التقاريرتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

طاقة الرياح البحرية في أميركا تتحدى ترمب.. والبداية من "ماساتشوستس"

يوسف خالد

اقرأ في هذا المقال

  • ترمب وعد بإغلاق صناعة الرياح البحرية في البلاد إذا فاز بالانتخابات المقبلة
  • حاكمة ولاية ماساتشوستس تتهم ترمب بالخضوع لشركات الوقود الأحفوري
  • الاحتفال بوضع حجر الأساس لثاني مشروع في الولاية رغم مخاوف المستثمرين
  • تطوير ميناء على مستوى عالمي في الولاية باستثمارات 130 مليون دولار
  • أحد مطوري الرياح البحرية: قد نكون مجانين لكننا مستمرون ولن نتوقف

تحوم الشكوك حول مستقبل طاقة الرياح البحرية في أميركا، بعد الوعود التي أطلقها دونالد ترمب في حملته الانتخابية، بإغلاق هذه الصناعة في إطار تهديداته للطاقة المتجددة بفروعها المختلفة.

ورغم ما أحدثته هذه التصريحات من انتشار الفزع بين المستثمرين، فإن بعض الولايات الأميركية ما زالت مصممة على المضي قدمًا في خطط مشروعاتها بقطاع الرياح البحرية لا سيما ولاية ماساتشوستس.

واحتفلت الولاية -مؤخرًا- بوضع حجر الأساس لمشروع طاقة رياح بحرية جديدة على ساحل مدينة سالم، وهو ثاني مشروع بعد محطة مدينة نيو بدفورد، ومن المقرر تشغيله أواخر عام 2026، بحسب تقرير مفصّل اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتؤيد حاكمة ولاية ماساتشوستس، مورا هيلي، بكل قوتها قطاع طاقة الرياح البحرية في أميركا، حتى مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، التي قد تكون نتائجها مدمرة للصناعة بكاملها، إذا فاز ترمب.

حاكمة الولاية تهاجم ترمب

كان المرشح الرئاسي المثير للجدل، رئيس أميركا السابق دونالد ترمب قد تعهّد خلال حملته الانتخابية بإغلاق صناعة طاقة الرياح على المستوى الوطني، في إطار تهديدات أخرى أطلقها تجاه السيارات الكهربائية ومشروعات الطاقة المتجددة وبرامج الدعم والإعفاءات الضريبية السخية المخصصة لها.

ورغم أن رئيس البلاد سيتمتع بصلاحيات كبيرة بحكم منصبه تجاه مشروعات طاقة الرياح البحرية الواقعة في المياه الفيدرالية، ما يعني أن تهديداته ستكون مؤثرة، فإن مورا هيلي لم تغيّر قرارها الإستراتيجي بجعل قطاع الرياح البحرية أحد محاور جهود الولاية لمكافحة تغير المناخ.

تدرك هيلي جيدًا الموقف المعلن لترمب، لكنها لم تتأثر به، بل اتهمته بالخضوع لمصالح شركات الوقود الأحفوري في مقابل الحصول على أموال لدعم حملته الانتخابية.

حاكمة ولاية ماساتشوستس مورا هيلي
حاكمة ولاية ماساتشوستس مورا هيلي - الصورة من Spectrum News 1

وقالت هيلي: "إن ترمب قد يقضي على طاقة الرياح البحرية في أميركا، وقد يغلق جميع تكنولوجيا الطاقة النظيفة، وقد يوقف عجلة التحرك نحو مصادر الطاقة المتجددة، وإذا حدث ذلك فسوف يصبح سكان الولايات المتحدة أكثر مرضًا وأقل صحة".

وحذرت هيلي من أن عواقب توجهات ترمب المناهضة ستدمر الاقتصاد الأميركي، وسط تداعيات تغير المناخ، ومنها ارتفاع درجة الحرارة وتفاقم الأعاصير وتلوث الهواء، ما يجعل التراجع عن سياسات المناخ أمرًا لا يمكن تحمّل عواقبه، على حد تعبيرها.

وتبذل هيلي جهودًا مكثفة لنشر طاقة الرياح البحرية في أميركا، التي تعتقد أنها المستقبل الأفضل للولايات المتحدة، وإن كان بعض المحللين يرون أنه ليس من المنطقي أو الاقتصادي اتخاذ قرارات بشأن المشروعات البحرية، قبل معرفة نتيجة الانتخابات الرئاسية.

ولم تأبه حاكمة الولاية بتمزق شفرة التوربين في محطة طاقة الرياح البحرية "فينيارد ويند" في منتصف يوليو/تموز 2024، رغم انتشار الرغاوي والألياف الزجاجية على سطح المياه وانتقالها إلى شواطئ مدينتي نانتوكيت وكيب كود.

وأكدت هيلي أن هذه الحوادث لن تعوق جهودها، مشيرة إلى عدم اهتمامها بالمعارضين، الذين يحاولون ضرب صناعة الطاقة المتجددة، وأنها لن تعود إلى الوراء وستمضي للأمام بفضل تأييد وقيادة سكان ولاية ماساتشوستس.

وتعتقد حاكمة ولاية ماساتشوستس أن تمزق شفرة التوربين لن يكون له تأثير طويل المدى، غير أنها ستناقش ما حدث مع شركة جنرال إلكتريك مصنعة التوربين لمعرفة ما حدث، والتأكد من عدم تكرار مثل هذه الأخطاء، بحسب ما نقله موقع كومون ويلث بيكون المحلي (Common Wealth Beacon).

خطط الرياح في ماساتشوستس

استثمرت هيلي وقتًا طويلًا لنشر طاقة الرياح البحرية في أميركا، وتشعر بفخر عند رؤيتها تعمل على تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الأهداف المناخية لولاية ماساتشوستس التي تقود قطاع الطاقة المتجددة شرق الولايات المتحدة.

ومن المقرر أن تصبح منطقة تجميع طاقة الرياح البحرية في مدينة سالم، موقعًا لتجميع مكونات مزرعة الرياح ونقلها إلى مواقع إنشائها، وتوجد في المنطقة حاليًا محطة توليد كهرباء بالغاز كانت تعمل سابقًا بالفحم.

وأبدى عمدة البلدية دومينيك بانغالو تأييده لمشروعات طاقة الرياح في الولاية، مشيرًا إلى أن البحر كما يمكنه أن يغرق الولاية، يمكنه أن ينقذها أيضًا، بحسب تصريحاته في حفل وضع حجر الأساس.

طاقة الرياح البحرية في أميركا
طاقة الرياح البحرية في أميركا - الصورة من Wbur

وكانت شركة كراولي ويند سيرفيسيز (Crowley Wind Services)، التي ستدير محطة تجميع الرياح البحرية، اشترت موقع المحطة ثم باعته بالسعر نفسه إلى مركز الطاقة النظيفة بولاية ماساتشوستس، الذي سيؤجره مرة أخرى للشركة نفسها لمدة 25 عامًا.

ووقعت شركتا أفانغريد وفينيارد أوفشور (Avangrid and Vineyard Offshore) عقود إيجار مع شركة كراولي، لاستعمال المنشأة الجديدة خلال السنوات الست المقبلة، غير أن تنفيذ هذه العقود يعتمد على فوزهما بعقود توريد الطاقة للولاية في صفقة مرتقب إعلانها الشهر المقبل.

استثمارات بـ130 مليون دولار

أعلنت شركة أفانغريد أنها ستمنح 30 مليون دولار بصفتها مقدمة استثمار، و100 مليون دولار على دفعات إيجار، لتحفيز تطوير ميناء بحري على مستوى عالمي يساعد على حشد طاقة الرياح البحرية في مدينة سالم.

ومن المرجح أن تفوز الشركة بعقد مشتريات خاصة بطاقة الرياح، بعد أن حصلت على جميع التصاريح المتعلقة بمزرعة رياح مقترحة بمنطقة "نيو إنغلاند ويند 1" بقدرة 800 ميغاواط.

ومع ذلك، قال المدير التنفيذي لشركة كراولي بوب كارل، إن شركته ستواصل إنشاء محطة تجميع طاقة الرياح في مدينة سالم، بغض النظر عن الفائز بالصفقة المتوقع إعلانه خلال الشهر المقبل، حتى في حال عدم فوز أفانغريد أو فينيارد أوفشور.

وأضاف أن شركته ستعمل مع شركات التطوير التي ستفوز بالعقود، رغم أن الشركات الأخرى التي قدمت العروض أشارت إلى خطط مختلفة لتجميع مكونات طاقة الرياح البحرية في منطقة أخرى.

وأكد كارل أن شركة كراولي ستواصل بناء المنشأة بغض النظر عما سيحدث في صفقة الشهر المقبل ومن سيفوز بها، وإن كان هذا يبدو ضربًا من الجنون، ولكن الشركة مستمرة في التنفيذ على أي حال، على حد تعبيره.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق