفاصيل المزايدة التي تنشرها حصريًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يقع مربع بحري واحد ضمن حوض هيرودوت، و9 مربعات في حوض دلتا النيل البحري، والمربعان البرّيان في حوض دلتا النيل البري.
ويمتد هيرودوت على مساحة 113 ألف كيلومتر مربع أسفل المياه الاقتصادية الخالصة لكل من مصر، وليبيا، وقبرص، واليونان، وتحاول مصر التنقيب عن النفط والغاز في الجزء الواقع بمياهها الاقتصادية.
احتياطيات حوض هيرودوت
تُقدَّر احتياطيات حوض هيرودوت من كميات الغاز غير المكتشفة بنحو 122 تريليون قدم مكعبة، حسب تقديرات الهيئات المعنية.
ويُعدّ هيرودوت أكبر الأحواض منطقة البحر المتوسط وأهمها من الناحية الجيولوجية، بسبب ما يحتويه من احتياطيات ضخمة محتملة، تتطلب الكثير من الجهد لاكتشافها واستخراجها.
ووفق دليل حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة، يحدّ حوض هيرودوت من الشرق حوض ليفانت، ومن الجنوب الشرقي حوض دلتا النيل، وستكون مصر أول دولة تبدأ خطوة التنقيب في هذا الحوض، من بين دول ليبيا وقبرص واليونان.
وتضم منطقة شرق المتوسط حوض ليفانت، الذي يمتد على مساحة 83 ألف كيلومتر مربع، ويبدأ من شمال مصر على طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط، مرورًا بسواحل فلسطين، ولبنان، وسوريا، وقبرص، حتى يصل إلى تركيا.
كما تضم المنطقة حوض دلتا النيل، الذى يمتد القسم الأكبر منه أسفل المياه المصرية، وهو يمتد على مساحة شاسعة تبلغ نحو 250 ألف كيلومتر مربع.
وقدّرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية متوسط حجم مصادر النفط والغاز غير المكتشفة والقابلة للاستخراج تقنيًا في حوض ليفانت، بنحو 1.7 مليار برميل من النفط، و122 تريليون قدم مكعّبة من الغاز، بالإضافة إلى 3 مليارات برميل من سوائل الغاز الطبيعي.
أمّا في حوض دلتا النيل، فقد بلغ متوسط تقديرات الهيئة الأميركية نحو 1.76 مليار برميل من النفط، ونحو 223.2 تريليون قدم مكعبة من الغاز، بالإضافة إلى 5.974 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعي.
وقال خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، خلال مشاركته في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن حوض هيرودوت يتشابه بشكل كبير جدًا مع حوض ليفانت.
وأشار إلى أن كميات الغاز التي ما زالت غير مكتشفة في حوض هيرودوت تكافئ الكميات نفسها الموجودة في حوض ليفانت؛ إذ إنه من المرجّح احتواؤه على كميات من الغاز غير المكتشفة، تُقدَّر بنحو 122 تريليون قدم مكعبة.
التنقيب عن النفط والغاز في مصر
وفق المعلومات التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تشمل مزايدة التنقيب عن النفط والغاز في مصر، المربع 1 شمال فوكا، الذي يقع في حوض هيرودوت الغني بالاحتياطيات.
ويقع المربع في الجانب الشمالي الغربي من مصر بالمياه الاقتصادية في المياه العميقة، ويمتد على مساحة 3131.47 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ عمق المياه 2500-2900 متر.
وتُعدّ شركة فرونتيير (Frontier) صاحبة الامتياز السابقة، ولا توجد آبار محفورة في المربع.
وحددّت شركة إيجاس شرطًا بألّا تتجاوز مرحلة استكشاف مربع شمال فوكا البحري 8 سنوات، ويجب تقسيمها إلى مدّتي استكشاف أو 3 مدد، لا تتجاوز كل منها 3 سنوات.
وتشمل مرحلة الاستكشاف الأولى إجراء البيانات الزلزالية ثلاثية الأبعاد، في حين تشمل مرحلتا الاستكشاف الثانية والثالثة حفر بئر واحدة لكل منهما.
وبعد الاكتشاف التجاري للنفط أو الغاز، يجب على المقاول أن يقدّم إلى إيجاس خطة تطوير، بما في ذلك خطة التخلّي عن المنطقة المطوّرة.
وتكون مدة كل عقد تطوير سواء للنفط أو الغاز 20 عامًا من تاريخ الموافقة على عقد التطوير، ويمكن تمديد مدة عقد التطوير مرتين حتى 5 سنوات في كل مرة، بناءً على طلب مكتوب من المقاول مكمّل بخطّة تطوير أو إنتاج تكميلية لشركة إيجاس، وخاضع لموافقة وزير البترول.
اتفاقية تطوير في حوض هيرودوت
ضمن مساعي التطوير المستمرة، وقّع تحالف دولي بقيادة شركة توتال إنرجي الفرنسية والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، في يناير/كانون الثاني 2021، اتفاقية استكشاف وإنتاج لمنطقة شمال رأس كنايس البحرية الواقعة في حوض هيرودوت قبالة سواحل مصر في البحر المتوسط.
وتُعدّ توتال هي مشغّل التحالف بحصّة 35%، وشل 30%، والشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبيك) 25%، وشركة ثروة للبترول 10%.
ووفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تغطي منطقة الاستكشاف هذه مساحة 4550 كيلومترًا مربعًا، وتمتد من 5 إلى 150 كيلومترًا من الشاطئ، مع أعماق مياه تتراوح من 50 مترًا إلى 3200 متر.
وعلّق نائب الرئيس الأول للاستكشاف في توتال كيفن ماكلاشلان، قائلًا: "يسرّ توتال تعزيز مكانتها في شرق البحر المتوسط بوصفها مشغّلًا لاتفاقية الاستكشاف والإنتاج هذه.. نحن متحمسون لإمكانات الاستكشاف في منطقة شمال رأس كنايس البحرية".
وتابع: "إن هذا يعزز وجودنا في مصر، بعد اكتشاف الغاز في يوليو/تموز 2020 مع بئر بشروش في رخصة شمال الحماد، والتي ستُطور من خلال الربط بالبنية التحتية القريبة الموجودة".
وتمتلك توتال حصة عاملة بنسبة 25% في رخصة شمال الحماد، إلى جانب المشغّل إيني (37.5%) وبي بي (37.5%).
المياه العميقة بحوض هيرودوت
في مارس/آذار 2021، أعلنت شركة شل البريطانية توقيع اتفاقيتين جديدتين للتنقيب عن النفط والغاز مع وزارة البترول والثروة المعدنية، في المياه العميقة بحوض هيرودوت، قبالة الساحل الغربي لمصر على البحر المتوسط.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، استحوذت شل على 67% من امتيازَي شمال مارينا وشمال كليوباترا بمساحة 6.8 ألف متر مربع، من خلال شركتها التابعة بي جي دلتا (BG Delta)، التي ستتولى العمليات.
ومُنحت الحصة المتبقية لشركة شيفرون، التي استحوذت على 27% من خلال شركتها التابعة نوبل إنرجي مصر (Noble Energy Egypt)، وشركة ثروة للبترول المملوكة للدولة، التي استحوذت على 10%، بحسب ما نقلته منصة "إنتربرايز" (Entreprise).
وكان من المفترض أن تبدأ أعمال الحفر في مناطق الامتياز خلال 3 سنوات من تصديق مجلس النواب على الاتفاقيات، وتستمر لمدة 3 سنوات.
وحينها، قال رئيس مجلس إدارة شركة شل في مصر خالد قاسم، إن الاتفاقيتين تأتيان متوافقتين مع إستراتيجية الشركة للتوسع في أعمالها بمشروعات الغاز في المناطق البحرية والمياه العميقة في مصر، بما يحقق أهداف الدولة من التنمية المستدامة.
وتكثّف الشركة أنشطتها الاستكشافية المتعددة في المواقع المصرية كافة، للإسهام في تحويل المنطقة إلى مركز إقليمي للطاقة.
موضوعات متعلقة..
- التنقيب عن النفط والغاز في مصر.. تفاصيل المزايدة العالمية لعام 2024 (خاص)
- شل تبدأ التنقيب عن النفط والغاز في مصر خلال 3 أشهر
- نبتون إنرجي تبدأ أعمال التنقيب عن النفط والغاز في مصر
اقرأ أيضًا..
- تقرير يحذر من قفزة أسعار النفط 400% حال توقف الاستثمارات الجديدة
- الطلب على الغاز الطبيعي قد يرتفع عالميًا 2.1% خلال 2024
- نقل الهيدروجين في أنابيب الغاز يواجه تحديات.. والجزائر والمغرب يترقبان التجربة
- تقنية ترفع كفاءة السيارات الكهربائية 4 مرات.. لأول مرة عالميًا