أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الكهرباءتقارير النفطسلايدر الرئيسيةكهرباءنفط

الوقود الجزائري إلى لبنان.. تحذيرات من تكرار أزمة الشحنة المغشوشة

أحمد بدر

مع إعلان إرسال شحنة من الوقود الجزائري إلى لبنان، لتدارك أزمة انقطاع الكهرباء التي تضرب البلاد، وتسببت في دخولها حالة "عتمة شاملة"، ثار كثير من المخاوف بشأن تكرار أزمة "الشحنة المغشوشة".

ويرى خبراء لبنانيون أنّ تدخُّل الحكومة الجزائرية لإنقاذ قطاع الكهرباء اللبناني يعدّ أمرًا جيدًا، إلّا أن هناك مخاوف بشأن تنازل الدولة اللبنانية عن دعواها ضد شركة سوناطراك الجزائرية، أو تكرار أزمة الوقود المغشوش.

جاء ذلك خلال مشاركة الخبراء في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة" بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا) قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، بعنوان "انقطاع الكهرباء في لبنان.. لماذا تفاقمت الأزمة وما الحل؟".

وعلى الرغم من استدعاء الوقود الجزائري إلى لبنان أكثر من مرة بسبب الأزمة المتكررة، فإن قصة الشحنة المغشوشة تؤرّق الطرفين، والتي كانت قد تسببت في توقف الجزائر عن تزويد لبنان بالوقود نهاية عام 2020.

وكان القضاء اللبناني قد أدان 12 شخصًا في 13 مايو/أيار 2020، ووجّه لهم اتهامات تتعلق بـ"جرم التقصير الوظيفي وتقاضي رشاوى وتغيير تقارير"، وهي القضية التي رأت الجزائر أنها غير متورطة فيها.

شحنات الوقود الجزائري إلى لبنان

يرى المدير التنفيذي لجمعية استدامة البترول والطاقة في لبنان، مروان عبدالله، أن صفقة الوقود الجزائري إلى لبنان تعيد إلى الأذهان ذكرى الشحنة المغشوشة، التي كانت بطلتها شركة "سوناطراك" المملوكة للحكومة الجزائرية.

وأضاف: "قدمت الدولة اللبنانية شكوى ضد سوناطراك، للملاحقة بشأن الشحنة المغشوشة، وبالتأكيد لدى الشركة الجزائرية شركاء لبنانيون كانوا يساعدون في موضوع الوقود المغشوش الذي كان يدخل السوق اللبنانية".

الوقود الجزائري

أمّا فيما يخص مبادرة إرسال الوقود الجزائري إلى لبنان، فقد قال مروان عبدالله، في مبادرة الحكومة اللبنانية بالتواصل فورًا مع الجزائر، هناك شك في أن يكون هناك اتفاق أو صفقة، فالجزائر تقول، إن الوقود "هبة".

ولكن، قد تكون هناك ديون مؤجلة فيما يخص المواد المطلوبة لإنتاج الطاقة، وذلك مقابل تنازل الدولة اللبنانية عن الدعوى المرفوعة ضد سوناطراك، ومن ثم، سيكون هناك في هذه الحالة انتصار للحكومة الجزائرية.

المدير التنفيذي لجمعية استدامة البترول والطاقة في لبنان مروان عبدالله
المدير التنفيذي لجمعية استدامة البترول والطاقة في لبنان مروان عبدالله

يشار إلى أن شحنة الوقود الجزائري إلى لبنان تأتي على الرغم من أن الجزائر كانت قد هددت قبل 3 سنوات باللجوء إلى التحكيم الدولي ضد وزارة الطاقة اللبنانية، لتسديد ثمن شحنات حصلت عليها قبل 2020.

حلول أزمة الكهرباء في لبنان

من جانبها، أشارت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لوري هايتيان، لشحنة الوقود الجزائري إلى لبنان، قائلة، إن الحل الوحيد القريب الممكن هو أن تأتي شحنات من هنا وهناك في صورة "هبة"، ولكن هذه بدورها ليست حلولًا مستدامة.

وأضافت: "الحلول المستدامة تبدأ أولًا من خلال الإصلاحات؛ إذ إن الحلول قصيرة المدى لن تعود، مثل أن تأتي باخرة تحمل الوقود الجزائري إلى لبنان لمنح بعض الكهرباء لعدّة ساعات، وتكون هبة فقط، دون الاضطرار إلى دفع أموال".

مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لوري هايتيان
مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لوري هايتيان

ولفتت لوري هايتيان إلى أنه إذا تطورت العلاقة مع الدول التي تمنح الوقود لتشغيل محطات الكهرباء في لبنان، فقد تكون هناك عقود لأجل طويل، لإمداد البلاد بزيت الوقود الثقيل أو الديزل الأحمر.

وتابعت: "على المجتمع المدني في لبنان وعلى المسؤولين المعارضين لنهج الحكومة أن يكونوا صارمين بشأن ما سيترتّب على هذه العقود"، متسائلة: "هل صحيح أنه سيكون هناك تنازل من الحكومة اللبنانية عن حقّها في الديزل الأحمر المغشوش؟".

كما أشارت إلى أزمة الشحنة المغشوشة، التي حدثت من قبل مع شركة سوناطراك الجزائرية، متسائلة: "هل سيُتَجاوز عمّا فعلته سوناطراك والوسطاء الذين كانوا يعملون معها، وأغلبهم من اللبنانيين المتوارين والمختفين بسبب هذه الأزمة؟".

وأردفت: "هل سيُتَنازل عن حق لبنان لعودة سوناطراك، وما هي العقود؟ والأهم ألّا تكون العقود الجديدة سرّية، لأنه بين عامي 2005 و2020، كانت أزمة الوقود المغشوش بناءً على عقود سرّية لا يعلم أحد ما بداخلها، قبل اكتشاف وجود وسطاء يستفيدون من العقود".

سوناطراك
مقرّ شركة سوناطراك الجزائرية - الصورة من موقعها الإلكتروني

ومن ثم، وفق لوري هايتيان، يجب أن تكون هناك مراجعة للماضي قبل السماح بدخول الوقود الجزائري إلى لبنان مجددًا، وفي المقابل، يجب على لبنان عدم "التسول".

مصادر الكهرباء البديلة في لبنان

توضح مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لوري هايتيان، أن ما يصيب لبنان حاليًا والعتمة التي يواجهها مواطنوه، مصدره ليس كارثة طبيعية أو هزة أرضية أو قصفًا، وإنما هو نتاج أفعال -أو لا أفعال- من الحكومات السابقة والحكومة الحالية، لافتة إلى أن الحكومة الحالية مسؤولة مباشرة عن انقطاع الكهرباء في لبنان، وهذه النقطة الأولى.

أمّا النقطة الثانية، فهي أن انقطاع الكهرباء في لبنان قد يصل إلى نحو 24 ساعة يوميًا الآن، وقبلها كان المواطنون يحصلون على ساعتين إلى 3 ساعات فقط من الكهرباء التي تنتجها مؤسسة كهرباء لبنان، وهي المسؤولة عن تأمين هذه الخدمات للمواطنين.

وتقول لوري هايتيان، إن ما يحدث نتيجة انقطاع الكهرباء في لبنان هو أن المولّدات الكهربائية تضغط على المواطنين ماديًا؛ إذ إن بعض العائلات تدفع نحو 500 دولار شهريًا للمولّد.

وأوضحت أن معظم اللبنانيين لا يملكون رفاهية الاختيار بين كهرباء الدولة والمولدات الخاصة والطاقة الشمسية، ومن ثم فإن هذه الحلول لا تصلح للعمل على المدى القصير.

وأشارت إلى أن هناك أُسَر أخرى تدفع 1000 دولار شهريًا لاستعمال مولّدات الكهرباء في فصل الصيف، وذلك لتشغيل مكيفات الهواء، وهو أمر أصبح اعتياديًا، على الرغم من أنه يُشكِّل أزمة إضافية.

أزمة الكهرباء في لبنان

ولفتت لوري هايتيان إلى أن بعضهم يواجه أزمة انقطاع الكهرباء في لبنان من خلال اللجوء إلى الطاقة الشمسية، ولكن هذه الطاقة يجب عدم تعميمها كأنها أصبحت موجودة عند جميع اللبنانيين.

وبررت ذلك بأن الترويج إلى أن اللبناني لديه الفرصة للاختيار بين استعمال كهرباء الدولة أو المولّدات الخاصة، أو لديه رفاهية اللجوء إلى الطاقة الشمسية، يُعَدّ أمرًا بعيدًا عن الواقع.

وعلّقت هايتيان على ما ذكره مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، بأن وكالة الطاقة الدولية قالت، إن لبنان من أكثر الدول استعمالًا للطاقة المتجددة، وكذلك الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

وقالت، إن هذا ليس صحيحًا؛ إذ إن هناك اليوم طاقة متجددة بالفعل، ولكن ليس بفضل خطط مؤسسية وضعتها الحكومة اللبنانية من خلال سياسات مستقبلية، كما أنهم يتكلمون عن 1000 ميغاواط، ولا يوجد تأكيد لهذا الرقم.

وأضافت: "يتكلمون وكأن كل الشعب اللبناني ينعم بالطاقة الشمسية، وهذا غير صحيح، هناك الفقراء الذين ليست لديهم طاقة شمسية؛ لأنهم لا يملكون المال لشرائها، وهناك فقراء لا يستطيعون أن تكون لديهم المولّدات الخاصة بهم، وطبعًا مؤسسة كهرباء لبنان لا تؤمّن الكهرباء".

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، أسعار ألواح الطاقة الشمسية في لبنان لعام 2024:

أسعار ألواح الطاقة الشمسية في لبنان لعام 2024

وأشارت لوري هايتيان إلى أنه مع زيادة تعرفة الكهرباء في لبنان، زاد الضغط على الفقراء، وزادت نسبة الفقر في البلاد، والجميع يعرفون أن هذه النسبة زادت إلى حدّها الأقصى منذ الانهيار المالي الذي حدث في عام 2019.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. آآه يابن بوسبير تكذبون أكثر مما تتنفسون ما حبيتوش تترباو و ما تترباوش

  2. لماذا هذا الهمز البذيئ من منصة كنل نحترمها التحقيقات اثبتت ان الشحنه المغشوشة لا صلة لها بالجزائر اما الشحنه الاصلية تم تغيرها في وسط البحر من مافيا لها علاقة باللبتانيين انفسهم والجزائرلها زبائن وهي مورد موثوق لطاقة اما على ابلصوات اللبنانية النكرة على قلتها فهي اضوات معادية للجزائر بسبب مواقفها وصلتها بمحور اللمقومه ورفض الجزائر وصف منظمه ارهابية لحزب الله وحماس بالاضافة لعلاقة الجزائرالتي تراقي لصلة حليف مع ايران اما ردي على هاته الاصوات النكرة في لبنان او العالميالعربي بقولهم يالا انتم جيبوا شحنات وقود من الامارات والسعودية ما انتم ابواق لدول الخليج يلي بتعتبر اي دولة الها صيلة بايران ومحور المقاومه هي دولة لازم نطلععليهاا اشاعات تشيطنها بالنهاية الجزائر معروفة وانتم معروفين اصلكن من طين البرك والمستتقعات وهاي مجرد شحنه صدقة مقبولة ان شاء الله على بلد انا شخضيا لا اشجع الجزائر على تطوير علاقتها معاه لانو بعرف حقيقة الانظمه اللبنانية انظمه تبيع عرضها مشان الدولار

  3. لا يخطر بالجزائري الدخول في سوق الغش ولو كانت سونطراك
    احد اطرافها فهي الضحية التواطؤ لجماعات داخلية لبنانية، لا نملك الوقت للغش و البلاد تسيل بترولا ، غاز، وطاقة وفيرة، اتبع طريق التحقيق و العدالة سيظهر الحق، غير اني اشك في قدرة لبنان والعدالة الداخلية التحقيق باستقلالية بعيدا عن ضغوط اللبيات و المافيا التصدير و الاستراد.
    هذا راي دون تجريح

  4. وجدو الحطب هذا العام تاني الغاز ما يرجعش اما قضية لبنان كاين سبل قانونية . الجزائر تقف مع العرب والعرب تخلع سروالها لاسرائيل والحديث قياس. قيو

  5. كلامك فيه نوع من التحامل على الجزائر .
    الجزائر لا تستجدي لبنان في التنازل عن حقه إذا كان له حق .والجزائر لها دين على لبنان ،حتى ولو رفعت لبنان شكوى يتم تعويضها من الدين و تبقى الجزائر تطالب لبنان لبقية الدين

  6. نحنو لا نغش حكوماتكم هيا من استبدلت الوقود الجزايري بوقود مغشوش فنحنو لدينا احسن وقود في العالم وان لم تصدق فاذهب لقوقل واكتب صحاري بلاند سوف يخرج لاكا الخبر الصحيح و السعر المرتفع لهاذا النفط لا تكذبو علا الناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق