قدرة توليد الكهرباء بالفحم في آسيا تصل لذروتها عام 2030 باستثناء دولتين
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
تتجه قدرة توليد الكهرباء بالفحم في آسيا والمحيط الهادئ إلى الانخفاض خلال العقود المقبلة، وسط تسارع الجهود نحو تحقيق أهداف خفض الانبعاثات.
ورغم الوتيرة الأبطأ في تحول الطاقة واستمرار اعتماد المنطقة على الوقود الأحفوري، فإنه من المرجح أن تنخفض كمية الكهرباء المولدة بالفحم بمقدار الثلثين بحلول عام 2050، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وفي عام 2030، ستبلغ قدرة توليد الكهرباء بالفحم في آسيا والمحيط الهادئ ذروتها، باستثناء الهند وإندونيسيا، اللتين ستواصلان بناء محطات الفحم حتى أواخر العقد المقبل.
وتَصدَّر الفحم مصادر الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء خلال عقد من الزمن في إندونيسيا، إذ ارتفعت نسبته في مزيج الكهرباء من 49.4% في 2013 إلى 61.8% (ما يعادل 217 تيراواط/ساعة) خلال 2023.
وفي الهند، يُسهم الفحم بأكثر من نصف إنتاج الكهرباء في صاحبة أكبر تعداد سكاني عالميًا، بسبب توافره ورخص أسعاره مقارنة بالمصادر الأخرى.
طفرة في استثمارات الطاقة
تشهد منطقة آسيا والمحيط الهادئ طفرة في استثمارات الطاقة مع حاجتها إلى 4 تريليونات دولار أميركي على مدى العقد المقبل لبناء قدرات توليد جديدة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، بحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي.
ويتوقع التقرير أنه بحلول عام 2050 سيرتفع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح بنحو 8 مرات مقارنة بمستوى عام 2023، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وخلال 2024، ستستمر تكلفة مصادر الطاقة المتجددة في الانخفاض، بعد ارتفاعها نتيجة التضخم في 2022، ما يجعلها أكثر قدرة على المنافسة مع الفحم، خاصة من خلال طاقتي الشمس والرياح البرية.
ومع ذلك، فإن 22% فقط من عمليات توليد الكهرباء بالفحم في آسيا ستعتمد على تقنيات التقاط الكربون وتخزينه والوقود النظيف البديل بحلول عام 2050.
دور مهم للطاقة النووية
فضلًا عن مصادر الطاقة المتجددة؛ فإن الطاقة النووية ستؤدي دورًا حاسمًا في تعويض انخفاض قدرة توليد الكهرباء بالفحم في آسيا والمحيط الهادئ.
مشروع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الهند- الصورة من pv magazine
وتتوقع وود ماكنزي ارتفاع قدرة توليد الكهرباء من الطاقة النووية في المنطقة بمقدار 4 مرات، من 105 غيغاواط في عام 2023 إلى 469 غيغاواط عام 2050، مع انخفاض سعة التوليد بالطاقة الحرارية التقليدية.
وتتصدّر الصين دول العالم من حيث سعة الطاقة النووية المتوقعة، إذ تمتلك 118 غيغاواط مقسمة إلى 34 غيغاواط لمشروعات قيد الإنشاء، و22 غيغاواط لمرحلة ما قبل الإنشاء، و63 غيغاواط للمشروعات المعلنة.
وحتى يوليو/تموز 2024، بلغت سعة الطاقة النووية في الصين قيد التشغيل 58.1 غيغاواط، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 71 غيغاواط بحلول 2026، لتصبح صاحبة ثاني أكبر أسطول نووي في العالم، متجاوزة فرنسا، وفق تقديرات شركة الأبحاث غلوبال إنرجي مونيتور.
على الجانب الآخر، تمتلك الهند ثاني أكبر قدرة نووية متوقعة (32 غيغاواط)، تأتي 6 غيغاواط منها لمشروعات قيد الإنشاء، و26 غيغاواط في مرحلة ما قبل الإنشاء، كما تصل سعة الطاقة النووية قيد التشغيل في البلاد إلى 8 غيغاواط.
سوق الفحم تتراجع
يؤدي انخفاض توليد الكهرباء بالفحم في آسيا إلى تراجع الطلب على الفحم الحراري خلال ثلاثينيات القرن الحالي، قبل أن تشهد التجارة العالمية لهذا الوقود الأحفوري انخفاضًا بنسبة 60% بحلول 2050.
وبينما من المتوقع استمرار الطلب على الفحم في النمو في جنوب شرق آسيا والهند على مدار العقد المقبل، فإن هذه الزيادة لن تكون كافية لموازنة الانخفاض السريع في واردات أوروبا والصين وأغلب دول العالم.
ومن المتوقع أن يتراجع التوليد بالفحم في الصين بنسبة 80% بحلول عام 2050، لتصبح بكين من أبرز المساهمين الرئيسين في انخفاض توليد الكهرباء بالفحم في آسيا.
وتستعد الصين إلى خفض وارداتها من الفحم المنقولة بحرًا، على المدى المتوسط، من أجل التخفيف من تأثير تضاؤل الطلب على سلسلة توريد تعدين الفحم المحلي.
موضوعات متعلقة..
- توليد الكهرباء بالفحم في الهند.. قدرة إضافية هي الأكبر في 9 سنوات
- زيادة قدرات توليد الكهرباء بالفحم في الهند تتطلب 80 مليار دولار
- دولتان آسيويتان تهيمنان على تطوير قدرة توليد الكهرباء بالفحم عالميًا
اقرأ أيضًا..
- قصة حقل نفط مصري ينافس حوضًا أميركيًا ضخمًا (صور وفيديو)
- تحول مصانع الصلب في الشرق الأوسط إلى الهيدروجين الأخضر.. فرصة أم تحدٍ؟
- سعة الطاقة النووية في الصين قد تقتنص المركز الثاني عالميًا