رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

سفن لإنتاج الهيدروجين الأخضر من الرياح.. مشروع يعمل بالذكاء الاصطناعي

هبة مصطفى

تتسابق الشركات فيما بينها لتطوير تقنيات إنتاج الهيدروجين الأخضر، وشجعت وموارد الرياح البحرية المحتملة لدى المملكة المتحدة على دعم تحقيق أهداف الطاقة النظيفة ونشر التقنيات الحديثة عالميًا.

ومن هذا المنطلق، طرحت شركة دريفت إنرجي (DRIFT Energy) مقترحًا مبتكرًا بنشر أسطول يخوت تشبه السفن الشراعية للاستفادة من حركة الرياح في المحيطات، وتنتج الهيدروجين النظيف منها.

وتسعى الشركة لعقد جولات تمويل توفّر من خلالها -عبر شركاء- مخصصات الإنفاق على المشروع، وفق بيان تفصيلي للخطوات المالية للشركة، اطّلعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على تفاصيله.

ونجحت "دريفت إنرجي" في إغلاق أولى جولات التمويل بدعم من صناديق استثمارية، بالتوازي مع التخطيط لطرح أولى يخوت إنتاج الوقود النظيف بحلول العام المقبل 2025.

فكرة المشروع وتقنياته

يتطلب إنتاج الهيدروجين الأخضر توافر مصدر للطاقة المتجددة، وهو ما توفره الرياح البحرية العاتية في المحيطات عبر سفن تجوب العالم وتنتج الكهرباء عبر توربينات مثبتة تحت سطح الماء، وفق مقترح "جريفت إنرجي".

وتُستعمل الكهرباء النظيفة المنتجة في تشغيل أجهزة التحليل الكهربائي المثبتة على متن أسطول سفن الشركة، لتؤدي هذه المحللات وظيفة مزدوجة بإنتاج الوقود النظيف وتخزينه.

وتعزز الشركة أسطول سفن إنتاج الهيدروجين الأخضر من الرياح البحرية بتقنيات مبهرة، إذ تستعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي للتحكم في تداعيات تقلبات الطقس، حتى وصول السفن بسلام إلى المواني.

أعضاء الشركة يحتلفون بنموذج مصغر لتصميم السفن
أعضاء الشركة يحتفلون بنموذج مصغر لتصميم السفن - الصورة من Fuel Cells Works

وأدخلت الشركة تعديلات على أنظمة توجيه مسار السفن، ومنحتها القدرة على الاستشعار بالمواقع التي تمتاز بظروف جوية مواتية لإنتاج طاقة الرياح والاستقرار فيها.

وتحدد تقنيات السفن المرتقبة المدة اللازمة لامتلاء خزان وقود الهيدروجين المنتج، والعودة للميناء لتفريغ الحاويات التي تتسع لنحو 40 قدمًا من الهيدروجين.

وتكتسب سفن شركة "دريفت إنرجي" ميزة أخرى، بقدرتها على تزويد بعضها بالوقود اللازم للتشغيل، سواء في المواني أو المرسى الخاص بها، وتعتزم تطوير هذه التقنية لتسهيل إمكان تزوُّد السفن بالوقود في البحار والمحيطات دون الحاجة للرسو على الشاطئ.

إنتاج الرياح

قبل إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر المحللات الكهربائية على متن السفن، تسعى الشركة لرفع سرعة السفن والأشرعة المثبتة فوقها إلى 28.8 ميل/ساعة.

وبمرور الوقت، تدفع حركة المعدّات المثبتة -مثل المراوح والدافعات- التوربينات إلى إنتاج الكهرباء النظيفة، وفق دراسة أعدّتها الشركة، ونشرها موقع إنترستنج إنجينيرنج (Interesting Engineering).

ومع توافر الماء في عرض البحار والمحيطات، والكهرباء النظيفة، يصبح إنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه عملية سهلة ومبتكرة دون تكلفة باهظة.

ووظفت الشركة تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتشمل خطوة تصميم القارب وانتقاء الظروف الجوية الملائمة، بما يقلّص الوقت المخصص لإنتاج وتخزين الهيدروجين وفق نتائج محاكاة ونمذجة أجرتها.

وتوفر الشركة أسطول السفن بأداء عالي الجودة لنشر الهيدروجين الأخضر عالميًا، خاصة أن الوقود النظيف بات مفضلًا عن نظيره الأزرق المنتج بالغاز الطبيعي ومعالجة الميثان، لانخفاض بصمته الكربونية.

وتسعى الشركة للاستفادة من الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر، خاصة بالنسبة للصناعات الثقيلة والكثيفة الاستهلاك والنقل وغيرها.

تصميم ليخوت وسفن شركة دريفت إنرجي
تصميم ليخوت وسفن شركة دريفت إنرجي - الصورة من Ship Management International

توفير التمويل

فتحت شركة "دريفت إنرجي" المجال أمام جولات التمويل، لدعم وتوفير مخصصات مشروعها لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه على متن سفن ويخوت تستفيد من حركة الرياح في المحيطات.

وخلال جولة التمويل الأولى -التي أُغلقت الأسبوع الجاري- جمعت الشركة ما يصل إلى 6.02 مليار دولار، بدعم شركة أوكتوبوس فينشر (Octopus Ventures) البريطانية ومنصة الاستثمارات بلو أكشن (Blue Action)، بعدما حصلت على تمويل إضافي من وكالة الابتكار المحلية (Innovate UK).

وتنفق الشركة مخصصات جولة التمويل الأولى على برنامج تصميم أسطول اليخوت والسفن، بجانب البحث عن شركاء آخرين وتوسعة فريقها التقني، حسب بيان للشركة منشور بموقعها الإلكتروني.

ويسهم التمويل في خروج الأسطول للنور العام المقبل بعد حالة اليقين من نتائج اختبار أول يخت في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه في البحر، نهاية يوليو/تموز عام 2022.

وخاض اليخت آنذاك رحلة بحرية قبالة ساحل برايتلينغسي في إنجلترا، وبعد تشغيل استمر ساعتين، أنتج اليخت 6 لترات هيدروجين أخضر.

وتسعى الشركة توسعة نطاق المقترح، بنشر أسطول يخوت وسفن بسعة إنتاج وتخزين تفوق المستعملة خلال التجربة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق