حقول النفط والغازرئيسيةسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقة

حقل منيفة السعودي.. قصة معركة أرامكو لاستثمار 11 مليار برميل نفط

أحمد بدر

في عام 1957 كانت السعودية على موعد مع اكتشاف نفطي مهم، تمثّل في حقل منيفة؛ فقد عزّز وجودها في قائمة الدول التي تضم أكبر حقول النفط في العالم، إلى جانب حقول أخرى.

إلا أن احتفاء السعودية بهذا الكشف لم يكتمل، إذ كانت المملكة أمام معضلة كبيرة، تتمثّل في كيفية الاستفادة من هذا الكشف، دون إخلال بالتوازن البيئي والحياة البحرية.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع النفط السعودي، فقد خاضت عملاقة النفط والغاز السعودية هذا التحدي، في عام 2006، لتؤكد أنها تمتلك القدرة والخبرة والمعرفة التي تمكّنها من استخراج ما في باطن الأرض وتحت سطح الماء، وفي أحلك الظروف.

ففي عام 2006، قررت الشركة العملاقة استثمار 10 مليارات دولار، في طريقها للبحث عن الطريقة المثلى لإنتاج النفط من حقل منيفة، الذي يقع قبالة سواحل المملكة، تحت سطح المياه الضحلة، والذي يشكل تحديًا بيئيًا كبيرًا لتقنياتها.

ويلبي الحقل العملاق -الذي يقع في المياه الإقليمية على الخليج العربي على بُعد 110 كيلومترات شمال مدينة الظهران شرق السعودية- جزءًا كبيرًا ومهمًا من طموح السعودية لزيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميًا، بحلول عام 2027، وهو الهدف الذي يقع ضمن أولويات إستراتيجية عملاقة النفط والغاز "أرامكو".

وللاطلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل منيفة السعودي

يُعد حقل منيفة النفطي مشروعًا مهمًا، يتجاوز كثيرًا من حقول النفط التي تسعى المملكة لاستغلالها وتحقيق أقصى استفادة منها، إذ يضم 6 مكامن، ويبلغ طوله نحو 45 كيلومترًا، وعرضه 18 كيلومترًا، وفق ما جاء في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لشركة أرامكو.

وبدأ الإنتاج الأولي من الحقل النفطي العملاق في عام 1964، أي بعد 7 سنوات من اكتشافه للمرة الأولى، إلا أن هذا الإنتاج لم يكن بالكميات المطلوبة، ولم يكن يتناسب مع قدرات الحقل، الذي كانت هناك تحديات أخرى تواجه تطويره.

فبجانب احتوائه على كميات ضخمة من النفط والغاز، كان التحدي الأكبر لاستخراج هذه الكميات من الموارد الهيدروكربونية هو ضرورة الحفاظ على محتوياته الأخرى، من أعشاب بحرية وشعاب مرجانية، وحياة بحرية مليئة باللؤلؤ والمحار والدلافين والسلاحف النادرة والثعابين البحرية، ومعظمها مهدد بالانقراض.

جانب من الحياة البحرية في منطقة منيفة
جانب من الحياة البحرية في منطقة منيفة - الصورة من "أرامكو"

وبحسب ما ذكرته شركة أرامكو، فإن التحدي البيئي الكبير تمثّل في أن النفط يقبع تحت سطح المياه الضحلة، ومن ثم كان يمكن أجهزة الحفر التقليدية الخاصة بهذا النوع من المياه أن تضر بالبيئة البحرية الحساسة هناك بصورة كبيرة، وهو ما عملت الشركة على تفاديه.

وفي سبيل كسب هذا التحدي، وتحقيق إنجاز في الوقت ذاته، بدأت الشركة التخطيط -من خلال مهندسيها ومسؤوليها والمتخصصين في حماية البيئة والجيولوجيين والمختصين بالحياة البحرية- لامتلاك تقنيات لم تتوفر بعد، والتعلم من خبرات المشروعات الأخرى المماثلة، لتجنّب أي إخفاقات.

وبدلًا من اتباع النهج السهل، المتمثل في إنشاء 30 منصة بحرية، توصل خبراء أرامكو إلى فكرة فريدة من نوعها، وهي تحويل أكثر من 70% من حقل منيفة البحري، ليصبح حقلًا بريًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وحقّقت أرامكو هذه المعادلة الصعبة، من خلال إنشاء 27 جزيرة اصطناعية، تعادل مساحة كل منها المساحة الإجمالية لنحو 10 ملاعب كرة قدم، وذلك باستعمال 45 مليون متر مكعب من الرمال المستخلصة من قاع البحر، لتصبح الجزر مواقع حفر برية فوق الحقل البحري.

وانتهى الأمر بحقل منيفة، ليصبح عبارة عن 27 جزيرة، و13 جسرًا رابطًا بين المواقع، و13 منصة بحرية، و15 موقعًا بريًا للحفر، بالإضافة إلى 350 بئرًا جديدة، ومرافق الحقن وخطوط الأنابيب، ومحطات لتوليد الحرارة والكهرباء تبلغ طاقتها 420 ميغاواط.

حقل منيفة النفطي
حقل منيفة النفطي - الصورة من رويترز

احتياطيات حقل منيفة

على الرغم من عدم وجود بيانات رسمية بشأن حجم احتياطيات حقل منيفة النفطي الواقع في المياه المغمورة على سواحل السعودية، فإن تقديرات غير رسمية أشارت إلى أن احتياطياته المؤكدة تبلغ نحو 11 مليار برميل من النفط الخام.

ومع بدء الإنتاج في عام 1964، كانت الطاقة الإنتاجية للحقل العملاق نحو 125 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، وقد ارتفعت هذه الإنتاجية بعد عمليات التطوير في عام 2011 إلى 500 ألف برميل يوميًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

إنتاج النفط السعودي

ويحتوي حقل منيفة على النفط من نوع الخام العربي الثقيل، إذ تعمل أرامكو على تخصيص إنتاجه لتغذية معامل التكرير في مصفاة ساتورب في الجبيل بواقع 400 ألف برميل يوميًا، ومثلها إلى مصفاة ياسرف في مدينة ينبع.

في الوقت نفسه، تذهب نحو 100 ألف برميل يوميًا إلى المنشآت الصناعية الواقعة قرب محيط منطقة الحقل على ضفاف الخليج العربي، ومع استمرار عمليات التطوير، نجحت أرامكو خلال عام 2017 في تحقيق هدف رفع إنتاج الحقل إلى 900 ألف برميل يوميًا.

 

يُشار إلى أن الإنتاج في حقل منيفة النفطي كان قد توقف في عام 1984 فقط، وذلك بسبب انخفاض الطلب على النفط الخام في ذلك الوقت، إلا أنه مع عودة معدلات الطلب العالمية إلى الارتفاع قررت المملكة بدء تطوير الحقل، في عام 2006، وذلك باستثمارات 11 مليار دولار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق