سياراتالتقاريرتقارير السياراترئيسية

رسوم السيارات الكهربائية الصينية قد تحبط أهداف أوروبا البيئية

المفوضية راعت المصالح الاقتصادية على حساب المناخ

حياة حسين

أثار الاتحاد الأوروبي بفرضه رسومًا جمركية على وارداته من السيارات الكهربائية الصينية تساؤلات حول ما إذا كانت الدوافع الاقتصادية تغلب الأهداف المناخية داخل التكتل، خاصة أن مثل هذه القرارات قد تضعف من قدرة تحقيق الأهداف البيئية.

وفي مقال تحليلي، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لأستاذ مشارك بقسم دراسات جنوب ووسط آسيا في كلية الدراسات الدولية بجامعة البنجاب المركزية الهندية، الدكتور باوا سينغ، طرح تساؤلًا عن مدى ازدواجية أوروبا بشأن قرار الرسوم الجمركية.

وأصدرت المفوضية الأوروبية، في 20 أغسطس/آب 2024، مسودة خطة تجعل الرسوم الجمركية على الوارادات من السيارات الكهربائية الصينية نهائية، مع تعديلات طفيفة على المقترحات السابقة، وستُطرح لموافقة أعضاء التكتل في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وتتفاوت نسبة الرسوم لشركات السيارات الكهربائية الصينية المختلفة، إذ تبلغ 17% بدلًا من 17.4% بالنسبة إلى "بي واي دي"، وهي ثاني أكبر منتج عالمي، والأكبر في بكين.

وتصل إلى 19% على "جيلي" بعدما كانت النسبة تبلغ 19.9%، و36.3% على "سييك" مقارنة مع نسبة سابقة بلغت 37.6%.

ضغوط لفرض رسوم على السيارات الكهربائية الصينية

دفعت شكاوى مصنعي السيارات الكهربائية في أوروبا من المنافسة الصينية غير العادلة في الأسواق المحلية، إلى الضغط على المسؤولين لاتخاذ قرار فرض رسوم جمركية على الواردات من بكين، متجاهلة نتائج دراسات رسمية، تؤكد دور تلك المركبات في خفض الانبعاثات وتحسين جودة الهواء.

وتحد مثل هذه القرارات من انتشار السلع، بسبب الضغط على الأسعار، فإنتاج السيارات الكهربائية الصينية يتسم بانخفاض الأسعار مقارنة بأوروبا وأميركا، والأخيرة سبقت بروكسل بإجراء مماثل، وفرضت رسومًا جمركية وصلت إلى 100%.

وقال الباحث بجامعة البنجاب المركزية الهندية، باوا سينغ، في مقال تحليلي، منشور في "إيوراسيا رفيو"، إن تقريرًا حديثًا صادرًا عن وكالة البيئة الأوروبية (إي إي إيه) أشار إلى أنه رغم أن إنتاج السيارات الكهربائية قد يعمل على زيادة الانبعاثات، فإن تأثير استعمالها على الطرق في خفض غازات الاحتباس الحراري ملحوظ، إذ تصدر انبعاثات أقل بنحو 17 إلى 30% من المركبات التقليدية.

السيارات الكهربائية الصينية

وأوضح التقرير أن نسبة انخفاض الانبعاثات الناجمة عن استعمال السيارات الكهربائية قد تنخفض إلى 73% بحلول عام 2050، ما يعني تحسين جودة الهواء.

ولا تعالج السيارات الكهربائية تلوث الهواء فحسب، وإنما تخفّف من التلوث السمعي، وتقلل الضوضاء، خصوصًا في المناطق الحضرية.

يُذكر أن دراسات عديدة في أنحاء العالم تتوقع أن معظم الكرة الأرضية تتحرك نحو أن تصبح مناطق حضرية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقّرها واشنطن).

وفي هذا التقرير، وفق الباحث، سلطت الوكالة على تفاقم انبعاثات قطاع النقل منذ 2014، إذ كشفت بيانات أولية لعام 2017 زيادتها بنسبة 28%، مقارنة بمستويات 1990.

ويرى التقرير أنه على الرغم من الانتشار الكبير للسيارات الكهربائية في هذه السنة وحتى الآن، فإن هذه المركبات ما تزال تمثّل نسبة ضئيلة من قطاع النقل.

وكانت مبيعات السيارات الكهربائية قد شهدت تباطؤًا في 2024، وسجلت أرقامًا دون التوقعات، لدرجة أن عديدًا من الشركات العالمية أرجأت تنفيذ مشروعات في القطاع مخططة من قبل، كما أعلنت العديد من الشركات إفلاسها.

تحقيقات الدعم

قال الباحث بجامعة البنجاب المركزية الهندية، الدكتور باوا سينغ، في مقال، بمناسبة إصدار مسودة الرسوم الجمركية الأوروبية على الواردات من السيارات الكهربائية الصينية، إن المسألة جاءت بعد تحقيق في التكتل بشأن دعم صيني للصناعة، وتصريح لرئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، أعربت فيه عن مخاوفها من تدفق تلك المركبات الرخيصة إلى أسواق بروكسل.

وجاء ذلك بعدما تقدمت شركات بشكوى إلى الاتحاد، لم يُعلن هوية أي منها، من المنافسة الصينية غير العادلة.

بدورها اعترضت الصين على الرسوم، وقدمت شكوى ضد أوروبا في منظمة التجارة العالمية، وفق الباحث. وكانت الصين قد ألمحت إلى إجراءات انتقامية ضد صادرات أوروبية إلى أسواقها، مثل الألبان ولحوم الخنازير.

بي واي دي
سيارة بي واي دي كهربائية صينية الصنع في معرض باريس للسيارات – الصورة من وكالة الأناضول

ووفق الباحث، تشير التوقعات إلى أن سوق السيارات الكهربائية في أوروبا مهمة، إذ إن التقديرات تشير إلى أن قيمتها ستبلغ نحو 145 مليار دولار في 2024، مع نمو بنسبة 12.5% بحلول عام 2028.

كما نمت المبيعات في الربع الأول من العام الجاري في أوروبا بنسبة 25%، مقارنة بالمدة نفسها العام الماضي، وارتفعت بنسبة 25% أيضًا في 2022.

وأشار الباحث إلى أن السيارات الكهربائية ستسيطر على نسبة 20% من إجمالي المركبات عالميًا العام الجاري، ستكون الصين مصدرًا لـ45% منها، تليها أوروبا بحصة 25%، ثم أميركا بـ11%.

ولفت إلى مساعي الشركات الصينية للتغلب على الرسوم الجمركية بالاستثمار في أوروبا، مثل "بي واي دي".

وخلص الباحث إلى أن السياسات البيئية الأوروبية تحمل بعض التناقض، وقال: "إنه على الرغم من أن الرسوم الجمركية على الواردات من السيارات الكهربائية الصينية ستحمي المنتجين الأوروبيين، فإنها تتعارض مع سياسات حماية البيئة، وقد تحد من قدرة الاتحاد على تحقيق المستهدفات البيئية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق