ما تزال صادرات نفط جنوب السودان عبر الخرطوم متوقفة منذ ما يزيد على 5 أشهر، في ظل الصراع السياسي والحرب الدائرة في الشمال.
وقالت مصادر بوزارة النفط السودانية في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن): "إن العمل حتى الآن جارٍ على إصلاح الأنبوب، ولم نُبَلَّغ بموعد الانتهاء منه".
وتوقفت صادرات نفط جنوب السودان في أواخر شهر مارس/آذار 2024، بشكل مفاجئ، بعد "انفجار كبير" في خط أنابيب يقع في منطقة الحرب الأهلية التي المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023 في السودان المجاور.
وأدى توقُّف الصادرات إلى هبوط إنتاج نفط جنوب السودان إلى 53 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز، مقارنةً بنحو 150 ألف برميل يوميًا قبل إغلاق خط أنابيب بترودار.
تفاصيل الأزمة
أكدت مصادر وزارة النفط السودانية في تصريحاتها إلى منصة الطاقة أنه كان من المفترض إكمال عمليات الإصلاح أول يوليو/تموز الماضي، لكن حتى الآن ما زال الإصلاح مستمرًا.
وأرجعت المصادر تأخُّر إصلاح الأنبوب الناقل لنفط جنوب السودان إلى الحرب الدائرة الآن، التي أدت إلى توقُّف أعمال الصيانة عدّة مرّات.
وأعلن السودان في أواخر شهر مارس/آذار 2024 حالة القوة القاهرة على صادرات النفط، قائلًا، إنه لم يعد يتلقى الإمدادات من دولة جنوب السودان بعد الانفجار، ما يسمح له بالتخلّي عن التزاماته التعاقدية.
ووقع الانفجار في "منطقة العمليات العسكرية" على بعد نحو 11 ميلًا شمال محطة الضخ؛ ما يعني عدم تمكّن المهندسين من الوصول إلى المنطقة لإجراء الإصلاحات.
وقال وزير الطاقة والنفط السوداني محي الدين نعيم، في تصريحات سابقة، إن الأضرار التي لحقت بخطّ الأنابيب اكتُشِفت لأول مرة في 10 فبراير/شباط 2024، عندما تعثّر تدفّق النفط الخام.
صادرات نفط جنوب السودان
انفصل جنوب السودان عن السودان عام 2011، ويعتمد على شبكة من خطوط الأنابيب والمصافي والمواني لدى جارته الشمالية لتصدير الخام الذي ينتجه إلى السوق العالمية.
وتتعرض البنية التحتية النفطية في السودان لضغوط مستمرة منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل/نيسان من العام الماضي (2023).
ومنعت المشكلات على طول خط أنابيب بترودار -الذي يمرّ عبر مصفاة الخرطوم- نحو 100 ألف برميل يوميًا من مزيج "دار" من الوصول إلى محطة تصدير بشائر السودانية على البحر الأحمر منذ فبراير/شباط.
وكان وكيل وزارة النفط في جنوب السودان وليام أنياك دينق قد أعلن في وقت سابق أن القتال العنيف حول مصفاة الخرطوم يعرقل أعمال الإصلاح المتبقية، ويمنع من إعطاء جدول زمني لإعادة تشغيل خط أنابيب بترودار.
وترتبط إعادة تشغيل خط الأنابيب واستمرار صادرات نفط جنوب السودان المتبقية، بشكل متزايد، بمسار الحرب الأهلية في السودان، لكن الجهود المبذولة لإنهاء القتال باءت بالفشل حتى الآن.
كما تعرضت مصفاة الخرطوم السودانية، التي تبلغ طاقتها 100 ألف برميل يوميًا، والتي جرى إمدادها جزئيًا بالنفط الخام من جنوب السودان، للقصف مرارًا وتكرارًا منذ بداية الحرب، وما تزال متوقفة عن العمل.
وتشكّل عائدات صادرات نفط جنوب السودان ما يفوق 90% من إيرادات الدولة المنفصلة عن السودان منذ عام 2011، لكن البلدين بدآ في وقت لاحق بالتعاون النفطي فيما بينهما.
موضوعات متعلقة..
- صادرات نفط جنوب السودان تواجه مصيرًا مجهولًا (تقرير)
- صادرات نفط جنوب السودان تقترب من العودة للأسواق العالمية
اقرأ أيضًا..
- قصة حقل نفط مصري ينافس حوضًا أميركيًا ضخمًا (صور وفيديو)
- حقل الظلوف البحري السعودي.. ثالث أكبر الحقول عالميًا بـ31 مليار برميل
- ناقلات الغاز المسال الروسي تحتمي بمصر من العقوبات الأميركية