بعد رحلة استمرت 6 أيام، وصلت شحنة الوقود الجزائرية إلى لبنان على متن الناقلة "عين أكر" إلى مرفأ طرابلس، في خطوة من شأنها أن تُسهم في حل جزء من أزمة انقطاع الكهرباء في لبنان.
ووفق بيانات تتبع السفن التي ترصدها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وصلت الناقلة الجزائرية، اليوم الثلاثاء 27 أغسطس/آب (2024)، إلى منشآت طرابلس للنفط، في الساعة 03:37 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، محملة بـ30 ألف طن من الوقود.
ومن المقرر تفريغ شحنة الوقود الجزائرية إلى لبنان في منشآت تخزين النفط في ميناء طرابلس، ولن تُضخ بمحطات الكهرباء، إذ سيجري الاحتفاظ بها إلى حين مبادلتها بنوع وقود يناسب محطات الكهرباء في لبنان.
وجهّزت شركة سوناطراك خلال الأسبوع الماضي أول شحنة وقود لإنقاذ لبنان من أزمة الكهرباء التي تفاقمت بعد نفاد مخزونات "الديزل" من محطات الكهرباء.
وكانت مؤسسة كهرباء لبنان قد أعلنت، يوم السبت 17 أغسطس/آب، نفاد كميات الوقود في مخازنها ولدى محطات توليد الكهرباء، الأمر الذي أوقف التيار كليًا عن جميع أراضي الدولة، بما في ذلك المرافق الأساسية، مثل المطار والسجون والميناء ومحطات المياه والصرف الصحي.
الناقلة عين أكر
انطلقت شحنة الفيول (الديزل الأحمر) الجزائري، مساء الأربعاء 21 أغسطس/آب (2024)، من ميناء سكيكدة النفطي، على متن ناقلة النفط "عين أكر IN ECKER" ويُطلق عليها أيضًا "إينيكر".
وأكدت سوناطراك أن الشحنة "مرحلة أولى"، ما يشير إلى إمكان إرسال شحنات أخرى إلى لبنان في وقت لاحق.
من جانبه، قال مستشار وزير الطاقة اللبناني طوني ماروني، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن الوزارة ستعمل على الفور لإجراء مناقصة لاستبدال نوع وقود يلائم طبيعة معامل الكهرباء في لبنان بالشحنة الجزائرية.
وأوضح أن ذلك سيجري خلال أيام، مقدمًا الشكر إلى دولة الجزائر على تعاونها ودعمها لبلاده في "المحنة" الحالية التي تمر بها، خاصة بقطاع الكهرباء.
وقبل قليل، قالت شركة النفط الجزائرية سوناطراك، في بيان حصلت عليه منصة الطاقة: إن "هذا الوقود (الشحنة المرسلة إلى لبنان) يتميّز بجودته العالية من حيث الكفاءة الطاقوية وانخفاض محتواه من الكبريت، وهو ما يُعدّ مطلبًا ضروريًا لإنتاج الكهرباء".
وتابعت: "تعكس هذه المبادرة التضامنية، التي تهدف إلى مساندة الشعب اللبناني الشقيق في محنته العصيبة، الروح الإنسانية والتضامنية التي تسود العلاقات بين الجزائر ولبنان".
وجاءت أول شحنة وقود من الجزائر إلى لبنان تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالمجيد تبون لدعم بيروت في الأزمة التي تعانيها حاليًا.
وأصدر الرئيس عبدالمجيد تبون يوم الأحد 18 أغسطس/آب قرارًا بدعم لبنان في الظروف العصيبة التي يمر بها، من خلال تزويده بكميات وفيرة من الوقود.
وتأتي مبادرة الجزائر لمساندة لبنان على تجاوز أزمته الحالية، من خلال تأمين مادة الفيول "الديزل الأحمر" اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء، في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتهدف العملية إلى الوقوف بجانب لبنان في الظروف الصعبة، من خلال تزويده الفوري بكميات من الوقود، من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد.
وأشاد وزير الطاقة اللبناني وليد فياض بموقف الجزائر لدعم لبنان بتأمين جزء من احتياجاته من الوقود لحل أزمة انقطاع الكهرباء، قائلًا: "نتفق مع الجزائريين على ضوابط ومعايير الهبة، أي الكمية والنوعية، فنحن بحاجة إلى نوعين من ناحية (الديزل الأحمر) لدير عمار والزهراني، ومن ناحية ثانية، نحن بحاجة إلى زيت الوقود لمعملَي الزوق والجية".
الكهرباء في لبنان
قال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، إن أزمة الكهرباء في بلاده مرتبطة بعدد كبير من المشكلات، وحل مشكلة واحدة منها لن يعوّض غياب التيار، فيجب أن يكون الحل من ضمن سلة متكاملة، بدأت بوادرها -تباعًا- بتفكيك العُقد وحل الإشكاليات الموجودة فيها.
وأشار، في مقال خصّ به منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن وضع الكهرباء تفاقم بسبب تأخر وصول شحنة النفط العراقي إلى لبنان، وتأخر فتح الاعتمادات اللازمة لسداد ثمن هذا النفط، مع تساؤلات ومحاذير حول الناقلة "سبوت كارغو" (Spot Cargo)، لم تجعلها تصل في وقتها.
واستعرض فياض الخطوات التي اتّخذت لحل أزمة الكهرباء في لبنان، والتي تتضمن 5 محاور، أو مراحل، الأولى: تأمين 100 ميغاواط بصورة فورية من مؤسسة الكهرباء المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، والثانية تمتد حتى الأحد 25 أغسطس/آب 2024، تستهدف الوصول إلى 300 ميغاواط (200 من محطة الزهراني بعد التزوّد بـ4 آلاف طن ديزل من المنشآت والجيش، تُضاف إلى 100 ميغاواط من محطة الليطاني).
وأشار إلى أن المرحلة الثالثة: بدأت الإثنين 26 أغسطس/آب، حتى 5 سبتمبر/أيلول، وتستهدف الوصول لقدرة 600 ميغاواط، بعد وصول شحنة الديزل الأحمر "الغاز أويل" من مصر على متن الناقلة "كيم هيلين".
وأوضح أنه باستعمال 30 ألف طن من الديزل الأحمر المصري، يمكن لمحطتي "دير عمار، والزهراني" رفع القدرة الإنتاجية إلى 600 ميغاواط، في حين تبدأ المرحلة الرابعة من 6 سبتمبر/أيلول حتى 30 من الشهر ذاته، وتستهدف زيادة القدرة الإنتاجية عن مستوى 600 ميغاواط، اعتمادًا على 60 ألف طن من الديزل الأحمر "غاز أويل"، بعد استيراده من العراق بنظام المقايضة والمبادلة.
وتنطلق المرحلة الخامسة من مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وتعتمد على استمرار تلقي وقود الديزل الأحمر العراقي بنظام المبادلة، ليشغل -بجانب محطات الطاقة الحرارية- محطتي "الذوق، والجية" لتعطي طاقة إضافية.
وتستهدف المرحلة إضافة ما يزيد على 200 ميغاواط، لترتفع خطة الإنقاذ التي أقرّتها وزارة الطاقة اللبنانية، لتعزيز إمدادات مؤسسة الكهرباء في البلاد إلى ما يزيد على 800 ميغاواط.
موضوعات متعلقة..
- الوقود الجزائري إلى لبنان.. تحذيرات من تكرار أزمة الشحنة المغشوشة
- نفطال الجزائرية ترصد 1.7 مليار دولار لتطوير مشروعات توزيع ونقل الوقود
اقرأ أيضًا..
- قصة حقل نفط مصري ينافس حوضًا أميركيًا ضخمًا (صور وفيديو)
- حقل الظلوف البحري السعودي.. ثالث أكبر الحقول عالميًا بـ31 مليار برميل
- المغرب بالقائمة.. أكثر الدول الأفريقية امتلاكًا لسعة توليد الكهرباء بالفحم (إنفوغرافيك)