رئيسيةتقارير الغازغاز

فواتير الكهرباء والغاز في بريطانيا ترتفع 9%.. هل يعود شبح الأزمة؟

في أكتوبر

أسماء السعداوي

دعا تقرير حديث إلى اتخاذ خطوات لحماية المواطنين من ارتفاع فواتير الكهرباء والغاز في بريطانيا جراء تقلبات الأسعار العالمية واستمرار اعتماد البلاد على الواردات.

وتتوقع شركة الأبحاث والتحليلات "كورنوول إنسايت" (Cornwall Insight) أن ترتفع فواتير الكهرباء والغاز بدءًا من شهر أكتوبر/تشرين الأول (2024)، وفي مطلع العام المقبل (2025).

وبحسب التقديرات، ستدفع الأسرة ذات الاستهلاك المتوسط 1714 جنيهًا إسترلينيًا (2260 دولارًا) سنويًا، ارتفاعًا بنسبة 9% من 1568 جنيهًا إسترلينيًا (2000 دولار) سنويًا المطبّقة حاليًا منذ بداية يوليو/تموز (2024).

وبسبب تقلبات أسعار الطاقة التي تثيرها توترات الحرب الروسية الأوكرانية، سيستمر مسلسل الزيادات بفواتير الكهرباء والغاز، لتشمل واحدة "طفيفة" بدءًا من شهر يناير/كانون الثاني من العام المقبل (2025).

وأرجعت الشركة الزيادة المتوقعة إلى ارتفاع أسعار بيع الطاقة بالجملة، وخاصة منذ بداية شهر أغسطس/آب الجاري.

زيادة فواتير الكهرباء والغاز في بريطانيا

تقلّ الزيادة المتوقعة بفواتير الكهرباء والغاز في بريطانيا عن تقديرات سابقة أصدرتها شركة كورنوول إنسايت في يونيو/حزيران (2024) بزيادة بنسبة 9.9%، إلى 1723 جنيهًا إسترلينيًا (2236 دولارًا).

ويأتي ذلك قبل إصدار منظم الطاقة البريطاني (Ofgem) في 23 أغسطس/آب الجاري (2024) سقف أسعار الكهرباء والغاز الذي يتغير كل 3 أشهر، اعتمادًا على عوامل عديدة، أهمها أسعار الطاقة في أسواق الجملة.

زوجان بريطانيان وبالصورة فاتورة تحمل شعار شركة بريتيش غاز
زوجان بريطانيان وبالصورة فاتورة تحمل شعار شركة بريتيش غاز- الصورة من "gazetteandherald"

والهدف من تطبيق ذلك السقف الذي بدأته الحكومة في يناير/كانون الثاني (2019) هو وضع حدّ أقصى للأسعار التي تفرضها الشركات على المستهلكين في إنجلترا وإسكتلندا وويلز، مقابل استهلاك كيلوواط بالساعة.

وقد تفوق قيمة فواتير الكهرباء والغاز ذلك السقف ما دام الاستهلاك متجاوزًا الاستعمال المتوسط.

عبء مالي وشبح أزمة

مع اقتراب حلول فصل الشتاء، يقول كبير المستشارين بشركة كورنوول كريغ لوري، إن الكثير من المواطنين كانوا يأملون بأن تنخفض قيمة فواتير الكهرباء والغاز في بريطانيا، وخاصة بعد تراجعين متتالين للسقف السعري.

وبحسب لوري، ما زالت آثار أزمة الطاقة مستمرة، لتترك السوق عُرضة للتقلبات الحادة، مع سرعة تأثُّرها بالأنباء السلبية عن شحّ المعروض، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ورغم الزيادة بالفواتير، لا يتوقع لوري أن تعاود الأسعار كرَّتها إلى المستويات "المتطرفة" التي شهدتها بريطانيا خلال السنوات الأخيرة، لكن سيكون هناك "وضع طبيعي جديد" ما لم يكن هناك "تدخّل كبير".

وارتفعت أسعار بيع الكهرباء والغاز بالجملة في فبراير/ شباط (2024) من أدنى مستوى لها في 30 شهرًا، لذلك كان ارتفاع الأسعار بسوق الجملة منذ بداية شهر أغسطس/آب الجاري (2024) وراء توقعات ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء والغاز.

وما زالت السوق الأوروبية تعاني من آثار أزمة الطاقة التي أعقبت خروج روسيا المزوّد الرئيس للغاز إلى أوروبا بعد غزو أوكرانيا في فبراير/شباط (2022)، رغم استقرار الأسعار مقارنة بما كانت عليه قبل عامين، وفق نص التقرير المنشور عبر الموقع الإلكتروني للشركة.

وتجلّت تلك الآثار في تقلبات الأسعار، بالتزامن مع استمرار اعتماد بريطانيا على الواردات من الخارج، وهو ما يهدد بارتفاع أسعار الكهرباء والغاز فوق مستويات ما قبل أزمة 2022.

دعوة للحل

أطلقت شركة كورنوول إنسايت دعوة لحماية الأسر المعرّضة للخطر من ارتفاع فواتير الكهرباء والغاز في بريطانيا على المدى القريب.

ومن بين المقترحات في هذا الصدد اعتماد نهج من مرحلتين، يتضمن خطوات فورية، مثل تعديل آلية السقف السعري ومراجعة المزايا وإتاحة تعرفات اجتماعية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وعلى المدى البعيد، سيكون من الضروري إرساء قواعد منظومة توفّر إمدادات طاقة مستقبلية والإصلاح الجذري للقطاع عبر التحول نحو مصادر الطاقة المستدامة والمُنتجة محليًا.

منزلان أمام برج نقل الكهرباء
منزلان أمام برج نقل الكهرباء- الصورة من وكالة بلومبرغ

وهنا، يقول كبير المستشارين كريغ لوري: "نحتاج إلى نهج استباقي واستشرافي لضمان استمرار القدرة على تحمُّل تكاليف الطاقة وأمنها".

يؤكد ذلك نتائج دراسة حديثة لجامعة إدنبرة كشفت أن الأسر الفقيرة دفعت فواتير كهرباء وغاز أعلى بنسبة تتراوح بين 10% و20% في المتوسط بين عامي 2011 و2019.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق