- تعطيل إمدادات الغاز المسال له تداعيات اقتصادية وسياسية عميقة
- الهجمات السيبرانية تستهدف تعطيل أنظمة الرقمنة لسرقة البيانات أو التطبيقات السرّية
- تتسبب الهجمات السيبرانية بحصول خلل في الأنظمة الرقمية لناقلات الغاز المسال
- يُعدّ الأمن السيبراني ظاهرة مستمرة، ولا تحدث لمرة واحدة
- الغاز الطبيعي المسال مكون مهم لإمدادات الطاقة العالمية
تُعدّ ناقلات الغاز المسال هدفًا إستراتيجيًا في خطط الحرب السيبرانية (الإلكترونية)؛ وذلك للأهمية القصوى التي يتمتع بها هذا الوقود منخفض الكربون بصفته مورد طاقة حيويًا للعديد من البلدان.
والحرب السيبرانية هي محاولة لإلحاق الضرر عمدًا بأشخاص أو مؤسسات عبر شنّ هجوم على أنظمتهم الرقمية (مثل أجهزة الحاسوب)؛ بهدف سرقة البيانات أو التطبيقات السرّية التي يعتمد عليها هؤلاء، أو حتى تعطيل الوصول إليها أو تدميرها.
ومن الممكن أن يَنتُج عن تعطيل إمدادات الغاز الطبيعي المسال آثار اقتصادية وسياسية لا تُحمَد عُقباها، بل يمكن أن تتخذ تلك الآثار أبعادًا جيوسياسيةً عميقةً.
ووفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يمكن للهجمات السيبرانية التي تستهدف ناقلات الغاز المسال أن تحقق أهدافها لصالح أشخاص أو مؤسسات أو دول، دون انخراطهم في صراع مُعلَنْ مفتوح.
تهديدات سيبرانية متزايدة
تواجه ناقلات الغاز المسال منعطفًا خطرًا في مواجهة التهديدات السيبرانية (الإلكترونية) التي باتت تستهدفها بمعدلات أسرع من أيّ وقت مضى، وفق نتائج دراسة بحثية حديثة بعنوان "زيادة التركيز على الأمن السيبراني لناقلات الغاز المسال"، نشرها موقع ريفييرا (riviera).
أشرف على الدراسة رئيس قسم الأمن السيبراني البحري في شركة التصنيف الدولية دي إن في (DNV)، سفانتي إينارسون، وكبير مستشاري الأمن السيبراني البحري في الشركة، غيوم ليليو.
وأوضحت الدراسة أنه مع تسارع وتيرة رقمنة عملياتها التجارية، أصبحت ناقلات الغاز المسال أكثر عُرضةً للتهديدات السيبرانية؛ ما أوجد حاجة ملحّة لتعزيز التدابير الأمنية لدرء تلك المخاطر، بحسب الدراسة.
وأسفرت الزيادة في الأنظمة الرقمية المُستعمَلة على متن ناقلات الغاز الطبيعي المسال وإدارة الشحنات وتقنيات الاتصال، عن نقاطٍ إيجابيةٍ عديدة غير مسبوقة، فيما يتعلق بجودة الأداء.
ومع ذلك، فقد فتح هذا التحول الرقمي -كذلك- الباب أمام إمكان شنّ هجمات سيبرانية؛ إذ تعني الطبيعة المتصلة بالإنترنت لتلك الأنظمة أن الخرق الواحد من الممكن أن يكون له تداعيات عميقة؛ ما يعرّض سلامة الناقلة والبيئة، بل وحتى سلاسل إمدادات الطاقة العالمية، للخطر.
وعلى الرغم من أن القواعد والمعايير الحالية تستهدف تخفيف تلك المخاطر، يكشف التقييم الذي أعدّته شركة "دي إن في" أنه ما يزال هناك الكثير من الأعمال التي يتعين فعلها في هذا الخصوص.
جهود مبذولة.. ولكن
وضعت المنظمة البحرية الدولية آي إم أو (IMO)، وغيرها من الهيئات التنظيمية، أطرًا للأمن السيبراني، غير أن تنفيذ تلك الإجراءات عبر صناعة ناقلات الغاز المسال ما يزال يفتقر إلى النسق الموحّد.
ومن الممكن أن تترك تلك الفجوة الموجودة بين السياسة والممارسة، ناقلات الغاز المسال عُرضةً لتهديدات سيبرانية معقّدة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتنوع التهديدات التي تواجه ناقلات الغاز المسال ما بين برامج الفدية (Ransomware)، وهجمات التصيد الاحتيالي، واختراق الأنظمة التي تُعدّ من بين أكثر أشكال التهديدات السيبرانية شيوعًا.
والتصيد الاحتيالي هو هجوم إلكتروني يستهدف اقناع الضحايا المحتملين بكشف معلومات حساسة، مثل كلمات المرور أو أرقام بطاقات الائتمان.
ومن الممكن أن تعرقل تلك الهجمات سريان العمليات التجارية المهمة، والتسبب في خسائر مالية، وتشويه السمعة.
حلول مقترحة
يقول تقرير "دي إن في": "يتعين على القطاع البحري أن يقرّ بخطورة التهديدات السيبرانية"، مضيفًا أن الصناعة بحاجة إلى أن تتبنّى موقفًا موحدًا في مواجهة تلك التهديدات.
ويطالب التقرير باستعمال قوانين تشفير أقوى مما هي عليه حاليًا، والتدقيق المنتظم بشأن الأنظمة الرقمية، وبذل جهود كبيرةٍ لتدريب الموظفين ورفع وعيهم بالأمن السيبراني.
إلى جانب ذلك، يسلّط التقرير الضوء على إمكان إسهام التقنيات الناشئة -مثل الذكاء الاصطناعي وسلسلة الكتل (البلوكتشين)- في تعزيز الأمن السيبراني، ومن الممكن أن تؤدي تلك التقنيات دورًا حيويًا في كشف التهديدات، أو تخفيف آثارها المحتملة.
ولا تقتصر التداعيات الناجمة عن تحديات الأمن السيبراني على أصحاب المصلحة المباشرين في قطاع الغاز الطبيعي المسال فحسب، بل إنها تمتد كذلك إلى مالكي السفن والمشغّلين والهيئات التنظيمية الذين لديهم جميعًا مصلحة قوية في ضمان حماية ناقلات الغاز المسال من التهديدات السيبرانية.
آثار عميقة
قد تكون الآثار الاقتصادية والتشغيلية للهجمات السيبرانية الناجحة على ناقلات الغاز المسال شديدةً، بما في ذلك التوقف المحتمل عن العمل، والخسائر المالية، إلى جانب تشويه السمعة على المدى البعيد.
ومستقبلًا، يُتوقع أن يستمر تطور تأثيرات الأمن السيبراني في ناقلات الغاز الطبيعي المسال؛ ما يستلزم من الصناعة البحرية أن تظل يقظة وقادرة على التكيف باستمرار.
ولا يُعدّ الأمن السيبراني ظاهرةً تحدث لمرة واحدة فحسب، بل هي عملية مستمرة؛ ما يتطلب من جميع الأطراف في الصناعة أن يجعلوا قضية الأمن السيبراني جزءًا لا يتجزأ من عملياتهم التجارية.
وفي النهاية، توقّع التقرير أن تؤتي تلك الإستراتيجية ثمارها في حماية ناقلات الغاز المسال، وسلسلة إمدادات الطاقة الأوسع نطاقًا، والسلامة البيئية.
مكمن الخطورة
هناك مخاطر كبيرة مرتبطة بعملية تجهيز الغاز الطبيعي المسال ونقله، كما أن اعتماد القطاع على التقنية الرقمية والأتمتة يعزز أهمية اتخاذ إجراءات قوية في مجال الأمن السيبراني.
وتشتمل عمليات الغاز الطبيعي المسال على استعمال مواد شديدة الاشتعال تحت ضغط شديد ودرجات حرارة منخفضة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن ثم، فقد ينتُج عن أيّ خرق للأمن السيبراني حصول ممارسات محظورة أو اضطرابات تشغيلية تؤدي إلى تسربات أو انفجارات؛ ما يخلّف تداعيات بالغة الخطورة على الأمن الوطني والسلامة والبيئة للدول.
ويبرُز الغاز الطبيعي المسال مكونًا مهمًا لإمدادات الطاقة العالمية، ومن الممكن أن تؤدي الاضطرابات الناجمة عن الهجمات الإلكترونية إلى خسائر اقتصادية فادحة نتيجة التوقف عن العمل وفقدان المُنتَج والأضرار التي تلحق بالبنية الأساسية.
يُشار إلى أن الغاز الطبيعي يكون أصغر حجمًا بنحو 600 مرة في حالته السائلة، من حالته الغازية.
موضوعات متعلقة..
- سوق ناقلات الغاز المسال تشهد اتفاقية جديدة
- روسيا تحشد "أسطول ظل" من ناقلات الغاز المسال.. استعدادًا للعقوبات
- قطر تتصدر تعاقدات ناقلات الغاز المسال الجديدة في الربع الأول من 2024
اقرأ أيضًا..
- حقل الظلوف البحري السعودي.. ثالث أكبر الحقول عالميًا بـ31 مليار برميل
- صفقة غاز مسال عربية ضخمة لمدة 15 عامًا
- مصر تطلق حزمة حوافز لتشجيع زيادة إنتاج النفط والغاز