أسطول ناقلات النفط المتقادم يعرقل خطط التجديد
وتحديات تواجه بناء السفن العملاقة
نوار صبح
- سجلّ الطلبات لكل من ناقلات النفط والمنتجات توسّع بصورة كبيرة
- توقعات بأن يتجاوز عمر العديد من السفن 15 و20 عامًا بحلول ديسمبر/كانون الأول 2027
- بحلول ديسمبر/كانون الأول 2027 ستنخفض نسبة ناقلات النفط العملاقة الصغيرة إلى 9%
- توافر أرصفة ناقلات النفط الأكبر حجمًا انخفض بصورة كبيرة مقارنةً بالربع الأخير
يستمر أسطول ناقلات النفط المتقادم في عرقلة عمليات التجديد، وسط تحديات يواجهها قطاع أحواض البناء، وتراجع سجل الطلبات على السفن الجديدة.
وعلى الرغم من الارتفاع الكبير في طلبات الناقلات منذ النصف الثاني من عام 2022، فإن الطلب على المزيد من السفن الجديدة ما يزال حرِجًا، وفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقد توسّع سجل الطلبات لكل من ناقلات النفط والمنتجات بصورة كبيرة، ومن المتوقع أن تعزز عمليات التسليم إمدادات السوق حتى عام 2028، وفقًا لتقرير حديث صادر عن شركة إم بي شيب بروكرز السنغافورية MB Shipbrokers.
ويرى المحللون أن النمو يقابله إلى حدّ كبير الاعتماد الأسطول المتقادم، إذ من المتوقع أن يتجاوز عمر العديد من السفن 15 و20 عامًا بحلول ديسمبر/كانون الأول 2027.
ناقلات النفط العملاقة
بدءًا من أغسطس/آب 2024، تشكّل ناقلات النفط العملاقة الحديثة التي تتراوح أعمارها بين 0 و5 سنوات 18% من الأسطول، بينما تشكّل السفن القديمة التي تتراوح أعمارها بين 15 و20 عامًا 18% أخرى، وتمثّل تلك التي يزيد عمرها عن 25 عامًا 1% فقط من الأسطول النشط.
وتتوقع شركة إم بي شيب بروكرز أنه بحلول ديسمبر/كانون الأول 2027، ستنخفض نسبة ناقلات النفط العملاقة الحديثة إلى 9%، بينما ستزيد السفن القديمة التي تتراوح أعمارها بين 15 و20 عامًا، وتلك التي يزيد عمرها على 25 عامًا إلى 28% و8%، على التوالي.
ويتضح نمط مماثل في قطاعَي سويز ماكس وأفراماكس/ طويلة المدى 2، حسب موقع ريفييرا ماريتايم ميديا Riviera Maritime Media، المتخصص بأخبار وتحليلات صناعة الشحن البحرية العالمية، إذ من المتوقع أن تزيد حصة السفن من طراز سويز ماكس الأكبر سنًا، التي تتراوح أعمارها بين 20 و25 عامًا، من 15% إلى 17% على مدى السنوات الـ3 المقبلة، مع ارتفاع حصة السفن الأكبر سنًا التي يبلغ عمرها 25 عامًا أو أكثر من 2% إلى 9%.
وفي فئة أفراماكس، من المتوقع أن ترتفع حصة السفن الأكبر سنًا من 14% إلى 20%، ومن 2% إلى 6%، على التوالي، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تجدر الإشارة إلى أن حصة السفن الأصغر سنًا (من 0 إلى 5 سنوات) ستشهد ارتفاعًا طفيفًا في كلتا الفئتين، ومن المتوقع حدوث نقص بالسفن الأصغر سنًا في قطاع المدى المتوسط.
وبحلول ديسمبر/كانون الأول 2027، من المتوقع أن تنخفض حصة ناقلات النفط التي تتراوح أعمارها بين 0 و5 سنوات من 17% إلى 16%، وتلك التي تتراوح أعمارها بين 5 و10 سنوات من 23% إلى 18%.
وعلى العكس من ذلك، من المتوقع أن تمثّل الناقلات الأقدم التي يزيد عمرها عن 20 عامًا 22% من الأسطول في غضون 3 سنوات، ارتفاعًا من 12% حاليًا.
أحواض بناء السفن
تتزامن الحاجة إلى سفن جديدة مع وضع صعب في قطاع بناء السفن، إذ زاد وقت التسليم لحمولات ناقلات النفط من متوسط عامين خلال المدة 2016-2022، إلى 3 أعوام في عام 2024، وفقًا لشركة إم بي شيب بروكرز السنغافورية.
وتؤكد شركة إم بي شيب بروكرز أنّ توافر أرصفة ناقلات النفط الأكبر حجمًا انخفض بصورة كبيرة مقارنة بالربع الأخير، إذ تتنافس أحواض بناء السفن الكبرى على مشروعات مختلفة، بما في ذلك سفن الحاويات وناقلات الغاز المسال.
وفي قطاع ناقلات المنتجات النفطية، يلاحظ المحللون أن سعة أحواض السفن للسفن الأصغر حجمًا ما تزال متاحة من أوائل عام 2027، حسب موقع ريفييرا ماريتايم ميديا Riviera Maritime Media.
ويضيفون أن "عدد السفن التي يتجاوز عمرها 15 و20 عامًا يستمر في النمو، حتى لو كانت الفواصل الزمنية لعام 2027 مليئة بطلبات ناقلات المنتجات".
ويخلص التحليل إلى أن العديد من العوامل تشير إلى مدة طويلة من ضيق سعة بناء السفن، خصوصًا في الصين وكوريا الجنوبية.
التوازن بين الطلب والإلغاء
تشير البيانات الصادرة عن شركة إكسكلوسيف شيب بروكرز Xclusiv Shipbrokers اليونانية لسمسرة السفن إلى أنه طُلِب ما يقرب من 356 ناقلة على مستوى العالم من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز من هذا العام.
وأدى هذا الارتفاع في عمليات البناء الجديدة إلى دفع نسبة سجل الطلبات للأسطول إلى رقم مزدوج داخل فئات أفراماكس/ طويلة المدى 2 (18.2%) ومتوسطة المدى 2 (15.4%) وسويز ماكس (15.2%) من حيث الحمولة الساكنة.
بوجه عام، تمثّل عمليات البناء الجديدة نحو 11.8% من إجمالي أسطول الناقلات النشطة.
من ناحية أخرى، ما يزال نشاط الإلغاء ضعيفًا، وكانت العقوبات المفروضة على روسيا والطلب المرتفع على الناقلات القديمة في التجارة "الموازية" من العوامل المهمة التي أسهمت في هذا الاتجاه، وفقًا لشركة إكسكلوسيف شيب بروكرز.
ويشير المحللون إلى إلغاء 13.6 مليون طن من الحمولة الساكنة في عام 2021، حين انتشرت جائحة كوفيد-19، التي كبحت الطلب على النفط وأسعار الشحن.
اقرأ أيضًا..
- مزايدة التنقيب عن النفط والغاز في مصر.. 12 منطقة تبشّر باحتياطيات ضخمة (خاص)
- صفقة استحواذ عالمية تتضمن بيع أصول نفط وغاز في 3 دول عربية
- حقل القطيف السعودي.. 800 ألف برميل نفط يوميًا تعزّز اقتصاد المملكة